إطلاق نار وحرق للممتلكات.. مستوطنون حوثيون يهاجمون أهالي قرية في هذه المحافظة هل تبدأ روسيا تعبئة عسكرية استعداداً لحرب؟.. الكرملين يجيب انتصار ساحق للجيش السوداني ينتهي بالسيطرة على مدينة استراتيجية قوات الجيش تخمد هجوماً حوثياً غربي تعز عبّرت عن استنكارها لتصريحات مسؤول حكومي.. الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمأرب تصدر بياناً هاماً قيادي حوثي يشق عصا سيّدة ويعلن تمردة على قرار إقالته مأرب: إشهار مؤسسة جرهم للإعلام والتنمية. رئيس الحكومة ينتصر لنقابة الصحفيين اليمنيين ويلغي أي اجراءات تستهدفها 24 لاعباً في قائمة منتخب اليمن استعداداً لخليجي26 ''الأسماء'' الآلاف من قوات كوريا الشمالية المحتشدة في روسيا تستعد ''قريباً'' لخوض القتال ضد أوكرانيا
بروح السخرية، كنت لا زلت أتجاذب أطراف الحديث مع أحد الأصدقاء حول الحضور الطاغي لـ"العقال" في الرياضة الخليجية، وفي ذات الوقت، كنت أتساءل وباندهاش وتعجب، عن السر الكامن وراء الإنجازات التي تحققها رياضة أشقائنا في دول الخليج على مستوى كرة القدم وغيرها من الرياضات، رغم أن أشكالهم وألبستهم التقليدية كنحن تماماً، لاتوحي لمن يلقي بنظرة عامة، أننا شعوب رياضية، أو أننا بارعون فيها.
"العقال" الذي عادة ما يبدو مقيداً لحركة من يلبسه، يبدو معاكساً لفكرة الرياضة والنشاط والحيوية والحركة، وما أكثر المشاهد التي تكتظ بها العقالات الملفوفة بإتقان، على رؤوس أشخاص يملئون مدرجات الملاعب ويتواجدون بكثرة داخل المستطيلات الخضراء وفي أماكن الإداريين واللاعبين في كل المواجهات الكروية، ذلك أنها تقول لمن يشاهدها لأول مرة أنها لا تتسق وفكرة الرياضة وهدفها في الخفة والسرعة والمراوغة.
"الجنبية" في اليمن، تحضر وبقوة في الملاعب الرياضية سواء بشكلها أو بمضمونها وبحدّة فكرتها وفتنتها، فالذي يدقق في مشاهدة أي مباراة لكرة القدم لأي من أندية الدرجة الأولى أو الثانية وتحتضنها إحدى الملاعب في أي المحافظات اليمنية، يكتشف حقيقة حضور "الجنبية" مع حضور الجماهير أو المهتمين من مسئولين رياضيين وأحياناً لإداريين في الأندية وحتى إعلاميين أو مراقبين..
أسترجع مشهداً قديماً، لصبية في إحدى حارات العاصمة صنعاء كانوا يتدافعون وراء كرة القدم وهم يرتدون الملابس التقليدية؛ (ثياب بيضاء وملونة وعلى خواصرهم أحزمة ذهبية وملونة أيضاً، لما يسمى "الجنبية") كان المشهد بالطبع، غريباً لصديقي الذي بدى كأنه يشاهدهم لأول مرة، وربما كان الأمر مرتبط، بربطهم جميعاً لأطراف ثيابهم وشدها على أحزمة الجنبية، في مشد يبدو كما لو أنهم لايجرون وراء كرة وإنما يقطعون السيل العارم في وادي رماح..
لست أدرى أن كنت محقاً في الربط غير المنطقي، بين بعض مشاهد رياضة الحارات وحال الرياضة اليمنية بشكل عام، لكن الأمر ربما جزء من بعضه، فإن حضرت "الجنبية" هناك في الحارات فهي تحضر هنا في الملاعب وفي المباريات الرسمية أيضاً، لكن ليس كموروث شعبي يلبسه اليمنيون ويفاخرون به.. بل إنها يحدث وأن تحضر كسلاح يطعن ظهر الأحلام الرياضية اليمنية، أو تدمي أحد جماهير الرياضة اليمنية، وغير مرة، أشهرت في وجوه جماهير رياضية تشجع فرق مختلفة وتتعصب كل من هذه الجماهير لأنديتها في أيِ من مواجهاتهم الكروية الساخنة..
ولايزال اليمنيون جميعاً، يتذكرون كيف أن حضور "الجنبية" كسلاح قاتل كان مربكاً ومخزياً وخطراً في أحد المباريات الختامية لدوري كرة القدم قبل أكثر من سنتين.. ذلك أن أحد المسئولين على أحد الأندية وهو من طبقة المشائخ اعترض على قرار أحد حكام المباراة ونزل إلى الملعب وهو يرتدي زيه الشعبي أيضاً، ويدعوا الجماهير للنزول وافتعال الفوضى وصلت لحد إطلاق النار وإشهار الجنابي في وجوه بعض المسئولين وفي وجوه بعض اللاعبين والجماهير العاديين..
باختصار، حضور "الجنبية" داخل خط الـ18 بحجة أن هذا الشيخ أو العسكري أو السياسي مسئول على أو اتحاد كرة القدم أو مسئول في وزارة الشباب أو أنه أصلاً مسئول عن إدارة أو تمويل النادي الفلاني أو غيره، أمرٌ فيه ما فيه من العيب والخزي والسلبية، ذلك أن كرة القدم اليمنية يجب لكي تخرج من هذا الركود وتشكل حضوراً داخلياً وخارجياً الداخلي عليها أن تتطهر من المشايخ الذين يساهمون في السلبية فقط، وليس كما يساهم بعض الممولين في دول الجوار لأنديتهم ورياضتهم، في خلق أجواء المنافسة والكشف عن المواهب الجديدة والقدرة على تحقيق المنجزات.. سيقول أحدكم أن أولئك المشائخ أو الأمراء، يرتدون أيضاً، "العقال".. صحيح هذا.. لكنهم لايستخدمونه في عقل حركة الرياضة، على العكس من استخدام بعض المشائخ لـ"الجنبية" في طعن خاصرة أحلامنا الرياضية من وقت لآخر..
s.asim84@gmail.com