باعوم يؤكد تمسكه بالانفصال والحسني يهاجم المجتمع الدولي واللقاء المشترك ويشدد على الحوار الجنوبي

الثلاثاء 28 أغسطس-آب 2012 الساعة 07 مساءً / مأرب برس – خاص:
عدد القراءات 7203
  

نظّم الحراك الجنوبي مساء اليوم الاثنين مهرجانًا جماهيريًا كبيرًا في مديرية المنصورة بمحافظة عدن, جنوب اليمن, حضره القياديان الجنوبيان حسن باعوم وأحمد الحسني, إضافة إلى عدد من قيادات الصف الثاني في الحراك.

وأكد القيادي البارز حسن باعوم في كلمة مقتضبة في المهرجان الذي يأتي بمناسبة أربعينية شهداء المنصورة الذي سقطوا في يونيو ويوليو المنصرمين على يد أجهزة الأمن المركزي, أن الجنوبيين «ماضون من أجل التحرر والاستقلال وهو هدفنا الرئيسي» في الوقت الراهن.

وقال باعوم: «أيها المناضلون الشرفاء لا تبخلوا باستعادة دولتكم, وأربعينية شهداء المنصورة اليوم تؤكد أننا ماضون نحن الهدف الرئيسي المتمثل في الاستقلال ولن نرضى بغير هذا».

وأضاف «علينا جميعًا أن نصطفّ وراء هذه القضية, وليست لدينا أي قضايا أخرى سوى تحرير وطننا من احتلال متخلف».

وانطلق الحراك الجنوبي في النصف الثاني من العام 2007, بقضايا مطلبية قبل أن يرفع سقفه للمطالبة بانفصال جنوب اليمن عن شماله, والعودة إلى ما قبل العام 1990, وهو العام الذي تحققت فيه الوحدة اليمنية بين جنوب اليمن (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية), وشماله (الجمهورية العربية اليمنية).

وفيما اعترف السفير السابق اللواء أحمد الحسني ضمنيًا بوجود خلافات بين مكونات الحراك الجنوبي, أكد أن «أي خلافات بين مكونات الحراك يجب أن تُحل بالحوار والتوافق بعيدًا عن التخوين, فالعدو واحد وهو قابع في صنعاء»؛ فـ«لا نحول بعضنا البعض إلى أعداء».

وقال, في المهرجان الذي حضره الآلاف وأقيم في ساحة الشهداء بالمنصورة, «كل المكونات الجنوبية مجمعة أن العدو واحد وهو الاحتلال اليمني وأن علينا أن نوحد جميع طاقاتنا وإمكانياتنا في سبيل التغلب على هذا العدو».

وأوضح أن «من أولى الواجبات أن نكون مخلصين من أجل القيم والمبادئ التي ضحى من أجلها الشهداء وأن لا ننساهم».

ومهرجان الحراك الجنوبي في المنصورة, مساء اليوم, جمع للمرة الأولى بين القياديين حسن باعوم وأحمد الحسني منذ عودة الأخير إلى عدن في الـ 15 من أغسطس الجاري.

وفور وصوله مطار عدن الدولي قادمًا من العاصمة البريطانية لندن التي لجأ إليها سياسيًا في العام 2006, تعرض الحسني للاعتقال من قبل ملثمين قيل إنهم تابعين للاستخبارات اليمنية, قبل أن يُفرج عنه بعد أربعة أيام.

وأكد القائد السابق للبحرية اليمنية والسفير السابق في سفارة اليمن بسوريا أن الرئيس الشرعي للجنوب [جنوب اليمن] هو الرئيس علي سالم البيض الذي قال إنه أكثر حرصًا على الشباب, حسب تعبيره.

وشن الحسني هجومًا حادًا ضد المجتمع الدولي الذي وصفه بـ«الهراء», كما هاجم أحزاب اللقاء المشترك, مطالبًا الشباب بـ«الابتعاد عن التضليل والخداع الذي تقوم به أحزاب المشترك», وطالبهم أيضًا بالوقوف خلف القيادة الممثلة بالرئيس علي سالم البيض, حسب تعبيره, مشيرًا إلى أن «المجتمع الدولي هراء ومن يصنع النصر هو من يقف على الأرض مدعومًا بالحق».

وأوضح أنه على القوى الغربية والمجتمع الدولي أن تتفهم أن مصالحها هي في جنوب اليمن. وفيما تساءل: أين كان المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان حين اقتحمت دبابات النظام السابق مقر صحيفة الأيام [في مايو 2009]؟, قال: «نحن من سنأخذ حقنا بأيدينا, ولن يعطينا الغرب شيئًا».

وطالب المجتمع الدولي والقوى الغربية أن تتفهم مصالحها الواقعة في الجنوب.

وأردف قائلًا: «تآمر علينا الجميع , وعملوا مع عملوه في أبين وشبوة»؛ ويقصد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح «وفي خلال أيام أو ساعات, سُلمت لهم [لأنصار الشريعة] الألوية والدبابات والمدفعية والكتائب؛ فقتلوا وشردوا مئات الآلاف. لماذا؟», وأجاب «لأنهم لا يريدون أن يكون هناك كيانًا مستقلًا في هذا الجنوب الواحد؛ فبدون شبوة وأبين لن يكون هناك كيان سياسي للجنوب, وهم يدركون هذا جيدًا».

وفيما يخص تسمية الدولة الجنوبية القادمة, وهو الأمر الذي يثير جدلًا بين أوساط الحراك الجنوبي, قال الحسني «سنستعيد أولًا جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وتسمية الدولة بعد ذلك سيتم الاتفاق بشأنه», إلا أنه أكد «نحن جنوب عربي منذ القدم».

و«جمهورية اليمن الديمقراطية الجنوبية» قبل أن تصير «جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية», قامت في المدة ما بين 1967, أي بعد قيام ثورة 14 أكتوبر 1963 التي استمرت 4 أعوام وطردت الاستعمار البريطاني من جنوب اليمن, وبين العام 1990, وهو العام الذي توحدت فيه مع جارتها الشمالية «الجمهورية العربية اليمنية», وقامت على إثر ذلك «الجمهورية اليمنية» التي حكمها الرئيس علي عبدالله صالح حتى فبراير 2012, قبل أن يأتي خلفه الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي والذي ينتمي إلى محافظة أبين جنوب اليمن.

فيما قام الجنوب العربي في المدة ما بين 1959 إلى 1967, واقتصر على سلطنات بعينها؛ حيث لم تكن منضوية تحت حكمه سلطنات حضرموت والمهرة.

وحضر المهرجان أيضًا المحامي علي هيثم الغريب الذي قال: «سنفاجئ العالم بتوحيد كل قوى التحرير والاستقلال في الجنوب».

ومنذ عودته إلى عدن, في منتصف أغسطس الحالي, حضر اللواء أحمد الحسني عددًا من المهرجانات التي أقامها الحراك الجنوبي في الحوطة وردفان ويافع, وهي مناطق تقع ضمن نطاق محافظة لحج؛ إحدى المحافظات الجنوبية الست.