صالح يتوقع أحداث الأشهر الماضية، ويقول بأن «على كل واحد أن يعمل حسابه»

الخميس 15 ديسمبر-كانون الأول 2011 الساعة 05 مساءً / مأرب برس/ خاص
عدد القراءات 18437
 
  

أكد الرئيس علي عبد الله صالح، بأنه يتوقع أن تتكرر الأحداث التي حصلت خلال الأشهر الماضية، مستقبلا، معللا توقعه هذا بمعرفته لسلوكيات المعارضة، حسب قوله.

وأوضح صالح بأن المجتمع اليمني مجتمع قبلي، وبأن الأعراف القبلية تفوق الحزبية، وقال بأن «على كل واحد أن يعمل حسابه على هذا الأمر، لأنه في نهاية المطاف سيحصل رد فعل مهما كانت المصالحة، ومهما اتفق الناس».

وأضاف صالح بأنه يشعر بألم شديد لما تعرضت له اليمن، خلال الأشهر العشرة الماضية، من إراقة دماء، وقطع للتيار الكهربائي، وقطع للطرقات، مجددا اتهامه لأحزاب اللقاء المشترك، بالوقوف وراء كل هذه الانتهاكات التي عانى منها اليمنيون خلال الأشهر الماضية، معتبرا أنه «كان بالإمكان أن نصل إلى ما وصلنا إليه اليوم، دون أن يحصل هذا الضرر الفادح بالوطن».

وأشار صالح، في مقابلة له مع صحيفة الليموند الفرنسية، إلى أن اللحظات المشرقة والمفرحة في حياته السياسية، تتمثل في يوم إعلان الجمهورية اليمنية، ويوم التوقيع على حل مشكلة الحدود مع المملكة العربية السعودية، ويوم اكتشاف النفط والغاز في مأرب وحضرموت، ويوم إعادة بناء سد مأرب، كما أكد بأن من اللحظات المريحة في حياته السياسية يوم التوقيع على المبادرة الخليجية، ويوم تشكيل حكومة الوفاق الوطني، التي قال بأنه يتطلع بأن تنهي الأزمة الراهنة في البلاد، وتتجه نحو التداول السلمي للسلطة.

وكان حدثه مع صحيفة الليموند الفرنسية أشبه بحديث الذكريات، حيث قال بأنه غير نادم على تسليم السلطة، محملا أحزاب اللقاء المشترك مسؤولية انهيار الجانب الاقتصادي والاختلالات الأمنية، مؤكدا بأن البلاد كانت ستدخل في نهر من الدماء «لكن تجنبنا أن ندخل في أعمال القمع وسلكنا السلوك الحضاري الديمقراطي، عسى أن يفهموا ويحدث انفراج» حسب قوله.

وأضاف صالح بأنه يريد الشعب اليمني أن يتذكره بكل ما تحقق في عهد من إنجازات، أكد بأنها «ستتحدث عن نفسها، وبأنه ليس بحاجة إلى أن يتحدث عنها أحد، لأنها ستتحدث عن نفسها، فالوحدة ستتحدث عن نفسها، وإنهاء مشكلة الحدود ستتحدث عن نفسها، واكتشاف النفط والغاز سيتحدث عن نفسه، والديمقراطية ستتحدث عن نفسها» حسب قوله.

*ملاحظة: في نص الحوار الذي نقلته وكالة سبأ أخطاء أحدثت التباسا في الحوار، ونعيد نشر نص الحوار بأخطائه كما نشر في الوكالة، لنترك الحكم للقارئ في التعرف على اللبس الموجود في الحوار وخاصة في السؤال الخاص عن توقعاته..

 

الليموند : يا فخامة الرئيس كيف تشعر الآن ومما تتألم .. ومما فرحت وعلى ماذا أنت نادم؟

الرئيس : أنا أشعر بألم شديد لما تعرض له الوطن خلال العشرة الأشهر الماضية من اختلالات في الجوانب الاقتصادية، وفي الجوانب الأمنية وإراقة الدماء وقطع التيار الكهربائي وقطع الطرقات من قبل أحزاب اللقاء المشترك وأعوانهم وأنصارهم، وكان بالإمكان أن نصل إلى ما وصلنا إليه دون أن يحصل هذا الضرر الفادح في الوطن.

أما اللحظات المشرقة أو المفرحة في حياتي السياسية هي يوم إعلان الجمهورية اليمنية وإنهاء حالة التشطير، ومن الحالات الإيجابية والمشرقة: يوم التوقيع على حل مشكلة الحدود مع المملكة العربية السعودية، ومن النقاط المشرقة: يوم اكتشاف النفط والغاز في مأرب وحضرموت، وكذا إعادة بناء سد مأرب هذه من الأشياء المفرحة والإيجابية، والمفرح كذلك هو إيجاد تعددية سياسية وحرية صحافة واحترام حقوق الإنسان ومشاركة المرأة والتي لم تكن موجودة في اليمن .. ولكنها وجدت خلال عشرين سنة، ومن الأشياء المريحة: التوقيع من جانبي على المبادرة الخليجية وكذلك تشكيل حكومة الوفاق الوطني التي نتطلع بأن تنهي هذه الأزمة في البلد ونتجه نحو التداول السلمي للسلطة.

أنا غير نادم على تسليم السلطة.. النقطة الأخرى فإن ما وصل إليه الوضع من انهيار في الجانب الاقتصادي والاختلالات الأمنية يتحمل مسؤوليتها مشعلو ما حدث في اليمن وهم أحزاب اللقاء المشترك فهم مسؤولون عن الانهيار الإقتصادي والاختلالات الأمنية دون غيرهم، لأنه لم يكن باستطاعة الدولة أن تعمل شيئاً في ظل اختلالات أمنية، كانت البلاد ستدخل في نهر من الدماء من أجل الأمن وتثبيت الجانب الإقتصادي، لكننا تجنبنا أن ندخل في أعمال القمع وسلكنا السلوك الحضاري الديمقراطي عسى الله أن يفهموا ويحدث إنفراج.

الليموند: فخامة الرئيس بماذا تريد أن يتذكرك الشعب اليمني؟

الرئيس : يتذكرونني بما استعرضته.

الليموند : كل الإنجازات ؟

الرئيس : كلما تحقق في الوطن إلى جانب الأشياء التي ذكرتها ستتحدث عن نفسها، فليست بحاجة إلى أحد يتحدث عنها، هي ستتحدث عن نفسها، الوحدة ستتحدث عن نفسها، إنهاء مشكلة الحدود مع السعودية ستتحدث عن نفسها، اكتشاف النفط والغاز سيتحدث عن نفسه، الديمقراطية ستتحدث عن نفسها، فكل ما تحقق سيتحدث عن نفسه.

الليموند : سيادة الرئيس بعد الأحداث التي حصلت خلال الأشهر الماضية، هل توقع أن تحدث مثل هذه الأحداث خلال الأشهر الماضية؟

الرئيس : نعم، لأننا نعرف سلوكيات المعارضة.

الليموند : هل توقعت هذه الأحداث أن تحصل من المظاهرات والخروج إلى الشوارع؟

الرئيس : في غياب الديمقراطية وفي ظل حكم الفرد وبدون الديمقراطية ومهما صبرت الشعوب لابد ما يحصل فيها زلزال، أنا اعتبرت ما حدث في المنطقة زلزال وليس ثورة .. لكن اليمن استغلت هذه الثورات أو هذا الزلزال استغلتها المعارضة وأرادوا أن يقلدوا ما حدث في تونس وما حدث في مصر وما يحدث في سوريا وما حدث في ليبيا، فقلدوه على الرغم أن الديمقراطية في اليمن موجودة وحرية الصحافة موجودة وحق المظاهرات كفلها الدستور لم يكن هناك ما يوجب أن تتعرض البلد إلى ما تعرضت إليه من أعمال تخريب.

الليموند: هل تعتقد أن ما حصل في اليمن شيء غير عادل من حيث الأحداث التي حصلت؟

الرئيس : ما كان يجب أن تحدث خاصة وأن الديمقراطية موجودة، وفي حالة غياب الديمقراطية كان يمكن أن تحدث لكن طالما أن الديمقراطية موجودة فلا مبرر لما حدث.

الليموند : فخامة الرئيس، كما ذكرتم أن هناك أحداثاً حصلت في تونس في مصر وفي ليبيا وفي سوريا ولكن ما حدث في اليمن كان استثناء من ناحية العنف ومن ناحية الحوار الذي حدث بين مختلف الأطراف اليمنية مما فاجأ الكثير من المراقبين والشهود، لماذا الوضع في اليمن مختلف؟

الرئيس : أولاً وجود حرية صحافة إلى جانب أن الديمقراطية موجودة في البلد، فهذه خففت مما حدث في مصر أو في ليبيا أو تونس، فوجود الديمقراطية أساس، النقطة الأخرى المجتمع اليمني قبلي وهناك أعراف قبلية تفوق الحزبية فكل واحد يعمل حسابه أنه في نهاية المطاف أو في نهاية الأمر سيحصل فعل ورد فعل مهما جاءت المصالحة ومهما اتفق الناس، لأن الاستمرارية في العنف والاستمرارية في الخطأ غير مقبول في مجتمعنا اليمني فكل واحد يعمل حسابه.

الليموند : أين يتجه اليمن؟

الرئيس : يتجه بكل قواه السياسية في السلطة والمعارضة إلى أن يروا يمنا ً مستقراً، كل الناس تطمح أن يروا يمناً مستقراً مزدهراً ثقافياً واقتصادياً وسياسياً، هذا هو التوجه لدى كل أبناء الوطن، مع الفارق في التفسير فكل واحد يريدها بطريقته الخاصة لكن الاتجاه العام هو نحو يمن مستقر.

الليموند : هل سينجح هذا التوجه؟

الرئيس : هذا التوجه إن شاء الله ينجح لأن الأحدث قد علمتنا الدروس.

الليموند : هل ترغب أن تكون جزءاً مشاركاً في هذا التوجه أو لاعباً رئيسياً مستقبلاً؟

الرئيس : مشارك كمواطن في هذا البلد.

الليموند: شكراً جزيلاً فخامة الرئيس.