تنظيم القاعدة يتوعد بالثأر لاستهداف عناصره في أبين وشبوة

الإثنين 28 ديسمبر-كانون الأول 2009 الساعة 10 صباحاً / مأرب برس- متابعات:
عدد القراءات 9664

هدد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بالثأر لعناصره الذين قتلوا في عمليات جوية استهدفت مراكز لهم في محافظتي شبوة وأبين, والتي قال إن طائرات أمريكية نفذنها, في حين نفى محمد عبد السلام, في سياق منفصل, الأنباء التي تحدثت مؤخرا عن قائد المتمردين الحوثيين, واصفا إياها بالمعلومات الوهمية والعارية عن الصحة, بينما قال متخصص في حركة التمرد الحوثية إن مقتل عبد الملك الحوثي سيهز بلا شك معنويات أنصاره, لكنه أضاف أن السلطة تحاول استثمار العملية للتأثير على معنويات أنصار الحوثي ومقاتليه.

فقد قال تنظيم القاعدة إن الغارات التي استهدفت مراكز لعناصره في محافظتي أبين وشبوة, وأدت إلى مقتل خمسين شخصا بينهم نساء وأطفال, نفذتها طائرات أميركية.

وهدد في بيان له على شبكة الإنترنت بالثأر، والرد على الغارات التي قتل فيها العشرات من أفراده بينهم قياديون. مؤكدا "لن نترك دماء نساء وأطفال المسلمين تمر دون أن نأخذ بثأرهم بإذن الله".

واعتبر تنظيم قاعدة جزيرة العرب في بيانه أن الغارات تمت باتفاق وتنسيق يمني أميركي مصري سعودي، وبتعاون من دول الجوار، معتبرا أن "الحرب الصليبية الحاقدة" مازالت مستمرة وتهدف "للقضاء على الإسلام وأهله في فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال والشيشان" وغيرها من بلاد المسلمين.

وأضاف أن المسلمين "شاهدوا طائرات التجسس الأميركية وهي تجوب ولايات اليمن على مدى أشهر عدة ولا تزال مستمرة، منتهكة حرمات المسلمين بتواطؤ مع حكومة اليمن", حد ما جاء فيه.

في سياق مختلف, نفى محمد عبد السلام الناطق باسم مكتب الحوثي في تصريح خاص بالجزيرة نت أنباء مقتل قائد التمرد في صعدة، معتبرا أن الأخبار التي أوردتها الحكومة بهذا الشأن "معلومات وهمية" و"كلام عار عن الصحة ولا يستند إلى أي دليل وإنما محاولات استخباراتية قاصرة", موضحا أن "السلطة لم تستطع حتى الآن الجزم بشيء، فهي تقدم خطوة وترجع أخرى حتى لا تصاب بصدمة عندما نوضح بما يقطع الشك عن هذه المعلومات الاستخباراتية", حد تعبيره.

وأضاف "نحن نكتفي بالنفي فقط لنظهر من جهة عجزهم الاستخباراتي، ومن جهة أخرى نضع مستقبل العمليات العسكرية في غموض لا يستطيع العدو فهمه", منوها إلى أن تلك الأنباء "هي معلومات تسربها السلطة أحيانا، وأحيانا تحاول صبغتها بمصادر رسمية، وهم يحاولون الوصول إلى أي معلومات".

إلى ذلك قال مهدي حامد الكاتب المتخصص في حركة التمرد الحوثية إن الأنباء شبه المؤكدة تفيد أن عبد الملك الحوثي أصيب في غارة جوية استهدفته بمعقله في منطقة مطرة, موضحا أن السلطة تحاول استثمار العملية للتأثير على معنويات أنصار الحوثي والمقاتلين على جبهات القتال.

وبشأن غياب الحوثي، اعتبر حامد, في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت من صعدة, أن مقتله سيهز بلا شك معنويات أنصاره على المدى القريب، لكن على المدى البعيد لن يكون هناك تأثير على حركة التمرد.

وأشار حامد إلى أن تسريب أنباء مقتل عبد الملك الحوثي هو محاولة من السلطة للقول إن حركة التمرد الحوثي قد ضربت وربما تعاني من حالة احتضار "غير منطقي" والواقع يؤكد عكس ذلك. مبينا أن مقتل حسين بدر الدين الحوثي- القائد المؤسس لحركة التمرد- في سبتمبر/ أيلول 2004 بعد ثلاثة أشهر من الحرب الأولى مع قوات الجيش لم تؤثر في الحركة، بل إنها ما زالت صامدة حتى اليوم.

ورأى حامد أن جماعة الحوثي لن تم القضاء عليها إلا بأحد أمرين، الأول بأن تتمكن قوات الجيش من هزيمة الحوثيين في أرض المعركة ومن ثم القيام بانتزاع السلاح من أيدي عناصر الجماعة وطردهم من المواقع التي يتحصنون بها. والأمر الثاني يتمثل في ضرب الحركة من الداخل، عن طريق حدوث انشقاق أو صراع داخلي، يؤدي إلى تفرق وتشتت عناصر الجماعة وإلقائهم للسلاح, على حد تعبيره.