آخر الاخبار

القات يستنفد الماء والوقت في اليمن

الثلاثاء 29 مايو 2007 الساعة 08 صباحاً / مأرب برس ـ رويترز
عدد القراءات 3269

تبدأ جميع المكاتب في إغلاق أبوابها وقت الغداء في صنعاء وتختفي التجمعات من الأسواق القديمة وتعجل المطاعم بالتخلص من آخر زبائنها.. لقد جاء وقت القات.

وبوصول شاحنة تحمل نبات القات من الريف ينتهي يوم العمل ويشرع اليمنيون في مضغ أوراقه لفترات تصل أحيانا لأربع أو ست ساعات بل أحيانا عشر ساعات.

وبعد ظهر أي يوم يمكن للزائر أن يرى عددا كبيرا من الرجال وهم يمضغون القات وقد انتفخت إحدى وجنتيهم بحجم كرة التنس سواء كانوا جالسين أو سائرين أو يقودون سياراتهم ويبدو له للوهلة الأولى أنهم يحتاجون لطبيب أسنان.

ويشيع استخدام القات في اليمن حيث يعيش 19 مليون نسمة ولكن عدداً كبيرا من الخبراء يقولون إنه يدمر اقتصاد البلاد ويستنفد ثروات المياه الثمينة.

والطلب على القات كبير واليمنيون مستعدون لإنفاق جزء كبير من دخلهم الضعيف عليه حتى إن المزارعين يقتلعون الفواكه والخضروات والبن لزراعة النبات الذي يدر مكاسب على مدار العام.

وقال مسؤول بوزارة الزراعة والري إن منطقة صنعاء ستعاني من الجفاف بحلول عام 2015 نظرا لأن النبات يستنفد نحو 70 % من الموارد المائية في اليمن.

وقال وزير التخطيط ونائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية عبد الكريم الأرحبي "القات مشكلة بكل تأكيد.. ما من شك في ذلك." وتابع أنه ليس بمخدر كما يعتقد كثيرون ولكن آثاره الضارة كثيرة بصفة خاصة حين يستنفد جزءا كبيرا من دخل الأسرة على حساب المأكل والتعليم.

وتعترف وزارة الزراعة والري بأنها تجاهلت المشكلة طويلا ولكنها بدأت في الآونة الأخيرة توزيع محاصيل بديلة مجانا ودعم عمليات الري. كما تسعى لحظر زراعة القات في بعض المناطق الملائمة لزراعة الحبوب.

لكن مضغ القات أصبح عادة اجتماعية يصعب التخلص منها فهو يشيع بين المزارعين الذين ينفقون نصف دخلهم عليه وبين الساسة ورجال الأعمال الذين يقولون إن القات يسهم في إبرام الصفقات كما هو الحال مع رياضة الجولف في الغرب.

ويطلق اليمنيون على مضغ القات "التخزين" إذ تمضغ الأوراق ويبلع السائل الفعال مع الاحتفاظ بالأوراق الممضوغة في أحد جانبي الفم للمساعدة على امتصاصه في الدم.

ويجتمع الناس أثناء جلسات "التخزين" للاستماع للموسيقى ومناقشة كل شيء من السياسة إلى العمل إلى الفلسفة.

ومنذ فترة ليست ببعيدة لم يكن مضغ المرأة القات مقبولا اجتماعيا ولكن كثيرات الآن يعقدن جلسات خاصة بهن رغم أن أسواق القات المزدحمة لا تزال إلى حد كبير حكرا على الرجال. 

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن