آخر الاخبار

الدول التابعة لإيران تتصدر قائمة أكثر شعوب العالم بؤسا.. لبنان اولا وسوريا ثانيا واليمن رابعا .. تفاصيل إسرائيل تفرج عن مراسل قناة الجزيرة بعد 12 ساعة من الاعتقال قيادات وطنية وسياسية وإجتماعية في ضيافة عضو مجلس القيادة الرئاسي د عبدالله العليمي أجواء مشحونة بالتوتر تسود حي شميلة بصنعاء عقب مواجهات مسلحة بين مواطنين وميلشيا حوثية منعت صلاة التراويح وإعتقال مقربين من الشيخ صالح طعيمان تفاصيل لقاء السفير السعودي آل جابر بالرياض مع المبعوث الأممي إلى اليمن حريق مفاجئ يتسبب في مضاعفة معاناة النازحين في مخيم النصر بمأرب جراء التهام النيران كافة الممتلكات الخاصة ولاضحايا عاجل : 10 غارات أمريكية بريطانية تستهدف مواقع  المليشيات الحوثية في اليمن .. تفاصيل اليمن تسلم مسئولة أممية خطة للتعامل مع كارثة السفينة الغارقة روبيمار الجيش السوداني يسحق هجوما مباغتا لقوات الدعم السريع من ثلاث محاور في الخرطوم عدن : تكريم 44 خريجًا من الحفاظ والحافظات لكتاب الله

عدن بوابة مفتوحة
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 5 سنوات و 11 شهراً و 10 أيام
الأحد 08 إبريل-نيسان 2018 04:07 م


من أبجديات نجاح أي مشروع عند التكوين والتأسيس , أن يسعى القائمون عليه إلى كسب ثقة رواده ومؤيديه . وذلك بالقيام ـ قولا وفعلا ـ بكل ما من شأنه أن يقوي أسسه ويساعد على تطوره ويساهم في تحقيق أهدافه المعلنة . وسياسيا تشكل ثقة الناس ركيزة أساس في النجاح والاستمرار , وتتحقق من خلال العمل الايجابي البناء , والمؤدي إلى نتائج تتوافق مع الأهداف المنشودة , وليس إلى عكس ذلك .
والغريب هنا أن لا نجد هذا الفهم والمنطلق متوفرا لدى المجلس الانتقالي الجنوبي , ومن وراءه دولة الإمارات الداعم الأساس له . فهو يزعم أن من أهدافه استعادة دولة الجنوب وحقوق الشعب المنهوبة , وتحقيق الأمن والعدل ومحاربة الفساد , ورفع مستوى المعيشة والتنمية وغيرها ... . ونجدها أهدافا سامية , ولكن بالنظر إلى وسائلها وأساليب تحقيقها نجد تناقضا لا يرسخ اطمئنانا ولا ثقة في أن الغد سيكون أفضل من الماضي والحاضر . فكل ما يراه الناس اليوم في ظل قيادة الإمارات , وسلطة المجلس وقوات النخبة والحزام , يدل على مزيد من الفساد والتسلط .
ـ يرى الناس وطنا يعج بالفساد من خلال ما يلمسونه من نهب واختلاس لأموال وإيرادات وطنية , ومن بسط وتملك لمؤسسات وأصول حكومية , ومن سطو واحتلال لبيوت وأراض وممتلكات خاصة , على يد رموز سياسية وأمنية وعسكرية ورجال عدل وقضاء , وحاشيتهم وأذنابهم , ممن قد أصموا أذاننا بموشحات محاربة الفساد والظلم .
ـ يرى الناس وطنا يعج بالفوضى والتمرد والتنازع , ولا مكان فيه إلا للأقوى نفوذا وتسلحا , ولا يخلو يوم فيه من عنف واغتيال وخطف , ومواجهة مسلحة هنا وهناك . وطنا أصبح الإنسان يخشى فيه على نفسه يوميا , من انتقام قائد , أو نزوة مسؤول , أو طمع متنفذ , أو شطحة جندي . وطنا لا أمن فيه ولا أمان , يغادره أهله من الوجهاء والعلماء والدعاة والتجار والمستثمرين والإعلاميين والحقوقيين , ومن مختلف شرائح المجتمع , فرادى وزرافات .
ـ يرى الناس وطنا لا وجود فيه لحرية الرأي والفكر والتميز والاستقلالية , فكل ما يلمسونه هو تبعية كاملة للإمارات وقيادتها العسكرية على أرضنا , فهي من تصيغ قرار المجلس , وتحرك القوات نحو تصفيات أخوية جنوبية . وطنا جعل المجلس الانتقالي فيه من نفسه الممثل الوحيد للجنوب , مقصيا كل المكونات والهيئات المعتبرة الأخرى , وجعل قواته القوة الوحيدة المهيمنة على الأرض متحدية كل القوات الأمنية والعسكرية النظامية والرسمية الأخرى . وطنا لا مساواة فيه ولا استقرارا ولا تنمية . طغت فيه العصبية المناطقية , وساد التنابز السياسي , وتدهورت البنية التحتية وتدنت الخدمات , وفي خضم هذا يدفع الأبرياء الثمن من أرواحهم وجراحهم , صارت حياتهم قلقا ورعبا ومعانات . بينما تحصد الإمارات خيراتنا . مقابل فتات لا يساوي زبد موجة من بحرنا , ولا ذرة غبار من ترابنا .
ـ دلائل جمة تلك التي لا تؤكد ما يدعيه المجلس والإمارات من تنمية وطن , وأمن مواطن . فماذا تريد الإمارات ومجلسها من هذه الخطط المرسومة والأفعال المدروسة على أرض الجنوب . أظن أن ذلك لا يخلو من أمرين :
ـ إما أن هذا هو ما تريده الإمارات تماما , ويحققه لها المجلس فعلا . أن يصل بالناس إلى قناعة جديدة معتبرة تؤكد إن الوحدة هي أهون شرا وأخف ضررا مما ينتظرهم في دولة الاستقلال . ولعل ما يؤكد ذلك أن من قادة المجلس الأعلى وفروعه بالمحافظات , قيادات مؤتمرية عليا , ومنهم من هم أشد وحدوية من أبناء الشمال . فهل يعقل أن تتحول فجأة أيدلوجية عشرات السنين لديهم إلى تضاد كلي مع ما اعتنقوه سياسيا وفكريا ؟ . كما أن الإمارات لا تخفى تحالفها مع أسرة صالح فكريا وسياسيا وماديا , فلا يعقل أن تسعى في فصل الجنوب وخسارة هذا التحالف القوي . بل إن الدلائل ربما تشير إلى نيتها تمكينهم الحكم عبر بوابة الجنوب . ولعل وجود طارق صالح والحرس الجمهوري في عدن إلا مقدمة لذلك . وربما نكتشف يوما أن مجلسنا وراعيه الخليجي ! وجه أخر لصالح والحوثي .
ـ وإما أنها تريد إطالة زمن الميوعة السياسية والغنج الدستوري والهذيان الشعبي , ليتسنى لها تحقيق أهدافها كاملة . وهي أهداف تخدم أرضها ودولتها , دون أي اعتبار لحقوق الجنوب وأهله . ويدل على ذلك أنها وقفت ومجلسها وقواتها موقف الند المتمرد على قرارات ومواقف الشرعية , وبلغ تحديها إلى حصار الحكومة وطردها من عدن . كما ويدل على ذلك ما تحقق من نتائج سلبية على المستوى الجماهيري , فقد بدأ التلاحم الجنوبي في التفكك , وأخذ الرأي الموحد في التفتت , وبدأ يسود التعصب المناطقي والقيادي .
ـ وهكذا فإن المتابع المراقب لأعمالهم وقراراتهم , أكانت تجاه الشرعية وسلطاتها التنفيذية , أو تجاه غيرهم من المكونات والشخصيات , سيجد أنهم يفقدون يوميا نسبة غير قليلة من ثقة الناس بهم والتفافهم حولهم . اليوم فقد الجنوبيون يقينهم السابق بأن الانفصال سيحمل لهم الخير والأمان , فقدوه في ظل سلطة كل منجزاتها أحداث دموية , وصدامات أخوية , وإجراءات لا قانونية , وانتهاكات لا إنسانية , طوال ساعات نهارها وليلها .