النفاق السياسي
بقلم/ تيسير السامعى
نشر منذ: 16 سنة و 5 أشهر و 4 أيام
الثلاثاء 17 يونيو-حزيران 2008 12:42 ص
العرب في العصر الجاهلي لم يستخدم النفاق بمفهومه الاصطلاحي إظهار المرء خلاف ما يبطن من معتقد كما أن المسلمين لم يعرفوا النفاق في العهد المكي لأنه لم يكن هناك داعية تدعو إليه. فالمسلمون الذي اسلموا في بداية الدعوة اسلموا طواعية ليس لهم مطمع دنيوي ولم يكن هناك ظروف تجبرهم على اظهرا لإسلام وتستر بالكفر. أنما بداء النفاق في الظهور بالمدينة المنورة لذلك ليست هناك إيه واحدة مكيه فيها كلمة النفاق وكل الآيات التي تتحدث عن النفاق آيات مدنية والنفاق معناه أن يظهر المرء الإسلام وهو يبطن غيره وقد فصلت الآيات والأحاديث النبوية مفهوم النفاق وملامح المنافقين . من أشهر الأحاديث النبوية قوله صلى عليه وسلم أربع من كن فيه كان منافقا خالص أن كانت خصلة واحدة فيه كان فيه خصلة من حصل النفاق حتى يدعها من أذا حدث كذب أذا وعد اخلف أذا خاصم فجر أذا عاهد غدر. لخطورة النفاق حكم الله على المنافقين بالكفر آن مصيرهم والكفار سواء آن كان المنافق اشد خطورة من الكفر لان المنافق امتاز بالخدع والتظليل لان مواجهة الكافر حق لاغبارفيه آم ! المنافق يحميه إسلامه آن كان ادعاء وتظاهر.الإحكام في الإسلام تدور على الظاهر وعلى الله السرائر.  المنافقون في كل عصر يحرصون على تحقيق أقصى ما يستطيعون من مصالح ذاتية وغنى ورفاهية لو كان على حساب المصلحة العامة والقيم الإنسانية والكرامة الشخصية وأشهر الوسائل التي يستخدمونها هي مجاملة الحكام وتملق لهم والتهوين من شانهم وهو ما يعرف بالنفاق السياسي الذي صار سمة كما سيمات العصر وموضة من موضات الواقع هذا النفاق السياسي احد لأسباب التي جعلت أوضاعنا تسير من أسى إلى السوء لان المنافقين يغيرون وجه الحقيقة ينقلون الأمور إلى الحاكم بصورة مغلوطة ويوهمونهم أن الأمور تسير على مايرام. النفاق السياسي قرين ورفيق درب دائم لاستبداد السياسي فأين وجد استبداد سياسي وجدد وكثر النفاق السياسي لان المستبد عادة ما يستخدم سياسة العصا والجزرة فيطر ضعاف النفوس إلى التقارب لهم أم خوفا من بطشهم أو طمعا في نعيمهم وللنفاق السياسي مظاهر عديدة لعلى ابرها آن المجالس النيابية تحول من مجالس تعبر عن نبض الشعب! إلى مجالس تسير وفق هواء الحكم وإرادته . وأيضا الإعلام تحول من التعبير عن أرى الأمة والحفاظ على هويتها إلى بوق يتغنى بمنجزات الحاكم الوهمية. بل الأكثر من ذلك أن يتحول المثقفين والمبدعين إلى حملة مباخر هدفهم تلميع صورة النظام رغم ما تعيشه البلاد من فاسد وفوضى ألا أن نحد هؤلاء المنفقين مازالوا يمارسون دورهم في النفاق وقلب الحقائق كالذي يريد أن يغطى عين الشمس بغربال . فلا يهمهم مايحدث في الوطن إلى أين سوف يسير أنما يهمهم مصالحهم الشخصية . رغم إنهم يعلمون أكثر من غيرهم بحقيقة ما نعيته البلاد لكن الخوف على مصالحكم الشخصية يمنعهم من قول الحق