نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل ''أكد أنه لا أحد فوق القانون''.. أول مسئول كبير يحيله رئيس الحكومة للتحقيق بسبب قضايا فساد ومخالفات الحكومة اليمنية تتطلع إلى شراكات استثمارية وتنموية مع الصين حضرموت.. وزير الدفاع يشدد على مسئولية المنطقة الثانية في تأمين السواحل ومكافحة التهريب أوتشا باليمن: نحو 10 مليون طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية حماس توافق على تشكيل لجنة لإدارة غزة بشرط واحد عيدروس الزبيدي يستبعد تحقيق سلام في المنطقة بسبب الحوثيين ويلتقي مسئولين من روسيا وأسبانيا النقد الدولي: قناة السويس تفقد 70% من الإيرادات بسبب هجمات الحوثيين أول رد لتركيا بعد هجوم حوثي استهدف احدى سفنها 49 فيتو أمريكي في مجلس الأمن ضد قرارات تخص الاحتلال
قد يكون هذا اللقاء هو الأول لرئيس الجمهورية الذي تناول فيه مختلف القضايا بكل هذه الصراحة والشفافية وبالإضافة إلى مساحة الحرية التي وفرها لحديث مثل هذا دون أن يظهر تبرما أو حتى انفعالاً خفياً كانت ستفضحه قسمات وجهه أظنني مدين له بالشكر كونه وافق أيضا على طلبي بأن أقوم بتفريغ شريط تسجيل اللقاء وإعداده بنفسي وليس كما يحدث دائما بأن يقوم جهاز الرئيس الإعلامي بإعداد المقابلة وتسليمها جاهزة للصحفي. واستجابته لهذا الطلب الذي شكك بإمكانية حدوثه من هم من محيطه قد حفظ لهذه المقابلة حيويتها وصدقها وحماها من نقيصة التكلف والدبلوماسية المفرطة التي لا تؤدي إلى حق مثلما لا تكشف باطلاً. ويتوجب علي القول هنا أنني تمكنت من الحصول على لقاء برئيس الدولة ربما دون عناء يذكر بينما ظللت كثيرا ألاحق الأستاذ محمد اليدومي حينما كان أمينا عاما لحزب الإصلاح لإجراء حديث معه إلا أنه لم يقبل ومثل ذلك الأمين العام الحالي الأستاذ عبد الوهاب الآنسي الذي تخلص من طلبي بدبلوماسية. في اللقاء التالي أترك الرئيس مع مواطنيه اختلفوا مع ما طرحه أو اتفقوا معه وما أستطيع تأكيده هو أنه لا صاحب هذا اللقاء أو حتى أيا من معاونيه قد اطلع عليه قبل النشر وهي وإن كانت تحمل دلالة ثقة إلا أنها في وجهها الآخر تعبر عن قناعة الرئيس في ما قال لكي تنزل إلى الناس دون رتوش وهذا ما يخص المقابلة أما الصور فقد كانت مساهمة من التوجيه المعنوي ممثلاً بالأستاذ علي الشاطر وإلى السؤال الأول..
* فخامة الرئيس.. كيف تنظر إلى ما جرى مؤخرا في المحافظات الجنوبية؟
- الرئيس: ما حدث في الضالع والحبيلين وعدن هي من صنع عناصر فاتها القطار وتحاول أن تذكر بنفسها بعد مرور 17 سنة على قيام الوحدة المباركة، فعندما غابت هذه العناصر من أذهان الناس أرادت أن تذكرهم بنفسها وتم استغلال قضية المتقاعدين والمنقطعين منذ حرب 94 استغلالا سيئا في هذا الظرف بعد أن فشلوا فشلا ذريعا في الانتخابات الرئاسية في الـ20 من سبتمبر العام الماضي وفي الانتخابات المحلية فكل القوى المهزومة سواء في الداخل أو الخارج تريد أن تذكر بنفسها وبالذات أولئك الذين رحلوا إلى الخارج وغابوا عن الأنظار وكما قيل "من غاب عن الناظر غاب عن الخاطر".
لقد تم استغلال هذه استغلالا غير منطقي ومع ذلك الدولة تبنت معالجتها في إطار القانون والدستور وقد حدث تقاعد غير قانوني لحالات نادرة تم استغلالها وأما أولئك الذين بالغوا بالإثارة في بعض المحافظات الجنوبية فهم أشخاص لا يمثلون غير أنفسهم ولا يمثلون هذه المحافظات.
*واضح أنكم تفرقون بين مطالب المتقاعدين وبين استغلال ما حدث في المحافظات؟
- الرئيس: طبعا لأن الأحزاب السياسية استغلت مطالب المتقاعدين التي بعضها منطقي والبعض الآخر غير منطقي والدولة قد عالجت مثل هذا الأمر.
* في لقائك مع ممثلين عن المتقاعدين وشخصيات من المحافظات الجنوبية اعترفت بوجود خلل وإشكالية في هذه المسألة؟
- الرئيس: أنا قلت أن هناك بعض الجوانب السلبية وقد عملنا على معالجتها.
* إذا كيف تفسرون فخامة الرئيس استمرار مطالبة هؤلاء حتى اليوم بحقوقهم؟
- الرئيس: كل يوم سوف يخلقون بلبلة، أحيانا قضية المتقاعدين وأحيانا أخرى قضية الأراضي.
* وماذا عن هذه القضية؟
- الرئيس: لقد تم توزيع أراضٍ بعد إعلان الوحدة لبعض العسكريين والمدنيين في الحزب وحينما جاءت حرب صيف 94م كثير من هؤلاء فروا وجاءت قوى من نفس المحافظات أخذت هذه الأراضي التي تم توزيعها وقد وجهنا أن يتم تمليك من وقفوا في صف الوحدة وتعويض الإخوان الذين غرر بهم وكانوا مع الانفصال وفي الحقيقة هم ضحية من العسكريين الشجعان الأبرياء الطيبين.. وقعوا في أيادي عناصر قبضت الثمن وهي الآن تستثمر في لندن والشارقة ودبي وهذه هي عناصر سياسية باعت نفسها للشيطان.
* يطرح بأنكم تلجأون لصنع علاقات مع رموز في المحافظات الجنوبية بينما هي ليست مقبولة شعبيا بحيث تتجاوز المواطنين والناس الذين هم الأصل؟
- الرئيس: نحن نتعامل مع مؤسسات.. البلد بلد مؤسسي فهذه المحافظات تمثل بمجالس محلية وأعضاء مجالس نواب وشورى وكذلك منظمات المجتمع المدني وكلها تم انتخابها من الناس ونحن نتعامل مع هذه الرموز باعتبارها تمثل مؤسسات وليست عملا وجاهيا.. مسألة الوجاهات قد عفا عليها الزمن ومثلها ادعاء البعض للسلطوية على القبائل هذه أيضا انتهت.
* ولكن هناك شكاوى كثيرة من مواطنين ضد المسئولين إلا أنه لا يتم البت فيها من قبل السلطة؟
- الرئيس: صحيح أن هذه الشكاوى كانت من الأول ونحن أصدرنا توجيهات إلى اللجان المشكلة والجهات المعنية فحصل بطء منها مما دعا القوى السياسية لاستغلالها استغلالا سيئا وقد تجاوزنا هذا بتشكيل لجان فاعلة وأشركنا فيها عناصر من المتظلمين وحددنا لها سقفا زمنيا لا يزيد عن شهر لإغلاق مثل هذا الملف تماما.
* وماذا عن بقية القطاعات الشعبية التي تشكو من المرتبات أو غيرها؟
- الرئيس: لا لا توجد أي مشكلة في المرتبات.. المنقطعون وجهنا بعودتهم لمن هو صالح للخدمة ومن كان غير ذلك فمن الطبيعي أن يتقاعد.
* كنت سابقا في طرح مسألة انتخابات المحافظين ووقف ضدها بعض الأحزاب.. إلى أين وصل هذا الأمر؟
- الرئيس: أحزاب المعارضة كانت حتى ضد المجالس المحلية للأسف مع أنها من 93، 94 كانت تطالب بالسلطة المحلية والحكم المحلي ولكن حين جاء الجد تراجعت عن قيام المجالس المحلية وأصرينا على قيامها وأصبحت واقعا والآن صار لها أكثر من ست سنوات وحققت نتائج جيدة جدا ونحن الآن ندعو إلى انتخاب المحافظين انتخابا مباشرا وكذلك انتخاب مدراء المديريات.
المعارضة في حقيقة الأمر محرجة من هذا الطرح لانها لا تريده بسبب نشأتها وتربيتها الشمولية غير الديمقراطية وأنت تلاحظ أن وجوه قيادات هذه الأحزاب هي نفس الوجوه التي تعودنا عليها، لأن انتخاباتها مبنية على نظام القائمة التي تنزل إلى القاعة فيتم انتخابها ونحن دعونا الأحزاب السياسية -باعتبارهم زملاءنا وإخواننا والوجه الآخر للسلطة- إلى تأسيس ديمقراطية داخل أحزابهم واعتبروا فقط أن الديمقراطية هي تشكيل تكتلات لمعارضة السلطة وهذا للأسف هو فهم المعارضة عندنا.. فأسألهم لماذا لا يؤسسون ديمقراطية داخل أنظمتهم السياسية؟
طيب هؤلاء يريدون أن يكتبوا عن السلطة وعن الحكومة ويتناولونها بكل ما لديهم من حق وباطل ولكن هم يغضبون بمجرد أن تقوم السلطة بالرد عليهم وفي صحفها الرسمية أو الحزبية فيقيمون الدنيا ولا يقعدونها، وهذه مشكلة في فهم الديمقراطية.. فهم يريدون أن يقولوا كل شيء بينما لا يسمحون أن نتناول سلبياتهم هذه هي الثقافة الحزبية الشمولية الأنانية القديمة.. المفروض أن يكونوا ديمقراطيين مثلما السلطة يتسع صدرها للنقد وللرأي والرأي الآخر ومن حقها أن تسمع وترد.
* ماذا بالنسبة لك فخامة الرئيس هل تغضب حين يتم تناولك شخصيا في الكتابة؟
الرئيس: أنا لا أغضب "قد انا والف" لكن كل ما أريد هو أن تتناولني في إطار الأخلاق وثقافة الكلمة الملتزمة وليس للجرح وللأذى وبالكلام غير السوي أما غير ذلك فليس عندي مشكلة من النقد باعتباره رأيا آخر.
* ولكن كيف يمكن أن نفهم ما قلت في ظل ما يجري ضد الصحف والصحفيين؟
- الرئيس: هذا أسلوب ديمقراطي، فما أجمل أن يلجأ الرئيس الذي تم تناوله في أكثر من مكان إلى القضاء، هذه قمة الديمقراطية أن نلجأ إلى القضاء وليس إلى السجن او التصفية.
* ولكن في الأخير فخامة الرئيس هذا القضاء هو في جانب رئيس الدولة على حساب الصحفي؟
- الرئيس: لا.. هناك دستور وقانون فهل الأفضل أن يسجن الصحفي أم يذهب إلى القضاء فماذا نصنع معكم؟! هل نأتي لكم بقضاة من الأمم المتحدة حتى تثقون به كصحفيين.
* فيما يخص علاقتكم بالأحزاب السياسية فقد تم إجراء أكثر من حوار إلا أنه فشل وأخيرا دعوت شخصيا لحوار إلا أنه ما زال يراوح مكانه؟
- الرئيس: علاقتي بالأحزاب جيدة ودائما اعتبرها الوجه الآخر للنظام والحكم وما أتمناه هو أن تمتلك ثقافة لكيفية المعارضة وليس معارضة لمجرد المعارضة فقط فادعاء المعرفة في كل شيء مصيبة كبيرة وثقافة قديمة، فهم يدعون المعرفة بالسياسة، بالاقتصاد وكله كلام مطاطي، فهم يتحدثون عن مشكلة المياه في تعز ويقولون سنعمل اعتصاما وتظاهرات وحين نسألهم لماذا؟ يردون: نريد من الدولة أن تعطينا مياه. الماء من عند أرحم الراحمين وليس من عند الرئيس أو رئيس الوزراء، الحفارات تحفر في المناطق وعندما تحصل على مياه سيتم إعطاؤهم.
أيضا الغاز تأخر لمسألة فنية نتيجة إصلاحات في محطة الغاز في مارب فقامت الدنيا مع أن انقطاعه لم يتجاوز الأسبوع وكان هناك تمويل من الاحتياطي ومع ذلك يستخدمون مثل هذه القضايا استخداما غير بريء .. فعلاقتي بالأحزاب علاقة جيدة والتواصل موجود ودعم الأحزاب -على فكرة كلها وبالذات هذه التي تظاهر- هي من الخزينة العامة.
* هذا بحسب القانون سيادة الرئيس؟
- الرئيس: بحسب القانون وفوق القانون قليلاً.
* كيف توفق بين ما قلت عن علاقتك الطيبة بالأحزاب وبين اتهامك لها بأنها تؤجج الفتن؟
- الرئيس: لا أنا لا أتهمها لأنه شيء واقع.. فهي تتضامن مع المتقاعدين ومع أن بعض المندسين رفعوا شعارات شطرية انفصالية لا تمثل بالتأكيد المحافظات الجنوبية فهي لا تقلقنا وكان لا بد من أن يتخذوا موقفا ضد الشعارات الانفصالية والمسيئة وفي الجانب الآخر أن يعلنوا موقفا مساندا لمطالبهم القانونية إلا أنه مع ذلك لم يصدر حتى بيان يدين مثل هذه الممارسات.. لقد تضامنوا مع الحوثي مع أنه متمرد وأصدروا بياناً أنهم متضامنون مع أصحاب مارب الذين قتلوا السياح.
* أعتقد هذا لم يحدث؟
- الرئيس: لا .. حدث.