تطابق السياسية الإيرانية والأمريكية في المنطقة .
بقلم/ طالب ناجي القردعي
نشر منذ: 11 سنة و 5 أشهر و 18 يوماً
الثلاثاء 14 مايو 2013 04:15 م

المتابع للأحداث السياسية منذُ انطلاق ما يسمى الحرب على الإرهاب عام 2001 م ابتداء من أفغانستان والعراق وأحداث سوريا يجد تطابق منقطع النظير بين السياسة الأمريكية والغربية من جهة والسياسة الإيرانية من جهة أخرى وبرغم  الكم الهائل من الأعلام التضليلي الموجه للمنطقة لتصوير حالة عداء وتجاذب يصل إلى التهديد بتفجير حروب في بعض الأوقات لكنها لم تحصل ولن تحصل بين الدول الغربية وإيران من وجهة نظري ،

 وكل هذا التضليل يستفيد منه الطرفين بل ويغذيه كل طرف لابتزاز المنطقة العربية .

انطلقت الحرب الأمريكية الغربية على أفغانستان وكان لطهران إسهام في تلك الحرب وتطابقت رؤيتها لتدمير ذلك البلد بالرؤية الأمريكية الغربية ولا تزالان تعملان في ذلك البلد سوياً .

الحالة العراقية والحرب على العراق تم التطابق والتنسيق وتوحدت أهداف للإدارة الأمريكية والإيرانية ودمر العراق ولم تبقى فيه إلا مصالح تلك الدولتين وأنابيب النفط تقاسما فوائدها البلدين وليس للعراق إلا الاسم أو النذر من ذلك والدليل الحالة الذي يعيشها اغلب سكان العراق .

في الثورة السورية خشيت الولايات المتحدة وإسرائيل قيام نظام لا يخدم استقرار إسرائيل وسمعنا تناقض التصريحات كما خشيت إيران نفس الهدف مع التحريف بطريقه مخابراتية تستخدمها لمخاطبة السذج في المنطقة وانحرفت صواريخ حسن نصرالله لقتل الشعب السوري والإسهام في تدمير سوريا بطريقة وباسم الدفاع عنها وقد اتحدت أهداف إلاسرائيليين والأمريكيين والإيرانيين ولم يختلف إلا الخطاب الإعلامي في كيفية الطريق لتدمير سوريا كل ذلك بسبب خشية إسرائيل من وصول نظام حكم لا يرعى حدودها كما رعاه النظام السوري القائم منذُ عشرات السنين وأؤكد أنهُ في اليوم الذي تطمئن إسرائيل على حدودها من أي أعمال قادمة لن يصبح في دمشق بشار الأسد ولا نظامه ،واستمرار الدعم من إيران للنظام القائم يحقق نشؤ ذلك النظام في أروقة السياسة الدولية

تقاعس الغرب في دعم الثورة السورية سببه الأساسي الخوف على إسرائيل والنظام الإيراني يقدم خدمه جليلة ويسهم في تدمير سوريا بوقوفه إلى جانب نظامها القائم ومن سذاجة القول أن يعتقد شخصاً ما أنهُ لا يزال لبشار الأسد مستقبل في حكم سوريا بعد كل هذا النزيف وإيران قبل غيرها تعي وتدرك ذلك وما تقوم بهِ من دور ألان هو لا يختلف عن أدوارها في حروب أمريكا السابقة سواء في العراق أو في أفغانستان .

ليس من المعقول أن تكون أمريكا وإيران على خلاف وتسلم أمريكا العراق لإيران على طبق من فضه وكلنا نعلم انتماء نوري المالكي واغلب قيادات الحكومة هناك كما نعلم جميعاً قدرة الولايات المتحدة على اقتلاع ذالك النظام انه لا يخدمها وهذه المسرحية في المشهد العراقي تنطلي على عقولنا الساذجة .

مع أنهم جميعاً يعملون في نسق وضمن أجنده محدده لكل طرف منهم ويدعي كل طرف عدائه للآخر والشواهد على ذلك متوافرة وليس آخرها موقف الحكومة الإيرانية من النظام الجديد في مصر أثناء الحرب ووقوفه إلى جانب غزه في تلك الحرب وامتعاض إيران من ذلك كما امتعضت إسرائيل وحليفتها أمريكا وتطابقت وجهة نظر الأضداد ضد مصر مع اختلاف الخطاب طبعاً لضحك على العقل العربي الذي أصيب بعمى الذاكرة والتفكير .

العامل الطائفي تستفيد منه إيران كما تستفيد منهُ أمريكا وإسرائيل فاستفادة إيران من ذلك كسب بؤر لصراع في المنطقة العربية لإثبات الذات والوجود وإيصال رسائل للعالم على قوة تأثيرها وإيجاد موضع قدم ، كما تستفيد من ذلك أمريكا في تخويف المجتمعات العربية وخلخلة نسيجها الاجتماعي لإلهائها عما تخطط لهُ في قادم الأيام .

تستخدم إيران من قبل أمريكا لتخويف دول الخليج العربي والمنطقة لابتزاز مواقف سياسيه واقتصادية وتساهم إيران وتتقن الدور في التمثيل بذلك بتوجيه أعلامها ومجنديها لتهويل قدراتها لمساعدة وتسهيل ذلك الابتزاز ،

تتقاسم إيران والدول الغربية النفوذ في الخليج العربي ولا يحصل التصادم ولا مانع من إطلاق بعض البالونات الدعائية تنفيذاً لاتفاقات غير معلنه والجميع مطلع على جولات التفاوض النووية بين الدول الغربية وإيران وما ذلك الملف ألا غطاء لما يدور في الخفاء بين الطرفين .

كل طرف يتخذ من الأعلام العربي المقروء والمسموع والمرئي وسيله لتغطية وتمرير نفس الأجندة وبرغم توافقهما إلى حد التطابق نجد المواطن العربي مأسور ومشتت الأفكار بين الطرفين المتفقين على دماره .

يتفقان في زراعة المشاكل ويختلفان في الطريقة متفقتان على إشعال النزاعات مختلفتان في الطريقة .

هذا من جانب الخطوات على الأرض أما من جانب الخطابات والتصريحات لمسئولي البلدين فيسودهما نبرة الاستعلاء الغرور والوصاية على الجميع ، ولا آراء في الأفق القريب ما يخلص المنطقة من هذا الشحن لصالح المتفقين أساساً على تدميرها !!