يصادف اليوم الخميس الـ 14 من فبراير ذكرى "فالنيتاين" أو ما يسمى بعيد الحب، بحيث يحتفي به سائر العالم على اعتبار أنه يوم يرمز للحب والعشق والسلام.. ويتبادل فيه المحبون العشاق الهدايا والورود التي يغلب عليها اللون الأحمر.
وفي العاصمة اليمنية صنعاء، لم ينشغل العشاق بالظروف السياسية والاقتصادية التي يمر بها البلد، بقدر ما تأهب غالبيتهم وما يزال، للاحتفال بهذه الذكرى التي تزدهر فيها تجارة الورود وتكثر محلات بيع الهدايا.
وفي استطلاع ميداني غطته عدسة "مأرب برس" بدت متاجر بيع الورود والهدايا واضحة بحيث غطت جنباتها الزهور والقلوب الحمراء؛ وذلك استعداداً لاستقبال عيد الحب.
ويتوقع البعض إقبالاً شديداً على شراء الورود والهدايا المغلفة، إلا أن آخرين يؤكدون أن هناك ركودا في الحركة الشرائية.. مرجعين ذلك إلى الأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي تشهدها البلاد.
وأبرزت محلات تجارية كثيرة في شوارع صنعاء القلوب الحمراء في الواجهات وهي متنوعة في أحجامها وأشكالها، ويقول أحمد صاحب محل لبيع الهدايا بصنعاء: إن "هناك إحجاما عن شراء الهدايا والأشكال الحمراء والورود وغيرها من الهدايا المتعارف عليها في عيد الحب، لكنه يؤكد ضعف الإقبال عليها بسبب ضعف الحالة الاقتصادية وتعدد الاحتياجات الاساسية التي يراها الاغلبية العظمى انها الاولى من هدايا عيد الحب".
ويضيف: أغلبية الزبائن من الفتيات فهن الأكثر حرصا على اقتناء "الدباديب" الحمراء وتقديمها لمحبوبيهم ونادرا ما يسعى الشباب لشراء هذه الهدايا.
ودعا أحد الشباب الذين قابلناهم في محل لبيع الزهور جميع اليمنيين بأن ينتبه للحب والسلام، منوهاً بأن المقصود ليس الحب ما بين الرجل والمرأة ولكنه الحب بين الاصدقاء والجيران والأقارب وبين طوائف المجتمع السياسية المتناحرة الآن على السلطة".
ويضيف: الاحداث الجارية في بلادنا انستنا موعد عيد الحب.. وأن عيد الحب ليس باحتفالية ولا مناسبة تستدعى مننا الانتباه لها.. ولكن شاباً آخر سارع الى القول إن هناك أولويات أكثر من هدية عيد الحب فهناك مصاريف دروس الاولاد وهناك مصاريف الاكل والشرب وغيرها لها اولوية عن هدية عيد الحب.
تختلف هدايا العشاق في عيد الحب حسب الإمكانات المادية التي يتمتع بها كل واحد منهم، هي العبارة التي بادرنا بها "محمد" بائع هدايا، حيث أخبرنا أن الزبائن يقبلون على مختلف أنواع القلوب وكل ما هو أحمر وقد زين واجهة محله بهدايا في متناول الطلبة الجامعيين والثانويين فهم الفئة الأكثر إقبالا عليها.
ويقول خالد وهو عامل في محل لبيع الورود: العشاق في عصرنا الراهن ابتكروا هدايا حديثة، فمنهم من يفضل إهداء حبيبته كأسا يحمل صورتها مع إضافة بعض القلوب وهي هدية بسيطة.
يوم الشوكلاتة الحمراء
 تحظى الشوكولاتة باهتمام خاص في هذا اليوم، إذ يطلق عليها البعض "فاكهة العشاق" وهو ما جعل محلات بيع الحلويات تهتم بها وفقاً لبعض العاملين فيه.
وتقول إحدى العاملات في محل لبيع الحلوى "الأبيار": نحضر كيكات خاصة على شكل قلوب بأطعمة مختلفة كالفراولة، الشكولاتة وهو مرشح للتضاعف حسب حجم الكعكة.. مشيرة إلى أن الأغلبية من المقبلين على شرائها في هذا اليوم، يفضلونها وردية أما الشكولاتة فهناك علب خاصة بأذواق مختلفة.
كما انتهز باعة الورود المناسبة لعرض مختلف التشكيلات والباقات الجميلة ويكون سعرها مرشحا للتضاعف في هذا اليوم (عيد الحب) حسب ما ذكره لنا بائع ورود، إلا أن الإقبال عليها يكون كبيرا فهي رمز الحب عربون المحبة الدائم عبر مختلف الأزمنة ولذا حضروا باقات خاصة. مضيفا أن هناك من العشاق من يفضلون تبادل الورود البلاستيكية لأن أسعارها غير مكلفة وتدوم لفترة أطول.
الحب منهجية الإسلام
بدوره قال الداعية "محمد سيف العديني" لـ"مأرب برس": أن الاحتفاء بعيد الحب عادة فرضها العصر، وتعودها الناس غير المسلمين.. مضيفا: ولذلك نحن نحتفل بحبنا دائما والإسلام هو دين محبة مستمر.. وقال: إن الحب من المنظور الإسلامي هو منهج يومي ومستمر..
وتابع: لذلك ما فرضت المساجد إلا من أجل تنمية الحب فيما بين المسلمين.. وفيما يشير إلى أن على المسلمين أن لا يكتفوا بالحب في هذا اليوم فقط، يقول الداعية العديني: عيد الحب هو جزء من منهجية الاسلام المستمرة دائما على الحب.

ويرتبط تأريخ 14 فبراير بعدة أحداث في الوثنية الرومانية غير أن أشهرها هي قصة القديس فالنتاين الذي كان يعيش في روما وقتل عام 269 بعد الميلاد على يد الإمبراطور كلود يس الثاني بعد تصديه لقرار أصدره والامبراطور يمنع الرجال من الزواج حتى لا ينشغلوا عن الحروب فقد كان يرى أن الجنود المتزوجين غير أكفاء.. إلا أن القسيس فالنتاين كان يزوجهم في السر والخفاء الى أن ألقي القبض عليه وأعدم، فتفرق دمه بين العشاق وأصبح تاريخ إعدامه عيدا لكل العشاق الوثنيين والنصارى.