خامنئي يتوعد بـسحق قواعد أميركا في سوريا بعد ان ظلت تلك القواعد تتمتع بكافة الامتيازات والحركة طوال 12 عاما من سيطرة إيران على سوريا عاجل مقتل وجرح 25 مسلحا حوثيا في حادث سير غرب اليمن أوكرانيا توجه ضربة قاتلة للاقتصاد الروسي وتمنع تدفق غاز روسيا إلى أوروبا النمسا توجه صفعة للغاز الروسي وأوكرانيا تسقط جيشا من المسيرات الروسية استطلاع عالمي يمنح زعيم عربي لقب الأكثر فساداً لعام 2024 تعديلات على المناهج الدراسية في سوريا لجميع المراحل التعليمية .. تغيير جذري حزب الله» يهدد إسرائيل ونعيم قاسم يبشر بعافية المقاومة عاجل وزارة الداخلية السعودية تعلن إعدام 6 أشخاص يحملون الجنسية الإيرانية الأمم المتحدة تعلن عودة مطار صنعاء الدولي لإستئناف رحلات الإغاثة الجوية تدشن برنامج الحملة الوطنية التعبوية لمنتسبي شرطة محافظة مأرب
الحكومة اليمنية الجديدة اعتبرت الوجود العسكري الأمريكي في العاصمة صنعاء، استثنائيا مؤقتا، بسبب تردي الحالة الأمنية، ولعل هذا "الاعتبار" أسوأ من الوجود الأمريكي نفسه، لأنه يضفي عليه شرعية تحول دون التعامل معه كاحتلال أو كتدخل عسكري قذر.
فإذا جاز لأمريكا أن تتدخل عسكريا لحماية سفارتها في اليمن، فسيجوز لها أيضا أن تتدخل عسكريا لحماية مصالحها، وستستمر الحكومة اليمنية في القول إنه وجود استثنائي مؤقت بسبب تردي الحالة الأمنية، كما سيجوز لفرنسا أن تُرسل قوات عسكرية إلى محافظة شبوة اليمنية "بشكل استثنائي مؤقت"، لحماية أنابيب الغاز التابع لشركة توتال الفرنسية.
ومادام أن الحالة الأمنية المتردية، التي أرجعت إليها الحكومة اليمنية سبب قبولها بقوات المارينز، ستظل متردية، إذ لا وجود لما يوحي باستقرارها قريبا، بل إن كل المعطيات تؤكد أنها في تدهور مستمر، فإن الأمريكان سيضاعفون من وجودهم العسكري في اليمن وبمباركة رسمية.
على أن تردي الحالة الأمنية لا يعني أن قوات الأمن أو الجيش اليمنية غير قادرة على حماية السفارة الأمريكية، كما أن عدم قدرتها لا يعني أن ترسل أمريكا وحدات عسكرية لحمايتها، بل عليها سحب ديبلومسييها من البلد، كما فعلت في بلدان أخرى.
وإذا كانت قوات المارينز قد وصلت صنعاء لحماية السفارة من محتاجين غاضبين وغير مسلحين، فإن حماية قوات المارينز الحامية للسفارة، سيكون مهمة قوات الأمن والجيش اليمنية، إنْ قرر تنظيم القاعدة استهداف قوات المارينز في منطقة شيرتون.
وهذا يعني أن الوجود العسكري الأمريكي في صنعاء لا علاقة له على الإطلاق بحماية البعثة الدبلوماسية الأمريكية في اليمن، وأنه لن يكون استثنائيا مؤقتا، كما ادعت حكومة الوفاق اليمنية، لأن حماية قوات المارينز نفسها ستكون مهمة قوات يمنية.
وإذا ما قبل الشعب اليمني بوجود قوة عسكرية أمريكية صغيرة دون مبرر، أو بمبررات سخيفة كتلك التي تتحدث عنها حكومة الوفاق، فلن يكون بمقدوره أن يضع سقفا لها، حتى لو تفاجأ بقوات المارينز تقف على نقاط التفتيش في مداخل ومخارج العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات والمدن اليمنية.
إن وصول مئات من قوات المارينز الأمريكية إلى العاصمة صنعاء، بالإضافة إلى وصول آلاف منهم قبل ذلك إلى قاعدة العند الجوية بمحافظة لحج اليمنية، ووصول نحو 200 مدرعة إلى صنعاء، ومثلها طائرات حربية وتجسسية إلى لحج، يعني أن البلد يسقط في الاحتلال بصورة سلمية ودون أن يطلق شعب الستين مليون قطعة سلاح رصاصة واحدة، ولو في الجو.
والمؤسف أن الجيش والأمن، وقوى وجهات يمنية أخرى، سيطلقون الرصاص باتجاه الجهة الوحيدة التي تحارب الوجود العسكري الأمريكي في اليمن وفي الجزيرة العربية بشكل عام، وسيحمون المحتل من رصاص تلك الجهة، فهناك الآن طوق أمني وعسكري يمني مكلف بحماية الطوق الأمريكي المكلف بحماية السفارة.
ورغم ذلك فإن الوجود العسكري الأمريكي في اليمن سيعزز من قدرات القاعدة على إقناع الناس بفكرتها، وسيعطي عملها العسكري مشروعية دينية ووطنية، خصوصا وأن هناك فتوى لأكثر من 150 عالما يمنيا تقول بوجوب الجهاد إن تدخلت أمريكا عسكريا في اليمن، وجبن العلماء اليوم عن تفعيلها لا يعني أن تلك الفتوى لم تعد سارية المفعول، إذ عليهم أن يبطلوا تلك الفتوى بأخرى تحرم قتال المحتل.
لكن الأسوأ من هذا كله هو الدور الذي يلعبه بعض المثقفين لأقلمة الشعب على هذا التدخل، ولهم في ذلك أساليب متعددة، فمرة ينشرون صور مجندات من المارينز مصحوبة بتعليقات ظريفة لغرض تمييع التدخل والحيلولة دون التعامل معه بجدية، ومرة يدعون أن تلك القوات كانت موجودة من أيام صالح، ومرة يستغلون ما تنشره وسائل إعلام المؤتمر الشعبي العام في هذا الجانب لإيهام المتابع بأن هذا الوجود يقيد أو يحد من حركة عائلة صالح أو أن عائلة صالح التي ثار الشعب عليها هي المتضرر الوحيد منه.. وهكذا دواليك.