استقالة هادي .. التوقيت .. الاسباب .. الأهداف !!!
بقلم/ توهيب الدبعي
نشر منذ: 9 سنوات و 9 أشهر و 26 يوماً
الأحد 25 يناير-كانون الثاني 2015 01:11 م

لماذا لم يستقل هادي بعد 21 سبتمبر واجتياح صنعاء وتسليم المليشيات ترسانة الدولة القتالية واستقال قبل اجتياح مأرب لكن بعد تسليم المليشيات اقوى الوية الجيش تسليحا وتدريبا المحيط بدار الرئاسة و280 دبابة متطورة تعمل بالاشعة؟
في 21 سبتمبر سلم هادي الدولة والوطن للفوضى باجتياح صنعاء ولم يستقل ومن هول الصدمة حار الناس في أمره وتخوينه.
وفي 22 يناير سلم هادي السلطة بحصار قصره واستقالته ومن هول الصدمة الثانية أفاق الناس وبان لهم ما احتاروا فيه وان هادي بعد تسليم الدولة كان ربما خائنا ولكن بعد تسليم السلطة مع الدولة ظهر انه وطني مخلص يستحق التقدير فهبت الاحزاب وجحافل الثوار لتصنع منه بطلا ورئيسا شرعيا يجب الحفاظ عليه.
لماذا لا نحاول حتى التفكير والأخذ بالاحتمالات وقراءة الواقع والمستقبل بحسب المعطيات السابقة ؟ لماذا لم يستقل إلا بعد ان سلم الدولة والسلطة وقبل اجتياح مأرب آخر اركان الدولة؟
الم يسلمهم عمران ليسلم لهم صنعاء وسلمهم صنعاء ومقر القيادة العليا ليسلمهم بما استولوا عليه بقية المدن اب ذمار الحديدة ... الخ ، الم يسلمهم اليوم اقوى الوية الجيش تمهيدا لتسليمهم مأرب المستعصية على المليشيات واللجان الرئاسية والتخطيط الأممي لكن بدراما جديدة – استقالة هادي وحكومته – لتجتاح المليشيات مأرب في لحظة فراغ رئاسي وحكومي – لا رئيس ولا وزير دفاع – فاستقال بعد تسليمها آخر وأقوى الوية الجيش وأسلحته كونه محرج جدا من قضية مأرب اراد ان تمر بعيدا عن مساءلته او مساءلة حكومته ليخرج من اللعبة الوقحة بشرف بل وبمسيرات حزبية وشبابية ثورية تؤكد دعمه كرئيس شرعي ليهرب الى الجنوب حيث يلقى نفس التأييد هناك فيكون سلم صنعاء وفسح الطريق لمأرب وبرر انفصال الجنوب وضيع الثورة وبدد آمال الثوار ودولتهم المدنية التى حلموا بها.
هناك شكوك في عدة اسباب محتملة او اهداف مرجوة للاستقالة في هذا التوقيت:
الاولى : بعد الاستقالة لن يلام على تسليمه اقوى الوية الجيش والدبابات المتطورة ولولا استقالته لأصبح متهما كسابقاتها التي سلم فيها الدولة كلها بمؤسساتها وأسلحتها.
الثانية : هروبا من المساءلة التاريخية فيما اذا اجتاحت المليشيات مأرب في هذا التوقيت الموسوم بفراغ رئاسي وحكومي والكل محاصر حتى وزارة الدفاع الوهمية التي سلمت السلاح بأوامر القائد وإلا لو لم تكن لعبة لدافعت عنه كما دافعت عن صنعاء !!!؟؟ وسيتم الاجتياح جوا عبر طيارين ايرانيين او يمنيين ومن يجرؤ ليسأل فكل البلاد ارضا وبحرا وجوا بيد العصابات التي افرغ لها الوطن شيئا فشيئا حتى اخر كتيبة وآخر لواء وآخر دبابة وآخر طلقة رصاص.
الثالثة : لن يلام من قبل الاحزاب ولا شباب الثورة وهذه اول المكاسب التي اتضحت فقد خرجت المظاهرات بعد الاستقالة تندد بالمليشيات وتلومها وتؤكد شرعية هادي رئيسا للبلاد .. وبسذاجة قرون ما قبل وجود الانسان العاقل تقف وراء هادي رافعة عنه اللوم كأنه لم يسلم صنعاء ولا عمران ولا اب ولا الحديدة ولا مؤسسات الدولة ولا اسلحتها من قبل ..
الرابعة : ما يرجح هذه الشكوك هو استقالة الحكومة في نفس اليوم ثم تقديم استقالته الى مجلس النواب لتنتقل السلطة مباشرة الى مجلس النواب ذي الأغلبية الصالحية ليعود زمام الحكم الى النظام السابق بمجلسه السابق الذي دام 8 سنوات وقامت الثورة التى غرر بها الاحزاب والرعاة لتبقيه قائما 4 سنوات بعدها ينتظر متى تؤول السلطة اليه ليحكم من جديد.
ولم تسأل الاحزاب ولا مكونات الثورة نفسها ما الفرق بين تواطؤ هادي في تسليم المليشيات كل كيان الدولة منذ 21 سبتمبر وتواطؤه اليوم حين سلمها اقوى الوية الجيش وما تبقى من سلطة الدولة بعاصمتها ومطارها وقرارها ، هل شكلت الاستقالة فارقا لديهم ؟
رفعت عنه اللوم وربما نجد له فتوى من متحذلق ادمن عبادة الحكام يقول \"والاستقالة تجب ما قبلها\" وهكذا تتكرر مشاهد الخرف العربي منذ النكسة في 67 كما فعل الزعيم عبد الناصر مع الفارق الكبير في الحدث ولكن هادي فعلها وخرجت الهتافات تأييدا له بدل ان يتحمل مسئوليته التاريخية اما الشعب الذي اولاه الثقة بالإجماع ، فخان الشعب ودمره ولم يبق له شيئا لا وحدة ولا وطن ولا جيش ولا مؤسسات ولا اقتصاد ولا احزاب ولا ثورة ولا ثوار ، فعل كل هذا وكان قاب قوسين من الفضيحة بالمؤامرة على الشعب وعلى حجم هذه الخيانة خلص منها بلعبة الاستقالة خلال 3 ساعات بتأييد شعبي وأصبح هو الشرعية في نظر الاحزاب والثوار..!!
الم يكن الاحرى بهادي بدل تقديم الاستقالة في هذا الظرف ان يعتذر للشعب ويدعوهم الى الاصطفاف الشعبي العارم من خلفه وهو قائدا لهم لاستعادة هيبة الدولة وسلطتها ؟
لو فعل من سيقف امام السيول الجارفة من الشباب والشيوخ والنساء يتقدمهم هادي قائدا ؟ تلك الجحافل لم يقف امامها شيء في 2011 وهم بلا قائد ويواجههم ما نهبته المليشيات من عدة وسلاح بأقوى مما هي عليه الآن اذ كانت تحت قيادة طاغية كان لا يزال يمسك بكل اركان الدولة والجيش وتحت اشارته دون شريك .. هذا ما كان يجب على هادي فعله لو كان مخلصا .. ولكان سيحظى بالتفاف شعبي ما عرفه تاريخ الشعوب .. لكن الظاهر ان هذا خلاف ما خطط له المجتمع الاقليمي والدولي الذي لم تتغير مواقفه طيلة فصول المؤامرة الوقحة منذ احداث عمران كما لاحظنا مع كل حدث موقف مجلس الامن ورعاة المبادرة فمن احداث عمران الى اجتياح صنعاء الى محاصرة هادي الى استقالته لم يتغير ابدا عن نبرة واحدة : مجلس الامن والرعاة يدينون ويؤكدون دعمهم لهادي رئيسا شرعيا...
انها اللعبة ذاتها وما هادي منصور إلا الكائن المستنسخ من عدلي منصور كلاهما اداة لإعادة انتاج الحكم العسكري اعتمادا على جذور الدولة العميقة برعاية من المحيط الاقليمي ومباركة المحيط الدولي.
لم اصدم بالأحداث المؤلمة ابتداء من اجتياح صنعاء وحتى الحظات الاخيرة قبل اجتياح مأرب وربما انفصال الجنوب بل وتشظي الاقاليم لدولتين او ثلاث بقدر ما انا مصدوم حتى اللحظة بصمت الاحزاب وتبعية الثوار الذين غدوا رهينة لعقلية قيادات حزبية طاعنة في السن الى حد ما تحت الخرف ، فالمليشيات لم تنل النفوذ القوي من قوة السلاح الذي سلمهم هادي فقط بل من صمت الاحزاب وتبعية الثوار لهم حتى لا تجد من يعترض عليهم ولا يقابلهم بأدنى تهديد من قبل اي قوة عسكرية او حزبية حتى المحيط الاقليمي الذي فتش اجنحته ليحتوي ثورة الشباب حين كان الزمام بيدهم تراه اليوم ينظر من بعيد لثورتهم وهي تسرق دون ان يحرك ساكنا ، وبم يمكن تفسير فتور كل الاطراف داخليا وخارجيا مقابل نشاط المليشيات ومقدار الثقة بنفسها الى هذا الحد ثم على مقدار قوتها وفتور الضد وهشاشة الدولة لم تنقض على السلطة وهي اضعف ما تكون .. بم نفسر كل ذلك غير المؤامرة مقابل الغباء ممزوجا بالخيانة.
أثرنا لنوقظ فينا الذئاب
أثرنا لنا ام علينا لمن؟
"أيها الثوار هذا خطأكم فإما ان تصلحوا ما أفسدتم او فلتلاحقكم لعنات الشهداء حتى رابع جيل منكم\".


عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
علي محمود يامن
عشال …قائد جيش الاستقلال
علي محمود يامن
كتابات
د.عبدالله حسن كرشهي بداية وليست نهاية
د.عبدالله حسن كرش
د صالح سرحان الكهاليياجوج وماجوج في فوهة المدفع
د صالح سرحان الكهالي
محمد سلطان اليوسفيوماذا بعد الانقلاب ؟!
محمد سلطان اليوسفي
عبدالله مجاهد نمراننقل الصراع من صنعاء الى مأرب
عبدالله مجاهد نمران
مشاهدة المزيد