سبئيون يا حيدر العطاس لا زيود ولا شوافع
بقلم/ موسى عبدالله قاسم
نشر منذ: 6 سنوات و شهر و 25 يوماً
الإثنين 10 سبتمبر-أيلول 2018 09:27 ص

من عجائب السلالة الهاشمية في اليمن ومنذ أنْ توغلت في هذا البلد العريق سواء الفرع الرسي منها الذي استوطن بعض أجزاء الوطن اليمني شمالاً وفرض عليها ما يعرف بالمذهب الزيدي قهراً وقسراً، أو الفرع المهاجري الذي استوطن بعض أجزاء الوطن اليمني في جنوبه الشرقي ورسخ لما بات يعرف بالمذهب الشافعي،

من عجائب هذه السلالة أنها دوماً ما تلجأ لفسفطة اليمنيين الأقحاح أحفاد سبأ وتبابعة حمير استناداً إلى المذهب الذي فُرِض على الشعب اليمني الأصيل.

هذه الفسفطة أهدافها سياسية بحتة، جوهرها إبقاء اليمن بلداً ممزقاً جغرافياً ومطموساً هويةً حتى يتسنى للدخلاء عليه الاستحكام والتربع على هرم الولاية العلوية، شافعية كانت أو زيدية، بثياب ماركس تدثرت أو بعمامة الولي الفقيه.

تابعت مصادفة حواراً متلفزاً لحيدر العطاس حول الوضع السياسي اليمني ومآلات الحرب، وخلال حواره الداعي لتقسيم اليمن وتمزيق نسيجه المجتمعي، ذكر العطاس مصطلح "الزيود" عشرات المرات في إشارة إلى مناطق شمال اليمن التي يرى أنها تشكل خطراً على مناطق "الشوافع" أو بالأحرى المناطق الوسطى والجنوبية، في رسالة مفادها أن الشمال "للزيود" أحفاد الرسي والجنوب من نصيبنا نحن "الشوافع" أحفاد المهاجر..! يحاول حيدر العطاس وهو بالمناسبة من السلالة الهاشمية التي استوطنت المناطق الشرقية من اليمن، يحاول تكريس تقسيم اليمن وإضفاء الصبغة الهاشمية عليه، زيدية - شافعية، كما فعلت الهاشمية عبر تاريخ تواجدها في اليمن، ناهيك عن أنه يكرر نفس ما ذهب إليه السفاح اسماعيل بن القاسم الذي غرس في عقول قبائل اليمن الشمالية فكرة أنهم "زيود" ثم غزا بهم مناطق اليمن الوسطى والجنوبية بحجة أن "الشوافع" كفار تأويل وأطلق فتواه الداعية لــ"إرشاد السامع في جواز أخذ مال الشوافع"، في تدليس هاشمي هدفه السيطرة والنفوذ والتحكم برقاب اليمنيين أبناء الأرض وملاّكها؟! لا أدري مالذي حدا بحيدر العطاس لتكرار هذه الاسطوانة المشروخة التي تجاوزها الزمن وأسدلت عليها الثورة الرقمية ستار فنائها، هل يعلم حيدر العطاس أن اليمنيين اليوم أحفاد سبأ وتبابعة حمير من أقاصي مدينة المعابد الحميرية "حريضة" إلى أقاصي مدينة المساجد المذحجية "زبيد" باتوا مدركين تماماً لما يُحاك ضد بلدهم، وأنه ما عاد بمقدور السلالة الهاشمية بشقيها الرسي والمهاجري أن تسوِّق بضاعة دجلها السلالي للنيل من اليمن الاتحادي الكبير الذي يتشكل اليوم لبنة إثر لبنة بأيدي أبنائه الأقحاح هادي وبن دغر ومن معهم أحفاد أبين بن ذي يقدُم وحضرموت أبناء حِمْير؟! لقد تجاوزكم الزمن يا حيدر، وانكشفت ألاعيبكم كالشمس في رابعة النهار، قولوا ما شئتم، فنحن سبئيون يا عطاس، واليمن الواحد الاتحادي جغرافيةً وتاريخاً وهويةً لا يمكن أن تنطلي على أبنائه الأصلاء دسائس وهرقطات الدخلاء، لسنا زيود ولن نكون، ولسنا شوافع ولن نكون، نحن معشرٌ يمانون من شرعب إلى شبام، عبدنا الله رحمن في عليائه، ووحدناه في غابر الأزمان، قبل الجميع، ثم آمنا برسالة الاسلام ونصرناها قبل غيرنا، ولسنا بحاجة لزيد أو عمرو ليعلمنا طريق الوصول إلى الله، هذه مذاهبكم السياسية لا تعنينا، احملوا طلاسمكم وعمائمكم وعودوا بها من حيث جئتم، هذا بلاغ بلسان شباب اليوم وهو تكرار لبلاغ شباب الأمس على لسان أبي الأحرار محمد محمود الزبيري القائل: أرضنا حمْيَرية العرق ليستْ أرض زيدية أو شافعية لا سيوف تذلنا، لا سجون تزرع الرق في دمانا الأبية