عسكرة فردوس اليمن ... الحلقة الأولى

الأربعاء 14 مارس - آذار 2012 الساعة 04 مساءً / مأرب برس - خاص
عدد القراءات 4262
 
 

المصدر : مجلة ذا ديبلومات

الكاتب : جي بيركشير ميلر

ترجمة : مهدي الحسني

المقال هو للمحلل السياسي جي بيركشير ميلر المهتم بشؤون منطقة شرق اسيا وقد اجرى العديد من الابحاث في مجال الحظر النووي و حظر الاسلحة و مكافحة الارهاب و شؤون الاستخبارات. و نظرا لطول المقال فاني رايت ان لا اشق على نفسي و على القارئ، و ان انشر المقال في جزئين

أرخبيل سقطرى الذي يقع في المحيط الهندي، يوصف عادة بفردوس الأرض الغريب. شاءت الأقدار ان يكون الارخبيل ايضا ذو قيمة استراتيجية هائلة بالنسبة للولايات المتحدة و الدول الأسيوية .

عام مر على الربيع العربي الموحل، من المغرب العربي حتى المحيط الهندي. اليمن، تلك الدولة غير المعروفة، عانت كثيرا من الاضطرابات نتيجة لموجة التغيير السياسي التي اشعلها انهيار الانظمة المضمحلة في شمال افريقيا .

في الحقيقة كان الصراع منذ عقود يعتمل في تلك البلاد المضطربة، تغذيه اشباح الحروب الأهلية في اليمن، العصبية القبلية، القرصنة, تهريب الاسلحة و القاعدة. و بالرغم من ازاحة علي عبدالله صالح من السلطة و انتخاب زعيم جديد كما راينا مؤخرا، الا ان البلاد ما زالت تتارجح على شفى حرب اهلية .

و بالرغم ان عناوين الاخبار الرئيسية تركز على احداث مثل ان تزعم الاخبار ان الجيش الامريكي قتل 18 من عناصر القاعدة في اربع غارات جوية في البلاد، الا ان الاهتام المتنامي من قبل الخطاب – العشاق - مثل الصين و روسيا و الولايات المتحدة بمجموعة من الجزر اليمنية الصغيرة التي يطلق عليها عادة اسم الفردوس و هي عبارة عن مكان ليس له مثيل على وجه الأرض – يشبه مخلوقات الفضاء الخارجي .

يقع في المحيط الهندي الى الشرق من خليج عدن، و لا يفصلها سوى 80 كيلومترا من ذراع الساحل الصومالي الممدودة، انه ارخبيل سقطرى الشاعري، الذي تم تصنيفه مؤخرا من قبل اليونيسكو، هو جزء لا يتجزا من اراضي السيادة اليمنية

و نظرا لعزلتها عن العاصمة صنعاء، فان ذلك منح سقطرى مهلة متواضعة من الصراع القبلي المتفجر في اليابسة. و بالمناسبة فان عزلتها الجغرافية تعني ايضا ان ثلث الحياة النباتية في الجزيرة فريدة من نوعها و لا توجد الا في سقطرى .

تاريخيا فان الموقع الجيوستراتيجي للارخبيل، ضمن له تاريخ حافل بالعديد من الغزاة الاجانب، و يشمل ذلك الحكم البرتغالي في القرن السادس عشر و الذي لم يدم طويلا، اعقبه السلطنة التي فرضت من قبل بريطانيا في نهاية القرن التاسع عشر. و حديثا حكمت سقطرى من قبل سلطنة المهرة، و كان نظاما شبه مستقل تحت انتداب المحمية البريطانية .

تم حل السلطنة في 1967 بعد ان راى البريطانيون ان عبثهم الاستعماري في اليمن كلفهم الكثير من الدماء الملكية و المال للاستمرار في تقديم الحماية. و قسمت الدولة اليمنية الى شمال و جنوب حيث بقيت سقطرى تحت مظلة الجنوب .

و بالرغم ان سقطرى استطاعت بشكل كبير ان تبتعد عن الاضطرابات التي تحدث في البلاد الام – اليابسة – الا ان اهميتها الاستراتيجية تعني الكثير للحكومة في صنعاء، بغض النظر عن نتائج الأزمة الراهنة. قربها الجغرافي من القرن الإفريقي و الجزيرة العربية حشد لها اهتمام عدد من الخطاب - العشاق – الدوليين، و حكومة صالح بالتأكيد لم تكن تغفل قيمة سقطرى، وقد عقدت اجتماعات مع كبار المسئولين الأمريكيين ناقشت خلالها تطوير الموقف الدفاعي لارخبيل سقطرى .

ان الاهتمام الامريكي بسقطرى ليس مفاجاء اذا ما اخذنا بعين الاعتبار التحول الجيوستراتيجي للحرب على الارهاب من التركير على جنوب اسيا الى شبه الجزيرة العربية و شرق افريقيا. و بينما عزز موت أسامة بن لادن و بدون شك من هذا التحول في الاهتمام، الا ان ذلك يعد فارقا بسيطا، لان التركيز كان قد بدا بالتحول منذ العام 2009 عندما قامت القاعدة في شبه الجزيرة العربية بتجديد حملتها عبر هبة من الهجمات التي استهدفت مصالح امريكية. المسؤولون في اجهزة الاستخبارات كانوا قد اعلنوا ضمنيا و في بعض الاحيان لم تكن سريا، اعلنوا ان القاعدة في شبه الجزيرة العربية اصبحت الهدف الرئيسي لعمليات مكافحة الارهاب في الأشهر الأخيرة الماضية .

 
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن