كوسوفو تعلن رسميا استقلالها عن صربيا

الإثنين 18 فبراير-شباط 2008 الساعة 07 صباحاً / مأرب برس /BBC:-
عدد القراءات 3480

أعلن هاشم ثاتشي رئيس وزراء أقليم كوسوفو استقلال الإقليم رسميا عن صربيا وأعلن قيام دولة كوسوفو المستقلة وذلك خلال جلسة للبرلمان عقدت في العاصمة برشيتينا الاحد 17فبراير .

وعمت الاحتفالات كافة انحاء الإقليم حيث خرج عشرات الألاف من المواطنين من أصل الباني الى الشوارع حاملين اللافتات وأعلام الإقليم.

وجاء إقرار البرلمان للقرار بإجماع الحاضرين وعددهم 109 من النواب الذين حضروا الجلسة التي غاب عنها نواب الأقليات وعلى رأسهم النواب من أصل صربي.

وخاطب ثاتشي البرلمان بقوله "لن تحكمنا بلجراد بعد اليوم" ووجه الشكر لكل الدول التي ساندت الاستقلال ولكل ابناء كوسوفو الذين ساهموا في تحقيق الاستقلال.

وأكد ثاتشي أن كافة الاقليات التي تعيش في الإقليم ستحظى بالحماية وفقا للدستور والاتفاقات الدولية ودعا دول العالم الى الاعتراف بالدولة الوليدة.

وطالب رئيس الوزراء الكوسوفي بتأمين مكان دولة كوسوفو المستقلة في الاتحاد الأوروبي معلنا أن بلاده ستكون دولة ديمقراطية وملتزمة بسياسات حسن الجوار مؤكدا ان ليس لكوسوفو اي طموحات توسعية.

وقال إن بلاده ترغب في بناء علاقات ايجابية مع دول الجوار وخاصة صربيا مؤكدا ان دولة كوسوفو لن تستخدم القوة بأي شكل يخالف المواثيق الدولية.

وفي اول رد فعل على قيام دولة كوسوفو المستقلة، دانت جمهورية صربيا اعلان الاستقلال.

ووصف رئيس الوزراء فويسلاف كوشتونيتسا كوسوفو " بالدولة المزيفة" وقال إن بلاده لن تعترف ابدا باستقلال اقليم كوسوفو وحذر من عواقب الاعتراف به كدولة مستقلة.

ووصف كوشتونيتسا مساندة الولايات المتحدة لاستقلال كوسوفو بأنه يخالف القوانين الدولية.

وقام عدد من الوزراء الصرب الأحد بجولات في أنحاء عديدة من الإقليم لإظهار دعمهم للأقلية الصربية التي تعيش في مناطق متناثرة من كوسوفو وتبلغ نسبتهم 10%.

كما كانت روسيا قد أكدت في كل المناسبات معارضتها لاستقلال كوسوفو.

وقد نددت صحف الأحد في صربيا بخطوات الاستقلال، وقالت إن صربيا لن تتخلى عن كوسوفو بسهولة.

ومن المتوقع ان تعلن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وعلى رأسها بريطانيا الاعتراف باستقلال كوسوفو كما ينتظر ان تكون دول أوروبية أخرى مجاورة من اوائل الدول التي ستعترف بدولة كوسوفو المستقلة وعلى رأسها البانيا وسلوفينيا.

وينتظر ان تتريث دول أخرى قبل اعلان موقفها من استقلال كوسوفو بسبب المشكلات الداخلية التي تعيشها مع المناطق ذات الأغلبية الصربية التي توجد بداخلها ومنها جمهوريتا البوسنة والهرسك ومقدونيا.

وتعم الاحتفالات انحاء الإقليم منذ أن أعلن ثاتشي أن اليوم يوم الاحد سيكون يوما عظيما لكوسوفو، حيث ستتحقق ارادة الكوسوفيين، حسب تعبيره.

ففي العاصمة بريشتينا تجمع الآلاف من الكوسوفيين من ذوي الاصول الالبانية مطلقين الالعاب النارية ورافعين الاعلام الوطنية باللونين الاحمر والاسود التي يتوسطها النسر الكوسوفي.

كما احتشدت السيارات في الشوارع وهي تطلق منبهاتها، كما زينت البنايات بالملصقات التي تحمل عبارات الشكر للولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الاوروبي لدعمها استقلال كوسوفو.

ويقول مراسل بي بي سي في كوسوفو ان احتمالات وقوع مواجهات وصدامات بين الصرب والالبان من سكان الاقليم واردة جدا.

وفي وقت سابق، وافق الاتحاد الأوروبي على إرسال قوات للشرطة، وجهاز قضائي.

وستأخذ هذه البعثة، وقوامها ألفا شخص، مواقعها ابتداء من الأسبوع المقبل.

وتقول مراسلة بي بي سي في بروكسل أونا لونغيسكو إن الاتحاد الأوروبي تمهل إلى حين تنصيب بوريس تاديتش رئيس صربيا الجديد والمحسوب على التيار الموالي للغرب، وذلك قبل السماح للبعثة الأوروبية باخذ مواقعها.

وتهدف هذه البعثة إلى مساعدة مؤسسات الدولة الجديدة وتجنيبها أي نوع من الضغوط ذات الطابع السياسي.

وستنشط البعثة على وجه التحديد في عمليات من قبيل محاربة الرشوة والجريمة المنظمة، كما ستعمل على تعقب الضالعين في جرائم حرب.

وتعد ألمانيا وايطاليا من أكبر المساهمين، وسيشارك في التمويل كل بلدان الاتحاد، باستثناء مالطا، إلى جانب عدد من الدول غير الأعضاء في هذا الاتحاد مثل تركيا والولايات المتحدة.

وتقول مراسلتنا إن الموقف الأوروبي رسالة واضحة وقوية لصربيا، وروسيا اللتين ترفضان بقوة استقلال كوسوفو، وتعتبران أن الحضور الأوروبي في هذا الإقليم يفتقر إلى الشرعية.

وفي بلجراد عاصمة صربيا تجمع نحو ألف من المحتجين الصرب الرافضين لاستقلال كوسوفو، التي يعتبرونها رمزا لهويتهم القومية.

وقد عمدت قوات حفظ السلام الدولية إلى وضع حواجز من الاسلاك الشائكة لعزل الصرب عن الالبان.

من جانبها قدمت جورجيا شكوى رسمية إلى روسيا بعد تحذيرات موسكو من ان اعلان استقلال كوسوفو سيؤثر على سياستها تجاه اقليمي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية، اللذين كانا ضمن الاتحاد السوفيتي السابق.

وكانت موسكو وجهت الجمعة تحذيرا بهذا المعنى قائلة ان استقلال كوسوفو سيؤثر على الروس الذين يشكلون اغلبية في هذين الاقليمين.

وقد حذر الرئيس الجورجي ميكائيل ساكاشفيلي روسيا من النزعات الانفصالية، ملوحا بان لا حق لاحد في التشكيك بالتماسك الجغرافي لجورجيا.