تعز ... محافظ بحجم الأمنيات
بقلم/ محمد الحذيفي
نشر منذ: 11 سنة و 11 شهراً و يوم واحد
الخميس 26 إبريل-نيسان 2012 02:15 ص

مما لا شك فيه أن الجميع في تعز أو لنقل الغالبية كانوا يتمنون محافظا من نوع خاص , ويمتلك مواصفات خاصة لانتشال المحافظة مما هي فيه بعد أن أوصلها إلى هذه الحالة المأساوية التي تعيشها حملة المباخر وخدام النظام السابق , وهو ما تحقق في شخص شوقي هائل ليس لأنه شوقي الذي عليه بعض الملاحظات من البعض , ولكن لأنه من بيت هائل سعيد ذات السمعة الطيبة , والأخلاق العالية وهو اختيار موفقا رغم تحفظات البعض من شباب الثورة على بعض مواقف الرجل من الثورة حين اعتبرها عملا فوضويا وقد وضح الرجل ماذا كان يقصد حينها وأعتقد أن الجميع شبه مقتنع به لأسباب ودوافع عدة ولا يستطيع أحدا أن يشكك بمقدرته على إدارة المحافظة الإدارة المثلى , وإعادة ما فقدته المحافظة في العهد السابق إلى ما كانت عليه من تقدم حضاري وسمعة طيبة , ومنذ أن تعين الرجل بدء الناس يلمسون نوعا من التقدم , ومن المبشرات بالخير وبدت البشاشة على وجوه الناس والطمأنينة على نفوسهم.  

ورغم ذلك فأمام الرجل تركة ثقيلة مليئة بالمآسي والنكبات والآلام والاختلالات , وهو ما يتوجب على الجميع وخاصة من كانوا يتمنون محافظا لهذه المحافظة من هذا النوع أن يشمروا عن سواعدهم ، ويكونون عوناً لهذا المحافظ الذي جاء قرار تعيينه ملبياً لتطلعات ورغبات الكثيرين بعد عقود من اليأس والإحباط من أجل الوصول إلى استعادة الوجه المشرق , والحضاري لهذه المحافظة , وعدم السماح لأصحاب المشاريع الصغيرة , ومشاريع الهدم التي سيحاول أصحابها جاهدين ويكل ما أوتوا من قوة إعاقة أي نجاح سيحاول تحقيقه المحافظ الجديد لعدة اعتبارات , وخاصة أصحاب العقول المريضة , والنفوس الشريرة , والقلوب الحاقدة على تعز على وجه العموم وعلى أسرة هائل سعيد على وجه الخصوص.

إننا ندعو مختلف الشرائح من أبناء هذه المحافظة وكل محبي تعز من أبنائها وغير أبنائها إلى الوقوف صفا واحدا وراء المحافظ الجديد للخروج بالمحافظة من التقوقع التي هي فيه إلى الريادة الحضارية , والثقافية , والاقتصادية , والتنموية , والعمرانية لأنه لا سمح الله وحدث فشل ما للرجل فستلاحقنا لعنات التأريخ إلى لأبد , ولا يضنن البعض بان الرجل من بيت هائل وأنه سيفتح خزائنها لتغطية عجز الحكومة أو لإحداث تطور ونهضة على حساب سمعة بيت هائل ومكانتها وهو اعتقاد خاطئ ومن يضن ذلك فهو واهم ومخطأ , إن أي تطور يمكن أن يحدث في المحافظة سيكون من إيرادات الدولة ومن نفقات المواطنين لأن هذا هو ما يجب أن يكون عقلا وقانونا وموضوعا , وإذا أراد المحافظ أن يحدث نهضة شاملة فعليه تمهيد الطريق وتعبيدها بإقالة كل رموز الفساد وقيادة المعسكرات الذين كانوا دائما وراء أعمال العنف الذي شهدته المدينة ولا يزالون من عناصر التوتر الأمني حتى اليوم والاعتماد على الكفاءات النزيهة والشريفة التي ستساعده ولن تضع العراقيل أمامه لأن أتباع بقايا العائلة لا يمكن أن يسمحوا له بالنجاح على حساب حلفائهم وحملة مباخرهم. 

وإذا كانت الأولويات من وجهة نظر المحافظ هي للماء المحرومة منه أكثر أحياء المدينة منذ شهور متتالية , أو الأمن الذي دمرته عصابة صالح , أو التعليم الذي ميعته ثقافة العبيد , أو الصحة التي خربتها عقول المأجورين , فإن الأولوية من وجهة نظر شباب الثورة هي إقالة البلاطجة , والقتلة , والمجرمين , ورموز الفساد من رأس تلك المؤسسات التي يريد الاهتمام بها , وليعلم المحافظ شوقي أنه ليس بمقدوره أن يجعل من محافظة تعز منارة للعلم , وعلى رأس تربيتها رجل عسكري عسكر مكتب التربية طيلة أشهر الثورة , أو أن يجعل منها مدينة راوية من الظمأ ونظيفة المنظر مليحة الجمال , وعلى رأس مؤسسة مياهها وصرفها الصحي رجل يشكك الكثير بصحة مؤهلاته إن كان لم يقل حتى الآن , والذي لم يخرج فريقا هندسيا واحدا لمعالجة طفح المجاري في أحياء وشوارع المدينة منذ بداية الثورة العظيمة وحتى اللحظة , أو أن يجعل من مدينة تعز مدينة جمالية تزينها المنتجعات , والحدائق , والمتنزهات وعلى رأس مكتب أشغالها رجل يثور ضده كل موظفيه لاتهامه بقضايا فساد كما يقولون , هذا هي الأولويات المهمة من وجهة نظر شباب الثورة , أستاذ شوقي كن حاذقا فطنا واعرف أن نظرة شباب الثورة ثاقبة ومطالبهم وطنية خالصة لا يريدون من ورائها الرتب والنياشين بقدر ما يريدون أن ينعموا بخيرات هذا الوطن مثل ما ينعم بها البلاطجة , والفاسدين , والنهابة.