سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران عاجل:حريق هائل يلتهم هايبر شملان العاصمة صنعاء نقابة المعلمين اليمنيين تدين الاعتداء السافر على المعلمين في شبوة وتطالب بتحقيق عاجل ''أكد أنه لا أحد فوق القانون''.. أول مسئول كبير يحيله رئيس الحكومة للتحقيق بسبب قضايا فساد ومخالفات
أمقت تقديس الأشخاص وتعظيمهم وربط الانجازات والنجاحات بأفراد دون الجماعات , صحيح ان هناك أناس أعطاهم الله قدرات ومواهب قيادية على توجه الآخرين وإدارتهم لكن مهما كانت إمكانياتهم لا يمكنهم الاستغناء على قدرات الآخرين و رحم الله جدتي التي تردد دائما " ما راجل إلا برجال"
الأحداث العظيمة التي غيرت مجرى التاريخ وكان لها اثر كبير على في نهضة الشعوب والأمم لم يقم بها أفراد إنما قامت بها جماعات , جماعات يقودها قادة عظماء وجنود مخلصون لكن ثقافة الشخصنة التي تسللت الى عقول الناس و كانت نتاج طبيعي لثقافة الاستبداد ركزت على القادة ونسيت الجماعات ....
قائد القادة وعظيم العظماء ومعلم الإنسانية محمد على افصل الصلاة والسلام عندما كلف بالدعوة كان أول شيء يقوم به هو تأسيس الجماعة وتربية الجنود من اجل ان يتحملوا جميعا أعباء الدعوة وتبليغ الرسالة حتى لا تبقى هذه الرسالة مرتبطة بشخصه لذلك عندما لحق عليه صلاة وسلم بالرفيق الأعلى بقيت الدعوة من بعده واستمرت وانتشرت حتى وصلت أصقاع الأرض , ولم تتأثر بغياب القائد فالجنود كلهم تحولوا الى قادة ...
من يقول ان صلاح الدين الأيوبي هو من فتح القدس وحررها من الصليبيين فهو مخطئ , فصلاح الدين رحمه الله لم يكن إلا قائد الجيش الذي فتح القدس وحررها من الصليبيين بعد تسعين سنة من احتلالها .. وهذا الجيش وقائده لم يكن إلا ثمرة لجهود كبيرة كان قد بذلها علماء ودعاة عملوا سنوات طويلة في إحياء الأمة وإيقاظ قيم الخير والتضحية والجهاد فيها وفي المقدمة نور الدين زنكي الذي لم يكن صلاح الدين إلا احد تلاميذه .. لكن ثقافة الشخصنة جعلنا اليوم نتغنى بصلاح الدين وتنسى الجماعة التي خرج منها صلاح الدين والجيش الذي قاده صلاح الدين و الذي أنا على ثقة أن جميع أفراده كانوا رجالا لا يقلون إيمانا وتقوى وتضحية وإقدام عن صلاح الدين ..
اليوم ظهرت ثقافة الشخصنة عند الكثير من شبابنا صاروا يظهرون الإعجاب المفرط ببعض القادة والزعماء وصلت الى درجة التعصب فمثلا هناك من الشباب من يشدو ويتغنى برئيس وزراء تركيا طيب رجب أردوغان بسبب النجاحات الكبيرة التي حققتها تركيا في الجوانب السياسية والاقتصادية ومواقفه الرائعة تجاه قضايا الأمة كأنه هو من صنع هذا كله ولا يدركون ان أردوغان هو رئيس حزب العدالة و التنمية و ان من يصنع النجاحات ويحقق الانجازات هو الحزب ليس رئيس الحزب, فأردوغان ما هو إلا واحد من جنود هذا الحزب ان كان هو رئيسه والحزب فيه كوادر وقيادات أخرى ربما تفوق قدرات و إمكانيات اردوغان سوف يستمر الحزب في تحقيق النجاحات و الانجازات سواء ظل أردوغان رئيسا له او جاء شخص اخر. وهذا الحزب بالأساس كان نتاج لجهود بذلها قادة سابقون قبل اردوغان ناضلوا و ضحوا طويلا وتعرضوا للأذى والسجن كان على رأسهم نجم الدين أربكان رحمه الله تعالى ...
النهضة والتغيير لا يصنعها أفراد من يسعى الى تنصيب نفسه زعيما ويعتقد انه قادر علي فعل كل شيء بدون ان يكون معه رجال أوفياء يؤمنون بالفكرة التي يسعى الى تحقيقها فهو واهم ومصيره سوف يكون الفشل حتما ..لان سنن الله في الخلق لا تحابى أحدا فالجماعات التي ارتبطت بفكرة ومبدأ استمرت وانتشرت وصار لها اليوم صدى بينما الأحزاب التي ترتبط بأشخاص تقلصت وتلاشت ولم يبقى معها إلا الضجيج والبكاء على الأطلال ,
وهذا جزء من إرث الفشل الذي يجب على شعوب النهضة التخلص منه , لأنه الباب الذي انتقلت منه الشعوب العربية من الاستعمار إلى طغيان الفرد الذي يلبس قناع الحزب الذي يختزل الدولة و الوطن و الحضارة والمنجزات والثورة و الأحلام و كل شيء فوصلنا إلى أقل من الصفر بعد نصف قرن من النضال!!