آخر الاخبار

نقابة الصحفيين تستنكر التحريض ضد مؤسسة الشموع وصحيفة أخبار اليوم وتدعو السلطة الشرعية بمأرب الى التدخل لإيقاف تلك الممارسات عملية نوعية لقبائل محافظة الجوف استهدفت قيادي حوثي بارز ينتمى لصعدة في كمين محكم وحارق السفير اليمني لدى لندن يكشف عن أبرز التفاهمات اليمنية البريطانية حول تعزيز القدرات الدفاعية للحكومة اليمنية وملفات السلام والحرب سلطنة عمان تحتضن مباحثات بين كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية وإيران... لتجنب التصعيد بالمنطقة تصعيد عسكري في جبهات جنوب وشمال تعز ولحج وقوات ''درع الوطن'' تدفع بتعزيرات اضافية كبيرة خبر سار.. الشرعية تعلن تفويج ونقل حجاج اليمن عبر مطار صنعاء و4 مطارات اخرى دولية محكمة مصرية تقرر رفع إسم محمد أبو تريكة من قوائم الإرهاب عاجل.. انهيار غير مسبوق للعملة اليمنية أمام الدولار والسعودي ''أسعار الصرف الآن'' أسرع هدف وانجاز شخصي لرونالدو.. أحداث ساخنة شهدها ديربي الرياض بين النصر والهلال الكشف رسميا عن قصة الطائرة التي شوهدت وهي تحلق في سماء عدن لوقت طويل وما هو السبب

كاتب سعودي يكتب عن مسرحية صالح وكيف غرر بالإعلام والحكومات

السبت 25 أكتوبر-تشرين الأول 2014 الساعة 06 مساءً / مأرب برس - عبدالرحمن الراشد
عدد القراءات 4647

أدعي أني أعرف الكثير عن الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، خلال السنين الطويلة الماضية، ما يكفي لفهمه، وأبرزها أنه بلا مصداقية، يعتمد بشكل كبير على سياسة التضليل! ولسنين طويلة ضلّل الأميركيين، والخليجيين، والعراقيين، والسوريين، وبشكل أكثر كان يخادع القيادات السياسية، والحزبية، والقبلية، في اليمن. هذا تاريخ صالح؛ اللعب على الحبال، أو كما يقول نفسه «الرقص على رؤوس الثعابين»؛ مما مكنه من البقاء حاكما لبلد مليء بالتناقضات والمنافسين.

الذي جرى في الأسابيع الثمانية الماضية مسرحية أخرى من إنتاج المؤلف صالح، فقد فوجئ الجميع بأن جماعة مسلحة، الحوثيين، تستولي بسهولة على أكبر مدن اليمن ومحافظاتها، وواجهت القليل جدا من القوات الحكومية والقبلية. الحوثيون ليسوا «داعش»، فهم ميليشيا قبلية، تنظيم مسلح قوي فقط في مناطقه؛ أي شمال اليمن، وما كان له أن يتمدد إلى أقصى جنوب غربي البلاد من دون حليف. وقد صدق كثيرون رواية الاكتساح الحوثي دون التدقيق فيها.

الذي سهل عملية التلفيق، أن موظفي صالح السابقين نثروا كمية كبيرة من المعلومات المغلوطة تزعم أن الرئيس الحالي المؤقت هادي قد تحالف مع الحوثيين، وأنه وافق على تسليمهم العاصمة والمدن الأخرى، ومعلومة أخرى تدعي أن السعودية وافقت على الحوثيين ضمن مصالحة إقليمية مع الإيرانيين، وغيرها، وثالثة تتهم المبعوث الدولي بالتواطؤ.

بالنسبة لي كانت الروايات المنتشرة في الإعلام غير منطقية، فالرئيس الحالي ربما ليس مؤهلا لإدارة الدولة في عز أزمتها، لكنه بالتأكيد ليس غبيا فيسلم خصومه رقبته عندما يسلمهم مفتاح العاصمة وبقية البلاد! ولا يعقل أن يعقد المبعوث الدولي اتفاقات وراء ظهر القوى الأساسية. ورأيي: في اليمن عندما تقع مشكلة، دائما فتش عن صالح، تجده في كل أزمة وصفقة. اتضح لاحقا أن معظم ما يشاع من اختراعه، لطمأنة الجميع، وشراء الوقت للاستيلاء على بقية البلاد، والتشويش على خصومه. صالح رئيس معزول، لكنه لا يزال يدير مؤسسة الدولة القديمة، ومعظم القطاعات العسكرية والأمنية تقع تحت تأثيره، ومن خلالها سعى لإسقاط النظام البديل له، وسيستمر يحاول تخريب اليمن عسى أن يعود رئيسا.

ربما لا يدري صالح أنه، وإن نجح في تخريب الوضع القائم، يكون قد أفسد أيضا مستقبل ابنه أحمد، الذي يعتبره كثيرون شخصية جيدة، يمكن له أن يكون شخصية كبيرة في إدارة الدولة مستقبلا. كان بالإمكان الانتقال إلى مرحلة مؤسساتية لليمن خلال عامين انتقاليين، يمكن لحزب صالح أن يعود للحكم، وهو الأكبر، وقد سمح له الوسطاء بالعمل ولم يتم اجتثاثه.

الآن، الوضع صار أكثر وضوحا؛ صالح مع الحوثيين قرروا تخريب الوضع وإسقاط النظام الجديد، وينوون العودة إلى مرحلة ما قبل فبراير (شباط) 2012 وإدارة الدولة. وصالح استخدم الحوثيين، متعاونا مع الإيرانيين، لخدمة أغراضه، ليخيف بهم جيرانه السعوديين، وهم الأكثر تأثيرا، ويعرض نفسه عليهم لاحقا كمنقذ للبلاد!

هذه المسرحية جيدة، لكن يعيبها أن حبل الكذب قصير، وأن صالح نفسه صار كتابا مكشوفا.

لنتذكر أن في اليمن قوى محلية فاعلة، و3 قوى خارجية مؤثرة. في الخارج، هناك السعودية مع بقية الدول الخليجية، والولايات المتحدة التي تهتم باليمن ضمن سياستها ملاحقة مراكز تنظيم القاعدة، واليمن أصبح في عهد صالح أكبر مستوطنة للتنظيم الإرهابي. والفريق الثالث الأمم المتحدة، التي تعطي الشرعية من خلال مبعوثها جمال بنعمر، والتي تحت علمها وقع اتفاق الانتقال الرئاسي السلس، وتم تجنيب اليمنيين الحرب الأهلية التي نرى مثلها في سوريا وليبيا.

صالح بدلا من أن يحمد ربه أنه نجا من الموت، وتم انتقال الحكم بطريقة حفظت له كرامته، وسمح له بالمشاركة الحزبية، ومنحت عائلته حق العمل الحكومي، بخلاف ما حدث للقذافي وأفراد أسرته، بدلا من ذلك استمر يحيك المؤامرات ويشيع الفوضى من بيته في صنعاء.