آخر الاخبار

محافظ حضرموت يحرج البحسني .. السلطة المحلية بحضرموت تقر بوجود مصفاة وتكشف تفاصيل تهريب النفط والجهات العليا المطلعه مهازل الصراع بين عضو مجلس القيادة الرئاسي ومحافظ حضرموت.. اتهامات وتدخلات وإقالات الأحزاب السياسية تناقش مع الاتحاد الأوروبي مستجدات الحرب والسلام ومطالب بتطوير العلاقات إلى المستوى الجيوسياسي التنموي انكسار جديد للمليشيات الحوثية شمال غرب تعز الإدارة الأمريكية تدعو سلطنة عمان للتخلي عن الحوثيين وإغلاق مكتبهم وتؤكد تحركها مع السعودية والإمارات لتوحيد الجيش اليمني وهزيمة الحوثيين مواجهة نارية بين ريال مدريد ومانشستر سيتي في ملحق دوري أبطال أوروبا .. العالم يتقد تسع كوارث مدمرة بدنية وصحية ناجمة عن إدمان الهاتف المحمول. رقم مخيف هز العالم ...تعرف كم ساعة قضاها المستخدمون أمام الموبايل خلال 2024 ؟ الريال يصطدم بالسيتي.. اليكم قرعة الملحق المؤهل إلى ثمن نهائي أبطال أوروبا وموعد المواجهات تعرف على أفضل تطبيق يتصدر فى الولايات المتحدة خلال عام 2024..

المرأة الخارقة
بقلم/ د.رياض الغيلي
نشر منذ: 12 سنة و شهرين و 18 يوماً
الإثنين 12 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 12:57 م

عندما تلقيت اتصالها للمرة الأولى ومن خلال صوتها الجهوري تخيلتها امرأةً عادية كأي امرأة تسير على قدمين ، أكبرتها وهي تطلب مني زيارتها في جمعية التحدي للاطلاع على الجمعية التي أسستها وتديرها منذ سنوات، وأكبرنها أكثر عندما عللت طلبها لزيارتي بأنها تريد الاستعانة بي لتطوير جمعية التحدي إدارياً ، أكبرت فيها كل ذلك فقط لأنها امرأة سبقت بحماسها حماسة الرجال ولم أكن أعرف أنه بمجرد رؤيتي لها سيزيد إكباري لها أكثر وأكثر !!

في اليوم الذي زرتها فيه إلى أحد المرافق الخدمية الضخمة التي تقدم من خلالها خدماتها بالمجان للمستفيدين من ذوي الاحتياجات الخاصة دخلت من بوابة هذا المرفق حاملاً في ذهني تصوري السابق الذي بنيته عن هذه المرأة من خلال صوتها الجهوري وهو أنني سألتقي إمرأة ضخمة تتجول من مكان إلى مكان تأمر هذا وتنهى هذه ، و(تشخط وتنخط) كما هي عادة المدراء في أي مؤسسة من مؤسساتنا حتى تلك التي تديرها النساء ، دخلت إلى المكتب الذي تتواجد فيه فإذا بي أمام امرأتين إحداهما مقعدة على كرسي متحرك (معاقة) وتمتد إلى أنفها أنبوبة أكسجين للتنفس ، فبادرت السؤال عن المرأة التي وجهت إلي الدعوة لزيارتها قائلاً : أين أجد الأستاذة / جمالة البيضاني ؟ فبادرت تلك المرأة المقعدة التي تتنفس بصعوبة الإجابة قائلة : أنا جمالة البيضاني .. حياك الله يا دكتور / رياض !!!

صراحةً ؛ ذُهلت وتلعثمت وارتبكت وأنا أبحث عن كرسي للجلوس عليه ، وصعب علي في بادئ الأمر أن أمحو الصورة الذهنية التي انطبعت عن هذه المرأة من خلال صوتها الآتي عبر سماعة الهاتف ، لكنني استجمعت مداركي وجلست لأسمع لهذه المرأة التي ذكرتني بالشهيد / أحمد ياسين ، قالت الأستاذة / جمالة وهي تشرح لي أنشطة جمعية التحدي أنها ترعى أكثر من ألفين معاق ومعاقة وتقدم لهم الخدمات التعليمية والتأهيلية والطبية مجاناً دون أي مقابل ، وأضافت : لقد أفنيت عمري وأنا المقعدة في تأسيس هذه الجمعية حتى وصلت إلى ما وصلت إليه وأصبح لدي الجمعية الآن أكثر من مرفق ويعمل فيها قرابة مئتي موظف وموظفة ، وأنا أريد أن أعيد البناء التنظيمي والإداري للجمعية ومرافقها لتتحول إلى مؤسسة قوية لا تنتهي بنهاية جمالة البيضاني .

جمالة البيضاني ، وكما لمست تعد أسطورة لدى من حولها فهم ينادونها بالأستاذة دون الإشارة إلى اسمها وقليل هم الذين يصلون إلى هذه المكانة ، الكل يعمل معها بتفاني ، توظف المعاقات فيكنّ أكثر تفانياً في العمل من الأسوياء والسويات حباً ووفاء لجمالة ، عندما تتحدث إحداهن عن جمالة لا تتمالك أن تبكي وهي تلهج لها بالدعاء وتتمنى لها الشفاء وطول العمر .

حقاً ؛ لكل من اسمه نصيب فجمالة اسم على مسمى ومثال يحتذى ، وجمعية التحدي أيضاً إسم على مسمى ، أتمنى أن تلقى الاهتمام من قبل حكومة الوفاق ، أدعو الأستاذ / محمد سالم باسندوة رئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني ، وأدعو وزيرة الشؤون الاجتماعية الدكتورة / أمة الرزاق حمد ، ووزير المالية الأستاذ / صخر الوجيه ، ووزير التربية والتعليم الدكتور / عبد الرزاق الأشول ، وأمين العاصمة الرائع الأستاذ / عبد القادر هلال .. أدعوهم جميعاً إلى زيارة الأستاذة / جمالة في جمعية التحدي والتعرف على أنشطة الجمعية وتقديم الدعم الذي تستحقه هذه الفئة من مجتمعنا .كما أدعو رجال الأعمال صغاراً كانوا أو كباراً إلى زيارة جمعية التحدي ليس للدعم فحسب بل وللتعلم من الأستاذة / جمالة روح المبادرة إلى حوكمة المؤسسات الخاصة . 

شخصياً ؛ تعلمت من هذه المرأة الخارقة ( Super woman ) عملياً درساً في التحدي ومواجهة ظروف الحياة وتجاوز صعوباتها ، وإن حُرمنا ما فضلها الله بها علينا من الابتلاء فلنا رجاء في أن يتجاوز عن تقصيرنا ويغفر لنا.