حقائق كشف عنها عبدالغني شعلان
بقلم/ علي العقيلي
نشر منذ: سنتين و 8 أشهر و 24 يوماً
السبت 26 فبراير-شباط 2022 09:12 م

بمناسبة حلول الذكرى الأولى لاستشهاد العميد عبدالغني شعلان قائد قوات الأمن الخاصة بمأرب، يجب الحديث بكل شفافية ووضوح عن ذلك الرجل العظيم والقائد الفذ لإنصافه وإنصاف الحقيقة وإظهار ما يختلف به عن سواه وما حققه لليمن.

لقد أصبحنا اليوم ننكر العديد من الحقائق ولم يعد يؤمن بها إلا القليل، بسبب كثرة الفشل واستطالة الحرب، حتى أصبحنا نوجد مبررات لكل إخفاق، ولم نعد نفكر كيف خرج غيرنا حول العالم مما نحن فيه إذا كان قد مر عليهم، وهل نحن أول من انزلق في وحل الحرب على مر تاريخ البشرية؟؟!!.

جاء عبدالغني شعلان وكشف العديد من الحقائق وأبطل الكثير من المبررات الواهية التي لا يزال تصديقها والاستلام لها سبب رئيسي في استطالة أمد الحرب وبقاء انقلاب وارهاب مليشيا الايرانية إلى اليوم.

العديد من ضباط الكليات الحربية في اليمن بعد انقلاب مليشيا الحوثي أصبحوا يرون بأن المرحلة ليست مرحلتهم وذهبوا إلى أماكن أخرى غير أماكنهم وينتظرون البلاد تزين وترجع كما كانت وتستقر الأوضاع ويعودوا إلى معسكراتهم أو مناصبهم أو يلتحقوا بمناصب أعلى فهم يرون مرحلة السلم والاستقرار مرحلتهم ومرحلة الحرب وشدة الوطن ليست مرحلتهم ولا تحتاجهم ولا يحتاجهم الوطن في شدته.

عبدالغني شعلان قال إذا لم يحتاجنا الوطن اليوم فمتى سيحتاجنا..؟؟.

عبدالغني شعلان ضابط في القوات الجوية وأسس قوات الأمن الخاصة بمأرب ولم يجلس ينتظر عودة القوات الجوية اليمنية إلى صنعاء ليعود إلى عمله بعد عودة الأمن والاستقرار إلى اليمن.

لا يوجد ما يبرر غياب العديد من ضباط الكليات عن معركة الدفاع عن الوطن، وتهميشهم لأنفسهم وجهلهم لأدوارهم ومجالهم ودورهم الحقيقي والوقت الأنسب والأكثر طلباً وحاجة لهم.

عبدالغني شعلان أثبت أن النجاح فردي وأن الانجاز مؤسسي، وهو ما تجلى واضحاً في قوات الأمن الخاصة بمأرب التي نجح في تأسيسها وبنائها في مرحلة صعبة محاطة بالفشل والإحباط من كل جانب واتجاه.

كنت اعتقد أن النجاح نجاح قوات الأمن الخاصة في مأرب مؤسسي وليس فردي لكن مع الأيام والأحداث وعدم وجود نجاح مماثل في مؤسسات أو فروع أخرى إلى أعلى هرم الدولة، اتضح أن ذلك النجاح مصدره عبدالغني شعلان.

صحيح أن محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة وفر بيئة مناسبة لتحقيق ذلك النجاح ودعم جهود تحقيقه، لكنه دعم جهود الكثير من القادة من عسكريين وأمنيين ومشائخ يحملون مشاريع وطنية ووفر لهم بيئة مناسبة للبناء وتحقيق النجاح لكنهم فشلوا رغم أن ما حصلوا عليه من دعم وتمويل سواء من مأرب أو الرئيس والحكومة أو التحالف ما يفوق مئات أضعاف ما حصل عليه عبدالغني شعلان وما تحصل عليه قوات الأمن الخاصة بمأرب، ولم يحققوا شيئاً على الرغم من وجود من يدعم النجاح ويوفر بيئة مناسبة وملائمة له من أمثال المحافظ سلطان العرادة حفظه الله الذي لم يدخر جهداً في تقديم الدعم السخي للمؤسسات العسكرية والأمنية والمقاومة وكل من يواجه الانقلاب الحوثي الغاشم.

هناك من يزعم أن ضغوطاً تُمارس على الشرعية لمنع بناء وحدات عسكرية منظمة ومنضبطة على غرار وحدات قوات الأمن الخاصة..!!!.

وهناك من يقول أن الدعم محدود ولا يكفي لبناء وحدات عسكرية منضبطة وهناك من يقول أن الجبهة تستنزف قوات الجيش وهناك من يقول أن المرحلة صعبة ولا تسمح..!!.

نقول لهم أن عبدالغني شعلان بناء وحدات أمنية منظمة ومنطبة ولم يمنعه أحد ولم يحصل على أي دعم سخي بالمعدات عسكرية فقط عربات وأطقم محدودة ربما هي من فضلة من استلموا الدعم مباشرة من التحالف.

هناك عربات إماراتية وأطقم سعودية تمتلكها قوات عبدالغني شعلان ولم يتعرض لأي منع أو ضغوط لا من الإمارات ولا من السعودية ولم يمنعه أحد من بناء مؤسسة أمنية ناجحة.

وحدات عبدالغني شعلان تشارك في الجبهات إلى جانب مهامها في الأمن ولم يكن استنزاف الجبهة لتلك القوات مبرر لتفكيكها وإفشالها، لأن من يقودها رجل ناجح وصاحب همة عالية لا يتعذر بالظروف ولا يستسلم لها بل يقهرها ويطوعها. 

بخصوص الرواتب الشهرية، ما تستلمه الألوية من تمويل للقات وغيره كفيل بتغطية رواتب منهم في الجبهات من منتسبي الجيش بقيمة 400 ألف ريال يمني شهرياً لكل فرد.

قات الفرد الواحد من منتسبي الجيش والمقاومة في بعض الجبهات أو ربما معظمها يحاسب بمبلغ 16 ألف ريال وهذا المبلغ كفيل بتوفير راتب بقيمة 480 ألف ريال لكل فرد في الجبهة، مع العلم أن 90% من الأفراد يستطيعون شراء قات لهم بمبلغ قد لا يزيد عن ألفين ريال ويستفيدوا من تلك المبالغ التي لا يستفيدوا منها بل تذهب للحوثي لأن القات يأتي من مناطق سيطرته ويتم حرق مليارات في شراء القات وتحويلها إلى صنعاء والفرد يذهب إلى أسرته صفر اليدين وهو بأمس الحاجة إلى الألف الريال الواحد.

ما يتم صرفه في القات كفيل بتوفير رواتب شهرية ضخمة ومستمرة لمنتسبي الجيش والمقاومة أكثر من رواتب منتسبي قوات الأمن كما أن توفير رواتب شهرية سيحل مشكلة بيع الذخيرة والعبث بها وشرائها مرات ومرات بالمليارات وإعادتها إلى الجبهة، وهذه الظاهرة تحدث مع منتسبي الجيش والمقاومة أما الأمن سواء في الجبهات أو النقاط لا توجد هذه الظاهرة التي تكبد السطلة خسائر كبيرة دون تحقيق أي ثمار أو نتائج إيجابية.

عربات وأطقم استلمتها قوات الأمن الخاصة بعد الأصابع ولا تزال هي نشاهدها منذ سنوات تشارك في العديد من المهام القتالية الأمنية والعسكرية ولم تستنزفها لا جبهة ولا مهام أمنية، وهذا يعود للانضباط في تلك المؤسسة ولم نشاهد طقم تابع للأمن يسرح ويمرح خارج مهامه ويزاحم الناس في الأسواق ولم نشاهد طقم للأمن يقف أمام منزل مواطن أو استراحة.

عربات وأطقم استلمتها قوات الأمن الخاصة بعدد الأصابع من التحالف مباشرة أو عبر الجيش وضمتها إلى عتادها اليمني الذي لا زالت تحافظ عليه إلى اليوم، ولا تزال تلك الآليات هي نشاهدها منذ سنوات تشارك في العديد من المهام القتالية الأمنية والعسكرية، ولم نشاهدها في غير أماكن مهامها، ولم يتم العبث بها ولم نفقد منها إلا ما تعرض للإعطاب أو التدمير في الجبهات أو المهام الأمنية، وهذا يعود للانضباط في تلك المؤسسة ولم نشاهد طقم تابع للأمن يسرح ويمرح خارج مهامه ويزاحم الناس في الأسواق ولم نشاهد طقم للأمن يقف أمام منزل مواطن أو استراحة.

العبث وعدم الانضباط هو الذي حال دون بناء مؤسسة عسكرية ناجحة وليس الجبهات، فالأمن يشارك في الجبهات ولم تعيق استمرار التقدم والانجاز والنجاح على مختلف الأصعدة.

هذا النجاح الذي تحقق في تلك المؤسسة يعود فضله بعد الله إلى المؤسس الشهيد القائد عبدالغني شعلان رحمه الله الذي هو مصدر وخبر ومبتدأ ذلك النجاح ولو لم يكن هو مصدره لشاهدناه في كافة مؤسسات الدولة.

نعم هناك نجاح في بعض مؤسسات الدولة لكن بنسب مختلفة ويعود فضل ذلك النجاح لإدارات تلك المؤسسات وقادتها، ولا يوجد نجاح مؤسسي مالم يكن في كافة مؤسسات الدولة، أما في مؤسسة دون أخرى فمصدره قائدها.

أيضاً قوات المنشآت في مأرب حققت نجاحات ولها دور بارز ومشهود منذ العام 2015 وكان لها دور هو الأبرز ومشهوداً في تأمين المحافظة منتصف العام 2015م ولا تزال تقدم أدواراً أمنية وقتالية في الجبهات إلى جانب قوات الأمن الخاصة.

وفي الختام إذا لم يكن هناك قادة من أمثال عبدالغني شعلان لن تبنى مؤسسات الدولة ولن تنتهي الحرب،، إذا كان لا يوجد من يحقق النجاح في أبشع مراحل الفشل فلن نغادر ذلك المستنقع ولن نطلع منه بدون وجود من يحقق النجاح.

الذين ينتظرون مرحلة أمن واستقرار ليتسنى لهم بناء مؤسسات الدولة من يريدون أن يأتي بها لهم وهم لم يبنوا ولم يأسسوا مؤسسات تحقق الأمن والاستقرار.

الأمن والاستقرار لا يتحقق إلا بوجود دولة ذات مؤسسات على أسس وطنية ناجحة ونزيهة وقوية ولديها طاقة مستمرة قابلة للبناء والصمود والتوسع في أحلك الظروف واصعبها.

رحم الله الشهيد المؤسس عبدالغني شعلان وكل رفاقه الشهداء من رجال الأمن والجيش والمقاومة والعمالقة وكل من استشهد في مواجهة ارهاب الحوثي الايراني، وكل من مضى على درب شعلان.. فهو مدرسة، وقد بناء وأحسن البناء وترك لنا نموذجاً نقتدي به ونحتذي لبناء بقية مؤسسات الدولة وكل ما نحتاج إليه لتحقيق الأمن والاستقرار مغادرة أقبح مرحلة نعيشها في تاريخ اليمن تسبب الفاشلين والعاجزين في إطالة عمرها وأمدها وأتاحوا الفرصة لإرهاب إيران ومليشيا الحوثي التابعة لها الاستطالة في دماء وتراب اليمن.

#الشهيد_شعلان