أكتوبر …ملاحم عظيمة وبطولات خالدة
بقلم/ علي محمود يامن
نشر منذ: شهر و يوم واحد
الأحد 13 أكتوبر-تشرين الأول 2024 04:24 م
 

الثورات هي ضمير الحركات الوطنية وذاكرة الشعوب الحية وتجسيد عملي للهويات الوطنية ورابطة المصير المشترك. وهو ما يتجلى في الثورة اليمنية السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة والرابع عشر من أكتوبر الخالدة ضد الكهنوت الامامي والاحتلال البريطاني ولقد عبرت الثورة عن الذات اليمنية، وعكست تلاحم الشعب اليمني وانصهاره في روح الحرية والنضال المشترك.

 

قدمت ثورة 14 أكتوبر دروسا خالدك في الوحدة الوطنية والتلاحم النضالي وأسست لمرحلة كفاح بطول اثمر في تحقيق الاستقلال وتوحيد سياسي للسلطان في دولة وطنية مركزية قوية واعادة الاعتبار ليمنية الارض والمجتمع وترسيخ ثقافة ومبدأ الوحدة اليمنية كهدف وطني نبيل 

 و كانت عدن ملتقى الثوار والمناضلين ومركز انطلاق الحركة الوطنية جنوبا وشمالا قبل اندلاع ثورة 14 أكتوبر.

 

بحسب المؤرخ بلال الطيب 

"تعود المُقدمات النضالية لأبناء ردفان إلى العام 1881م، وهو العام الذي احتل فيه الإنجليز منطقة الضالع، رفضوا عام ذاك الضرائب الجائرة التي فُرضت عليهم من قبل الأخيرين، فأرسل المُحتل بحشد من عساكره لتأديبهم، تصدى الثوار لهم ببسالة، وشهدت سائلة حردبة فصول تلك المواجهة، أذعن الإنجليز حينها للأمر الواقع، وطالبوا على غير عادتهم بالحوار"

 

- بدأت التشكيلات التنظيمية للعمل الفدائي في عدن أوائل عام 1946، من جميع القطاعات العسكرية والشعبية بكل فئاتها ومكوناتها من العمال والمرأة والطلاب والتجار.

 

أحتضنت عدن في الأربعينيات، رجال الحركة الوطنية الذين أطلقوا منها شرارة العمل الثوري ضد للإمامة عبر الجمعية اليمنية الكبرى وصحيفة الفضول وصحيفة صوت اليمن. 

 

- 27 ديسمبر 1950م:  

قيام الانتفاضة الوطنية لأبناء حضرموت في مدينة المكلا الرافضة للهيمنة الاستعمارية.

 

- 1953م تشكيل “الاتحاد اليمني” كاتحاد نضالي لليمن وانتخب الشيخ عبدالله الحكيمي أميناً عاماً له ليخلفه بعد وفاته الشهيد الزبيري.

 

-14 فبراير 1955: 

بدأت الثورات القبلية ضد التواجد البريطاني في إمارة الضالع بمقتل أحد المسؤولين البريطانيين العاملين في عدن ويدعى “موندي” عند زيارته للمستشار البريطاني في الضالع.

 

- 3 مارس 1956: 

تأسيس المؤتمر العمالي في عدن، وهو اتحاد ضم 26 نقابة عمالية ومهنية، للمطالبة بحقوق منتسبيها . وتحقيق الوحدة اليمنية.

 

- 19 فبراير 1957: 

سقوط المركز العسكري البريطاني في الحرف منطقة الازارق – إمارة الضالع بيد مجاميع من قبائل الاحمدي والمحاربة والازارق واستسلام جميع أفراده.

 وقيام الطيران البريطاني في شهر مارس يقصف عددا من القرى في الازارق والمحاربة وبني هديان ويدمر قرية الذنية (الازارق) تدميرا كاملا، 

 

- 22 ابريل 1958: 

المئات من قبائل إمارة الضالع ومعهم بعض من قبائل حالمين وردفان، يحاصرون مركز الحرس الحكومي في رأس جبيل جحاف، ومحاصرة نائب المستشار البريطاني في الضالع “روي سومر ست” حتى فك الحصار في يوم 2 مايو 1958 بعد معركة شرسة.

وشهدت عدن في ذات الشهر إضراباً عاماً شمل مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية، بسبب الغلاء وتدفق الهجرة الأجنبية إلى المدينة بتشجيع من السلطات الاستعمارية البريطانية، التي كانت في يناير 54 قد أصدرت قانوناً للهجرة، أعطى الأولوية لهجرة الأجانب إلى عدن، ووضع قيوداً مشددة على أبناء المحميات وشمال اليمن من دخولها، إذ استقبلت عدن ما بين عامي 53 و56، 27 ألف مهاجر أجنبي سنوياً،  

 

- 1960 م صدرت من تعز صحيفة الطليعة التي أصدرها عبد الله باذيب، لمواجهة الاستعمار.

  

- 25 سبتمبر 1962: 

شهدت مدينة عدن مظاهرات حاشدة احتجاجاً على مشروع السلطات الاستعمارية البريطانية بدمج المدينة بالاتحاد الفيدرالي، وقد قامت السلطات البريطانية بقمع المظاهرات بوحشية.

 

- 26 سبتمبر: قيام الثورة والإطاحة بالحكم الامامي ، وإعلان النظام الجمهوري، وقيام الجمهورية العربية اليمنية، وتسمية الزعيم عبد الله السلال أول رئيس للجمهورية .

 

 انتقل قحطان من القاهرة إلى صنعاء، عقب ثورة سبتمبر وعُين مستشاراً للرئيس عبد الله السلال لشؤون الجنوب المحتل،

تم تشكيل مجاميع لدعم ثورة سبتمبر بقيادة علي عنتر ورفاقه 

من قادةِ حركة القوميين العرب في (الضالع)

 

عقد في صنعاء مؤتمر لتاسيس الجبهة القومية لقيادة الكفاح المسلح ضد الاحتلال البريطاني برعاية الرئيس عبد الله السلال، ودعم الزعيم المصري جمال عبد الناصر وفتح مكتب لشؤون الجنوب في صنعاء، 

 

يقول علي أحمد السلامي، : "إن ثورة 26 سبتمبر 1962 خلقت في عدن وفي كل مناطق الجنوب ظرفا هيأ ومهد وأوجد مناخا ممتازا لقيام ثورة 14 أكتوبر المجيدة، ولذلك هب الشعب كله في مقاومة الاحتلال البريطاني بدعم وتأييد من ثوار سبتمبر العظيم".

 وكان أول أهداف ثورة سبتمبر 

" ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﻭﻣﺨﻠﻔﺎﺗﻬﺎ ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺣﻜﻢ ﺟﻤﻬﻮﺭﻱ ﻋﺎﺩﻝ ﻭﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻔﻮﺍﺭﻕ ﻭﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺒﻘﺎﺕ."

 

شكلت ثورة 14 أكتوبر انتصارا عسكريا سياسيا للنظام الجمهوري 

 على طرريق استعادة الوحدة اليمنية الهدف الاسمى لثورة 14 أكتوبر، 

 

- 19 أكتوبر: صدور دستور مدينة عدن الذي أعدته وأصدرته السلطات الاستعمارية البريطانية لأول مرة منذ احتلالها في 19 يناير عام 1839.

 

- 19 أغسطس: إعلان تأسيس “الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل”. 

وأبناء ردفان يستقبلون الثوار العائدين من شمال الوطن بقيادة غالب بن راجح لبوزة، بعد مشاركتهم في الدفاع عن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الوليدة.

 

- 29 مايو 1963م زارت لجنة تقصي الحقائق المنبثقة عن لجنة تصفية الاستعمار بالأمم المتحدة صنعاء ونظم الجنوبيون مسيرة حاشدة تطالب بالاستقلال.

 

وطالبوا الرئيس السلال بدعم الكفاح المسلح، وفتح مكتب للجبهة، وتعيين قحطان الشعبي رئيسًا لمصلحة أبناء الجنوب 

 وهو ما تم 

 

- 5 يونيو 1963م أصدرت بي، (جبهة تحرير الجنوب) بيان التحرير وتم اللقاء بالرئيس عبدالله السلال، والمناضل قحطان الشعبي، والاتفاق على فتح جبهة في ردفان بقيادة راجح بن غالب لبوزة .

 

وفي مُنتصف ذات الشهر عقد في منزل القاضي عبدالرحمن الإرياني اجتماع ضم عدد من الشخصيات الوطنية، 

 وتشكلت لجنة اتصال مهمتها الإعداد والتهيئة للثورة.

 

- يوليو 1963م عقد في قرية حارات ناحية الأعبوس - تعز اجتماع تشاوري لعدد من أعضاء (حركة القوميين العرب)، حضره: قحطان الشعبي، وفيصل عبد اللطيف، وسلطان أحمد عمر، وعلي السلامي، وطه مقبل، وسالم زين، وآخرون، وتم فيه الاتفاق على توسيع دائرة التحالفات الجنوبية على قاعدة الكفاح المسلح، وإضافة كلمة القومية لاسم الجبهة.

  

- 19 أغسطس 1963م، 

 عقد في مدينة تعز اجتماع ظم غالبية ثوار الجنوب للجبهة القومية واندمجت فيها سبعة تنظيمات سرية، وهي: (حركة القوميين العرب، والجبهة الناصرية في الجنوب المحتل، والمنظمة الثورية لجنوب اليمن المحتل، والجبهة الوطنية، والتشكيل السري للضباط والجنود والأحرار، وجبهة الإصلاح اليافعية)، وقد التحقت بها ثلاثة تنظيمات أخرى، وهي: (منظمة الطلائع الثورية بعدن، ومنظمة شباب المهرة، والمنظمة الثورية لشباب جنوب اليمن المحتل). 

 

- 14 أكتوبر 1963:

 انطلاق الشرارة الأولى للثورة ضد الاستعمار البريطاني، من جبال ردفان، بقيادة راجح بن غالب لبوزة، الذي استشهد مع مغيب شمس يوم الثورة.

 وخلال أربع سنوات، خاض خلالها المناضلون مواجهات عسكرية مع القوات البريطانية في جميع جبهات القتال حتى تحقق الاستقلال 

 

- 10 ديسمبر: خليفة عبد الله خليفة ينفذ عملية فدائية بتفجير قنبلة في مطار عدن في إطار الكفاح ضد الاحتلال البريطاني، وأسفرت عن إصابة المندوب السامي البريطاني (تريفاسكس) بجروح ومصرع نائبه القائد جورج هندرسن، كما أصيب أيضاً بإصابات مختلفة 35 من المسؤولين البريطانيين وبعض وزراء حكومة الاتحاد 

 

- 11 ديسمبر: صدور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، قضى بحل مشكلة الجنوب اليمني المحتل وحقه في تقرير مصيره والتحرر من الحكم الاستعماري البريطاني. وفي عام 1965 اعترفت الأمم المتحدة بشرعية كفاح شعب الجنوب طبقاً لميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

 

– 7 فبراير 1964: دارت أول معركة للثوار استخدموا فيها المدفع الرشاش في قصف مقر الضابط البريطاني في ردفان (لحج).

 

– 28 ابريل من نفس العام: شنت مجموعة من فدائيي حرب التحري هجوماً على القاعدة البريطانية في الحبيلين (ردفان).

  

. 23 إبريل 1964م، 

 

زار الرئيس المصري جمال عبد الناصر اليمن ومن مدينة تعز القى خطابًا حماسيًا، كان الشرارة التي أشعلت حرب التحرير الشاملة، انطلقت بموجبه عملية «صلاح الدين» 

من تعز كاحد اهم مراكز انطلاق الثورة ورفدها بالمناضلين حتى تحقق الاستقلال.

 

– 22 مايو 1964: ثوار الجبهة القومية في ردفان يصيبون طائرتين بريطانيتين من نوع “هنتر” النفاثة.

 

- 24 يوليو 1964: 

انطلاقة الكفاح المسلح ضد المستعمر البريطاني وأعوانه في إمارة الضالع بقيادة علي احمد ناصر عنتر، عقب عودة عدد من الشباب من مدينة تعز الذين خضعوا فيها لدورة تدريبية عسكرية دامت شهرين لينظموا إلى صفوف الرجال العائدين من شمال الوطن بعد مشاركتهم في الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر في صفوف الحرس الوطني.

وقد تلقى الثوار كل الدعم من إخوانهم في الشمال، فعاد قادتهم من تعز ومعهم السلاح والذخائر والقنابل اليدوية، حيث سلم لكل مقاتل بندقية “خشبي” وثلاثمائة طلقة رصاص وقنبلتين.

 

-

19 يونيو 1965: 

سلطات الاحتلال البريطاني تصدر قانون الطوارئ، إثر اشتداد الأعمال الفدائية على قواتها، وحظرت بموجبه نشاط الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل، واعتبرتها حركة إرهابية، وقامت بأبعاد 245 مواطناً من شمال اليمن.

  

 - 22 -25 يوليو 1965م انعقد المؤتمر الأول للجبهة القومية 

 في تعز، وأعلنت فيه موقفها الثابت لمواصلة الكفاح المسلح ضد المستعمر البريطاني حتى جلائه عن أرض الوطن.  

 

- في العام 1965 اعترفت الأمم المتحدة بشرعية كفاح شعب الجنوب طبقاً لميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

 

- 25 أغسطس: الجبهة القومية ترفض نتائج مؤتمر جدة بين الرئيس جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية العربية المتحدة، والملك فيصل بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية، ونعتته بـ”مؤتمر الخيانة”، ورفضت أي حلول أو تسوية مع الاماميين

  

- 2 أكتوبر: بريطانيا تعلن عزمها البقاء في عدن حتى عام 1968، وانتفاضة شعبية عنيفة ضد البريطانيين في المدينة تسفر عن خسائر كبيرة بشرية ومادية.

   

- 22 فبراير 1966م: أصدرت الخارجية البريطانية “الكتاب الأبيض” الذي أعلن رسمياً قرار بريطانيا القاضي بمنح مستعمرة عدن والمحميات الاستقلال مطلع 1968.

 

- 5 ابريل: الجبهة القومية، تشكل لجنة للعمل على جمع التبرعات من إخوانهم في المناطق الشمالية، استهلت اللجنة عملها من لواء إب، الذين أسهموا بالتبرعات 

 

- 22 ابريل: ثوار جيش التحرير يسقطون طائرتين بريطانية أثناء قيامها بعملية استطلاعية لمواقع الثوار في الضالع والشعيب،  

 

- 28 يوليو: نفذ الفدائيون في حضرموت عملية قتل الكولونيل البريطاني جراي، قائد جيش البادية. 

  

- أغسطس: الحكومة البريطانية تعلن اعترافها بقرارات منظمة الأمم المتحدة لعامي 1963 و1965 الذي أكدت فيه حق شعب الجنوب اليمني المحتل في تقرير مصيره.

 

- 10 سبتمبر: نظم نادي اتحاد الطلبة في مدينة سيئون مسيرة طلابية للتنديد بزيارة المندوب السامي البريطاني لحضرموت.

 

- 31 ديسمبر: قام ثوار جيش التحرير بهجوم مباغت على القاعدة البريطانية في الضالع، أدى إلى مقتل ثلاثة جنود وإصابة ثمانية آخرين، وتدمير ثلاث سيارات “لاند روفر” وإحراق عدد من الخيام

 “الفرقة المتجولة” بقيادة علي شايع هادي.

 

- 15 فبراير 1967م: 

جماهير غفيرة في عدن خرجت في مظاهرات حاشدة معادية للاستعمار البريطاني وهي تحمل جنازة رمزية للشهيد مهيوب علي غالب (عبود) 

  

- 8 مارس: الجامعة العربية تصدر قراراً تشجب فيه التواجد البريطاني في جنوب اليمن.

 

- 2 ابريل: 

قيام إضراب عام شل كافة أجهزة العمل في مدينة عدن، دعت إليه الجبهة القومية وجبهة التحرير في وقت واحد.

 وفي اليوم التالي فدائيو حرب التحرير ينفذون عدة عمليات عسكرية ناجحة ضد مواقع وتجمعات المستعمر البريطاني في مدينة الشيخ عثمان بعدن، وسقط خلالها عدد من الشهداء في صفوف الفدائيين.

 

- 20 يونيو: تمكن الفدائيون من السيطرة على مدينة كريتر لمدة أسبوعين.

وفي اليوم التالي ثوار الجبهة القومية يتوجون كفاحهم البطولي ضد الاستعمار الأجنبي وعملائه في إمارة الضالع بالسيطرة على عاصمتها ومعهم آلاف المواطنين الذين دخلوها في مسيرة حافلة يتقدمهم علي احمد ناصر عنتر.

 

- 12 أغسطس: الجبهة القومية تسيطر على مشيخة المفلحي بعد أن زحفت عليها بمظاهرة كبيرة شارك فيها أبناء القرى والمناطق المحيطة بالمشيخة، وتوالى بعد ذلك سقوط السلطنات والمشيخات بيد الجبهة.

 

- 28 سبتمبر: تأسيس إذاعة المكلا التي انطلقت باسم “صوت الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل”.

 

توجت نضالات اليمنيين في 30 نوفمبر من العام باعلان الاستقلال ومغادرة اخر جندي بريطاني لمدينة عدن الباسلة، بعد احتلال دام 129 عاماً وقيام جمهورية اليمن الديموقراطية .