خالد الرويشان يتحدث عن تصرفات حوثية لن يتخيّلَها حتى الشيطان:عارٌ علينا أن نصمت اللواء العرادة يطالب المجتمع الدول بإتخاذ تدابير عاجلة تجفف منابع الدعم الخارجي للمليشيات مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية
كما هو معلوم فإن الجامعات ما شيدت ولا أسست إلا لتخدم مآرب سامية وتحقق أهدافاً عليا والتي بسببها أضحت الجامعات وما زالت هي الركن الشديد التي تقف عليه المجتمعات وتشيد عليه نهضتها. ومما لا شك فيه فإن الجامعات والكليات العلمية تهدف بشكل عام في رسالتها إلى وظائف أساسية هامة يمكن حصرها فيما يلي:
أولاً: التدريس والتعليم وبناء المهارات الذاتية والوظيفية التي يحتاجها المجتمع وتتم من خلال نشر المعرفة بواسطة البرامج التعليمية المتنوعة التي تتبناها الجامعات وبواسطة إمداد الطلاب بشتى المعارف والعلوم والتي تمكنهم من إدارة سوق العمل ودعم البرامج التنموية في المجال الاقتصادي والاجتماعي.
ثانياً: البحث العلمي في كافة فروع العلم النظري والتطبيقي ومجالات المعرفة العلمية والإنسانية والاجتماعية والذي من شأنه أن يهدف إلى تحسين الأداء واكتشاف الوسائل التقنية والطبية التي تخدم الإنسانية ومراجعة الخطط وتطوير البرامج المستقبلية.
ثالثاً:خدمة المجتمع من خلال وسائل الإرشاد والتثقيف والتوعية المجتمعية وكذا المشاركة في البرامج الخدمية وتوجيهها نحو أهدافها بكفاءة واقتدار.
هذه الأهداف الثلاثة للجامعات يجب أن تظل دوماً تحت المراجعة والتحسين والتجديد وأن تكون مواكبة لمتطلبات الواقع والتنمية، ما لم فإن الركود والجمود سيعتريها ثم يؤول حالها إلى التقهقر. يقول الله عز وجل في محكم كتابه: "لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر"، والتي فسرها بعض العلماء بأن الإنسان في هذه الحياة إما أنه يتقدم أو يتأخر، فلا يوجد شخص ثابت في مكانه،ومن لم يكن في تقدم فهو في تأخر، والله لم يذكر حالاً ثالثة، ولمعرف الحالة هل أنت متقدم أو متأخر لابد من وقفة مراجعة لمعرفة المستوى الآني ومقارنته بالمثل الأعلى ومن ثم محاولة الوصول إلى الحلول والأدوات المناسبة واستخدامها من أجل التقدم والرقي. والحالة تنطبق على المشاكل التي يعانيها البحث العلمي في اليمن ولا أحد يستطيع إنكار وجودها خاصة مع وجود أرقام وبيانات تعضد وجود المشكلة وتثبتها وبتجاهلها تعظم المشكلة والتوقف عن تنمية ورفع مستوى الأبحاث وأداء مؤسسات البحث كماً وكيفاً سيؤدي لا محالة إلى مزيد من التدهور والإنحطاط.
حالياً وزارة التعليم العالي في اليمن، قطاع البحث العلمي بشكل خاص،تحاول مواجهة المشكلة القديمة الحديثة المتمثلة في كيفية العمل على تطوير وتفعيل الهدف الثاني والذي أصبح من أهم وظائف الجامعات وخاصة في عصرنا الذي صار العلم هو السمة البارزة التي تميز المجتمعات المتطورة من تلك النامية. بل وأصبح هذا العصر مقرونا باسم عصر التكنولوجيا والذي كان ومازال للبحث العلمي الدور الأبرز في هذه التسمية. كما أن نشاط البحث العلمي ونواتجه تعتبر من المعايير الهامة المستخدمة في تصنيف الجامعات العالمية المتميزة. فالبحث العلمي الذي تتبناه الجامعات ومراكز البحوث العلمية والأكاديمية يسهم وبشكل علمي ودقيق في تحديد وتحليل العديد من المشاكل التي تقف حجر عثرة أمام جهود التنمية في شتى مجالاتها الاقتصادية والاجتماعية، كما يمكن لها أن تدعم الرصيد الوطني وتزيد الخبرة التراكمية في البحث والتطوير والابتكار من خلال البحوث التي يتم إعدادها والتوصيات التي تتبلور عن الأبحاث وكذلك الاكتشافات والاختراعات التي يتم تسجيلها براءاتها.
ولتسليط الضوء على الإنتاج العلمي في اليمن مقارنة مع نظيره في الدول العربية، أود الاستشهاد بما نشرته د. موزة الربان في بحثها المنشور في منظمة المجتمع العلمي العربي 2012م، والذي استعرضت فيه الإنتاج البحثي للدول العربية خلال النصف الأول من العام الماضي 2012م. فمن شكل (1) يتبين لنا موقع اليمن ضمن الخارطة العربية من حيث الإنتاج البحثي:
من شكل (1) يتضح أن اليمن تتبوأ الترتيب السادس عشر عربياً، بمنشورات بحثية مقدارها 75 بحثاً والذي يعادل ما مقداره 0.76% من مجمل الإنتاج البحثي العربي، أي أن اليمن ينتج أبحاثأ تمثل ثلاثة أرباع الواحد في المئة من إجمالي ما تنتجه الدول العربية!؟ ولنا أن نتساءل الآن ما هو موقع اليمن على الخارطة البحثية العالمية!؟إن هذه النسبة المتدنية جداً لشاهد واضح على حقيقة الوضع ومشكلة الأداء البحثي في اليمن.
إذاً من خلال لغة الأرقام، وليتسنى لنا إيجاد حلول لهذه المشكلة،لابد أولاً من الإعتراف بوجودها الحقيقي من قبل القيادة المسؤولة عن هذا المجال وكذا المتخصصين والعاملين فيه، وبالتالي يكون حتماً علينا الوقوف على مجمل الحالة الواقعية والآنية للبحث العلمي والتي تتمثل في الأبحاث العلمية المنشورة في الدوريات العالمية ودور النشر المتميزة وبراءات الإختراع ( Patent ) المسجلة وتتمثل كذلك في الاستشهادات المرجعية ( Citations ) من هذه الأبحاث والتي تبين مدى جدية الأبحاث المنتجة وإفادة الباحثين الآخرين منها وفي نفس الوقت توضح مدى جودة الأبحاث المنتجة وأهميتها العلمية.
في هذه السلسلة، أود التنبيه إلى أن المعلومات والبيانات الواردة في هذه الورقة مستقاة من قاعدة المعلومات "شبكة المعرفة" ( Web of Knowledge ) التابعة لمؤسسة طومسون رويترز ( Thomson Reuters )، وأيضاً القاعدة المعلوماتية المتفرعة منها "شبكة المعرفة" ( Web of Science )، واللتين تعتبران من أهم وأكثر القواعد المهتمة والمتخصصة في النشر العلمي إلى جانب قاعدة "سكوبس" ( Scopus ).وتتميز شبكة المعرفة وخاصة شبكة العلوم عن غيرها باحتوائها على المجلات الأكثر تميزاً والأكثر تأثيراً في عالم البحث والنشر العلمي. وشبكة المعرفة هي القاعدة التي تحتوي تقارير الاستشهادات المرجعية ( Journal Citation Reports ) التي تتولى تقييم المجلات العلمية وتعطي كل منها معامل التأثير ( Impact Factor ) طبقاً لحجم الاستشهادات المأخوذة من كل منها.
ولإعتبار النشر العلمي عملاً يمنياً يجب أن يكون هناك مؤلف ( Author ) واحد على الأقل لديه إنتساب ( Affiliation )، مدون على الورقة العلمية المنشورة، إلى أي مؤسسة يمنية سواءً كانت بحثية أو خدمية أو علمية أو إدارية. كما أن البحث عن البيانات الواردة هنا قد تم على الفترة من 1950م وحتى أبريل 2013م، وشمل كل أنواع المنشورات العلمية:المقالات المنشورة في الدوريات أو المجلات ( Articles )،والمقالات المنشورة في المؤتمرات ( Proceedings Papers )، والأوراق القصيرة ( Letters )، وملخصات الإجتماعات ( Meeting Abstracts )، و أدبيات العلوم أو المراجعات ( Reviews )، والمواد التحريرية ( Editorial Material )، ومراجعات الكتب ( Book Reviews )، والتصحيحات ( Corrections )، والمقتطفات ( Excerpt )، والملاحظات ( Notes ).وهذا يضم كل الأبحاث المنشورة والمؤلفة من قبل الطلاب اليمنيين المبتعثين للدراسات العليا في خارج اليمن وقاموا بتدوين اسم المؤسسة اليمنية المبتعثة له أو التابع لها.
البحث العلمي في اليمن بالأرقام حتى أبريل 2013م:
بلغ إجمالي عدد الأبحاث العلمية المنشورة من باحثين منتسبين إلى مؤسسات بحثية يمنية خلال الفترة 1950-2013م طبقاً لشبكة المعرفة 1510 بحثاً مقيَّماً منها 1116 بحثاً منشوراً في مجلات مدرجة في شبكة العلوم. والجدولان(2-3) يبينان المنشورات البحثية المدرجة في شبكتي العلوم والمعرفة والمنسوبة إلى باحثين من اليمن خلال آخر 20 سنة. وبمقارنة شكل (1) مع مجمل الأبحاث المنسوبة إلى اليمن يمكننا القول أن الأبحاث المنسوبة إلى اليمن خلال ما يقارب62 سنة (1950-2013م) تعادل حوالي نصف الأبحاث المنشورة من كل من السعودية ومصر (كل على حده) خلال نصف سنة واحدة فقط!
ومن جانب آخر، من شكل (2-3) يتضح وجود زيادة مطردة ومتفاوتة في الإنتاج البحثي في اليمن مع ملاحظة التقهقر الحاصل في عام 2010م و2005م بالنسبة لشبكة العلوم، وكذا الهبوط الواضح بالنسبة للأبحاث المدرجة في شبكة المعرفة في السنوات 2002-2003م و 2005م. ومن شكل(3) يلاحظ أيضاً أن الإنتاج البحثي في المجلات الأكثر تميزاً بدأ في الزيادة اعتباراً من سنة 2004م مع وجود بعض الاستثناءات في نشر أبحاث متميزة قبل هذا التاريخ.
ويتضح من الأشكال (2-5) ما يلي:
•بالنسبة لشبكة المعرفة: عدد الاستشهادات الكلية المستقاة من الأبحاث يقدر بحوالي 7616 استشهاداً، وهو ما يمثل متوسط مقداره 5.24 استشهادا لكل بحث. كما أن عدد الاستشهادات الذاتية والتي يقوم فيها مؤلفوا البحوث بالإستشهاد بمؤلفاتهم السابقة تعادل 659 استشهاداً، أي أن نسبة استشهاد الباحثين اليمنيين بمؤلفاتهم قليلة وتساوي 8.7% بينما 91.3% من الاستشهادات جاءت من مؤلفين آخرين غير مؤلفي البحث نفسه.
•بالنسبة لشبكة العلوم: فتقدر عدد الاستشهادات المرجعية بـ 4273 استشهاداً، أي بمعدل 3.83 استشهاد لكل بحث. أما عد الاستشهادات الذاتية فمقداره 561 استشهاداً، أي بنسبة 13.1%.
من الأرقام أعلاه يتبين لنا وجود نقطة مضيئة في مسيرة الباحثين اليمنيين وهي أنه على الرغم من شحة عدد المنشورات العلمية المنتجة من قبل المؤسسات البحثية اليمنية إلا أن قلة الاستشهادات الذاتية يبين مدى جدية الأبحاث العلمية وبعدها عن الهوى الذاتي وبالتالي جودتها النسبية.
الأبحاث الأكثر استشهاداً
ومن الإحصائيات الواجب ذكرها هنا الأبحاث العلمية الأكثر حصولاً على الاستشهادات المرجعية، وأعيد وأذكر أن المرجع هو شبكة المعرفة التابعة لـ طومسون رويترز، وسأذكر فقط الأبحاث المتميزة الحاصلة على 100 استشهاد فأكثر والتي بلغ عددها 6 أبحاث. ويأتي في المرتبة الأولى بحث عن الطقس في جزيرة سقطرى وقد حصل على 183 استشهاداً حتى الأن وقد قام بتأليفه عدد من الباحثين من دول مختلفة من بينهم الباحث عبدالكريم الصباري ( Abdulkarim A. Al-Subbary )من جامعة صنعاء ونشر البحث عام 2007مفي مجلة Quaternary Science Reviews (المجلد 26، العدد 1-2، صفحة:170-188)؛ ويأتي ثانياً البحث المنشور عام 2006م في مجلة Journal of Geophysical Research-Solid Earth (مجلد 11، عدد B5 ) ويبحث في موضوع تقنية GPS للباحث أحمد العيدروس ( A. Al-Aydrus ) من جامعة صنعاء بمشاركة 25 باحثاً من دول عديدة وحصل البحث على 170 استشهاداً؛أما البحث المنشور في مجلة Geochimica et Cosmochimica Acta (سنة 1988، المجلد 62، العدد 21-22، صفحة: 3453–3473) بمشاركة الباحث أحمد رشدي ( Ahmed Rushdi ) من جامعة صنعاء أيضاً فقد استشهد به 157 بحثاً وكان موضوع البحث جيوكيمياء الباريوم في الرواسب البحرية والآثار المترتبة على استخدامه كسلاح؛ وفي المركز الرابع وبعدد مقداره 125استشهاداًيأتي البحث الذي يدرس النشاط البكتيري في بعض النباتات الصالحة للأكل في آسيا والمؤلف من اثنين من الباحثين أحدهما الباحث نجيب الزريقي ( Alzoreky NS ) من جامعة صنعاء والمنشور في مجلة International Journal Of Food Microbiology (سنة 2003، المجلد 80، العدد 3، صفحة:223-230)؛ويحتل البحث المنشور في المجلة المشهورة مجلة العلوم (ٍ Science ) (سنة 2003، المجلد 301، العدد 5638، صفحة:1365-1367)والذي يبحث في مناخ المحيط الهندي، المركز الخامس بعدد من الاستشهادات مقداره 120 استشهاداً وشارك في تأليفه الباحث عبدالكريم الصباري من جامعة صنعاء؛ وفي المركز السادس والأخير يأتي البحث الذي يدرس الأنشطة المضادة للأكسدة ومجموع الفينول لأنواع مختلفة من العسل والذي نشر في مجلة الغذاء( Nutrition Research ) (سنة 2002، المجلد 22، العدد 9، صفحة:1041-1047) وهو بحث يمني خالص قام به ثلاثة من الباحثين المنتسبين إلى جامعة صنعاء هم: محمد المعمري ( Mohamed Al-Mamary ) و علي الميري ( Ali Al-Meeri ) و ملهم الحبوري ( Molham Al-Habori ) وقد نال البحث 110 استشهاداً.
يتضح من البيانات الإحصائية أعلاه أن جامعة صنعاء تساهم بشكل فعال في النتاج البحثي المتميز ونرى غياباً واضحاً للجامعات اليمنية الأخرى!؟ كذلك نرى تميز الباحث عبد الكريم الصباري لنشره بحثين متميزين زاد عدد الاستشهادات المرجعية من كل منهما عن 100 استشهاد.كما تشير البيانات إلى أن هذه الأبحاث الستة حصلت على 865 استشهاداً وهو يمثل ما نسبته 20% من مجمل الاستشهادات التي حصلت عليها الأبحاث المنسوبة إلى اليمن.
وبالنظر إلى المؤشر اتش ( h-index ) نجد أن قيمته تساوي 36 وذلك للأبحاث المدرجة في شبكة المعرفة؛ أي أن هناك 36 بحثاً منشوراً قد حصل كل منها على 36 استشهاداً على الأقل. أما بالنسبة لشبكة العلوم والتي تضم المجلات الأكثر تميزاً فان المؤشر اتش يساوي 26. ويمنكم تخيل انتاج دولة ما على مر عمرها انتجت هذا القدر اليسير من الأبحاث المتميزة وذلك الحجم البسيط من التأثير والاستشهادات المرجعية!
وأخيراً وليس آخراً، أود أن أتوجه بالشكر الجزيل للباحثين المشار إليهم أعلاه لجهدهم البحثي المتميز، ويا حبذا لو تم تكريمهم!!