عارف الزوكا.. فرصة للوطن
بقلم/ الحسن الجلال
نشر منذ: 14 سنة و 7 أشهر و 18 يوماً
الخميس 18 مارس - آذار 2010 05:44 م

•كثيرا ما نسمع عبارة (خلل فني) كتبرير لحدوث أمر مفاجئ كانقطاع في خطوط الهاتف أو البث الإذاعي .....الخ, حتى باتت عبارة خلل فني لا تثير في أنفسنا أي مشاعر خاصة ولا تحرك فينا أي ساكن..وقلة فقط هم الذين يدركون ما في وسع الـ(خلل فني) بسيط أن يحدثه من خسارة فادحة لهم أو للوطن أو لكليهما معاً.ومثل هؤلاء تثير في أنفسهم عبارة (خلل فني) مخاوف مرعبة ومشاعر لا يمكن وصفها أو تجاهلها.

•كل من يعرفون الأستاذ عارف الزوكا يتفقون على كونه شخصية وطنية من الطراز الأول, وحبه الشديد للوطن أمرٌ لا يمكن إنكاره أو التشكيك فيه, وهو ما أفضى إلى فرض احترامه على الجميع,وساهم في تحقيق النجاحات التي حققها على صعيد الأعمال الإدارية القيادية التي كلف بها أو على صعيد الأعمال الوطنية التي بادر بها.

•هذا القادم من رمال وجبال شبوة القاحلة لم تمنحه قسوة الأرض التي نشأ فيها التجلد في مقارعة الخطوب والصبر فقط وإنما منحته أيضاً معنى عشق الأرض كوطن دون النظر إلى ما قد يقدم له الوطن في المقابل,فغدا مثالاً حياً لما يجب أن

تكون عليه الوطنية, واستحق بذلك أن يكون المدير التنفيذي للجنة الوطنية للتوعية التي أثراها بوطنيته الصادقة وعطائه المتدفق .

•ولأن عارف الزوكا وأمثاله من الصعب تكرارهم كما من الصعب على الوطن تعويض خسارته لأي منهم خاصة عندما تكون هذه الخسارة ناجمة عن (خلل فني) شاءت رحمة الله عز وجل بهذا الوطن أن لا يفجعه بخسارة الزوكا بعد أن كاد (خلل فني) في الطائرة التي استقلها -متوجها من صنعاء إلى شبوة-

أن يؤدي إلى سقوطها لولا ان تم اكتشاف هذه الخلل بعد إقلاعها بلحظات وتداركه بإعادتها إلى مطار صنعاء.

•هل كتب للأستاذ عارف الزوكا عمرٌ جديد..؟ هكذا يحلوا للبعض تفسير ما حدث,بينما ما حدث فعلاً هو أن الله قد منح الوطن –برحمته عز وجل- فرصة جديدة في مزيد من عطاء هذا الرجل الذي يسمو بوطنيته على كل شيء. 

وما حدث انصب مباشرة في مصلحة الوطن فعارف الزوكا وأمثاله هم المكسب الحقيقي للوطن ودرعه الواقي وحصنه المنيع..

•ترى وبعد كل هذا أمازال هناك من ينظر لعبارة (خلل فني) بتلك النظر الخالية من أي خوف واستنفار..؟ لا أظن أن مثل اؤلئك قادرون على فهم الكيفية التي تجعل من خلل فني انتكاسة للوطن الذي يحق له أن يفخر بأن عارف الزوكا من أبنائه الحريصين على العطاء حرصهم على الحياة نفسها.