عيدروس الزبيدي يستبعد تحقيق سلام في المنطقة بسبب الحوثيين ويلتقي مسئولين من روسيا وأسبانيا النقد الدولي: قناة السويس تفقد 70% من الإيرادات بسبب هجمات الحوثيين أول رد لتركيا بعد هجوم حوثي استهدف احدى سفنها 49 فيتو أمريكي في مجلس الأمن ضد قرارات تخص الاحتلال مصادر تكشف عن قوات عسكرية في طريقها إلى اليمن إنقلاب موازين الحرب بين روسيا وأوكرانيا .. يشعل أسعار الغاز في أوروبا و تقفز لأعلى مستوياتها هذا العام رجل ينتحل صفة مسؤول أجنبي رفيع ويُستقبل بمراسم رسمية في دولة عربية مفاجأة.. رونالدو يكشف عن ضيفه الذي "سيحطم الإنترنت" فيتو أمريكي يعطل قراراً في مجلس الأمن بشأن غزة.. ما تفاصيله؟ صنعاء.. مليشيا الحوثي تفرض قيود جديدة على طالبات الجامعة.
استطاعت محطة الجزيرة الفضائية كسب قلوب مشاهديها واستحوذت على عقول الكثيرين منهم من خلال تقديم نموذج جديد من الإعلام الحر الذي يختلف تماما عن الإعلام العربي الرسمي التقليدي الذي يتمركز حول النظام الحاكم، ومن الأشياء التي أدت إلى نجاح الجزيرة في جذب مشاهديها العرب تبنيها وممارستها لمجموعة من الشعارات التي تشجع على المناظرة وإبداء وجهات النظر ووجهات النظر المعاكسة ومعالجتها لقضايا عربية مهمشة تقليديا وسماحها للجميع بالتعبير عن آرائهم بحرية كاملة. وتهدف الجزيرة إلى أبعد من مجرد كسب قلوب مشاهديها فهي تسعى إلى إقامة علاقة بناءة معهم ليصبحوا جزءا من عملية نقل الأخبار وصناعتها، أما الهدف النهائي للجزيرة فهو "التقريب بين الناس وبين القارات" وبذلك تصبح الجزيرة جزءا فعالا من ماكينة الأمركة التي تسود العالم.
ولكي يتسنى للجزيرة كسب الجمهور العربي الإسلامي الذي تستهدفه كان لزاما عليها أن تضم إلى برامجها المتعددة برامج إسلامية وتعطي اهتماما خاصا بالقضية الفلسطينية بالإضافة إلى القضايا الإسلامية الأخرى، وكان لا بد لها من أن تستقطب إسلاميين للعمل فيها حتى إن الإسلامي وضاح خنفر قد أصبح مديرا عاما لشبكة الجزيرة التي تضم كل قنوات الجزيرة وموقعها على الإنترنت، وهذا هو نفس السبب الذي من أجله وَكَلَ الأمير الوليد بن طلال إدارة محطة الرسالة الفضائية إلى الدكتور طارق السويدان. أن هذا يـأتي في سياق احتواء الإسلاميين واستغلالهم في التصدي للإسلام السياسي والمقاومة ونشر ما يسمى بالإسلام المعتدل الذي تريده الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا ليس اتهاما للإسلاميين الذين يعملون في تلك الفضائيات وإنما هو تشخيص لحالة موجودة فعلا، وأعتقد أن محاولة الاحتواء من جانب الأمريكيين يقابلها محاولة اختراق من جانب الإسلاميين لتوظيف وسائل الإعلام في خدمة الإسلام، ولكن من الذي سينجح في نهاية المطاف؟!
لا يمكن اعتبار الجزيرة على أنها مجرد "الشارع العربي" بكل ما يحتويه من خير وشر وحلو ومر ودماء وعنف وتشرذم وانقسام وتخبط وضياع ... فقد جعلت الجزيرة من نفسها نافذة لكل عدو وصديق وطالح وصالح وفاجر وبر وخائن ووطني وكاذب وصادق ليدلوا بآرائهم بكل ألوان الطيف بحجة عرض الرأي والرأي الآخر في صورة فوضوية غير مسبوقة، وكما قال المحلل الإعلامي البارز علي أبو نعمة: "الجزيرة هي شارع ذو اتجاهين تنساب فيه المعلومات والآراء العالمية."
ولهذا فالجزيرة تعمل كمؤتمر مفتوح يأتي إليه المحاضرون من البيت الأبيض الأمريكي والبنتاغون ووزارة الخارجية الأمريكية والكنيست الصهيوني لإلقاء ما يتناغم من مواضيع ومحاضرات وسياسات واستراتيجيات على الشارع العربي لتمرير سياسات الأعداء وتمكين دبلوماسيتهم ونقل رسائلهم وبث دعايتهم وهذا هو الهدف (غير المعلن) من وراء إنشاء محطة الجزيرة الفضائية. بينما يبقى الشعب اليهودي المحتل لفلسطين محصنا من الوسائل الإعلامية العربية لاعتماده على الوسائل الإعلامية الصهيونية الرسمية مصدرا وحيدا لتلقي المعلومات والأخبار وتحليل الأحداث، وكذلك الحال بالنسبة لمعظم الشعب الأمريكي الذي لا يستمد معلوماته، إن اضطر إلى ذلك، إلا من خلال الأعلام الأمريكي، وكذلك الحال بالنسبة لشعوب أوروبا الغربية الذين قامت حكوماتهم بحظر محطة المنار عنهم.
ومن لا يدرك مدى خطر قيام الجزيرة بجعل المشاهد العربي في مقابلة مستمرة مع القادة العسكريين والسياسيين الأمريكيين والأوروبيين فهو لا يدرك معنى الحرب النفسية والدعائية، ولأن الولايات المتحدة الأمريكية تدرك أهمية تواصلها الفعال مع شعوب العالم بدأت في وضع خطط لإطلاق محطات فضائية باللغة الفارسية للتأثير على الشعب الإيراني.
وتكمن خطورة الجزيرة في أن عرضها للرأي والرأي الآخر دون أن تقيد نفسها بأي معايير إسلامية أو قومية يضر بالقضايا العربية والإسلامية، فكان الأولى للجزيرة أن تخدم التوجه القومي والديني والثقافي لواقعنا العربي، كما قال مصطفى عمارة مراسل جريدة الحياة اللندنية بالقاهرة، وهناك خطر لا يقل فداحة يتمثل في أن نجاح الجزيرة في كسب الجماهير العربية أدى إلى نوع من الاحتكار الإعلامي، بحسب ما قال سامي خشبة نائب رئيس تحرير الأهرام، الذي أكد أن هذا الاحتكار يضر بحرية الإعلام والحق في تداول الموضوعات.
خرجت فكرة إنشاء الجزيرة في عام 1995م من داخل أروقة محطة بي بي سي البريطانية حيث تم التوقيع على عقد شراكة مع شركة سعودية لإنشاء شبكة إخبارية عربية، ولكن هذه الشراكة سريعا ما انهارت لأسباب تتعلق ببرامج الشبكة ورقابة الحكومة السعودية عليها، ولقد عبر مايكل موران، وهو أحد الصحفيين الذين يعملون في محطة بي بي سي، عن هذه المناسبة في مقال له حيث كتب: "في أحد أيام أبريل 1996، عندما توجهت إلى مكتبي في غرفة الأخبار في مركز تلفزيون بي بي سي، لاحظت تجمعا غريبا من الصحفيين في الباحة المجاورة لغرف الأخبار ... كانت هناك وجوه مرصعة بالدموع واحتضان بين أعضاء الطاقم وغضب عندما علم المائتان والخمسون صحفيا أن الشبكة سوف تغلق" ثم أضاف: "لقد كانت هزيمة مدمرة لمجموعة من الصحفيين الشجعان."
وفي نفس العام تم إنشاء الجزيرة على أنقاض تلك الشراكة الفاشلة بمبادرة من أمير قطر ودعم منه ومن آخرين يصفهم مايكل موران بأنهم معتدلون، وقد شكلت تلك المجموعة من الصحفيين، فيما بعد، معظم طاقم الجزيرة الحالي ومنهم جميل عازر الذي كان يرى أن إنشاء هذه المحطة الفضائية سوف يؤدي إلى "تغيير المواقف في المنطقة" عن طريق تقديم الأخبار للعالم العربي دون رقابة صحفية وبعيدا عن نظريات القرصنة والاتجاهات المعادية لإسرائيل ودون تمجيد للأنظمة الحاكمة وتوسل إليها، على حد تعبير أصحاب فكرة الجزيرة، واليوم يضم طاقم الجزيرة فريقا من محترفي التلفزيون من بينهم إعلاميون كانوا يعملون في BBC و APTN و ITV و CNN و CNBC وأصبحت الجزيرة تمتلك أكثر من 40 مكتبا منتشرة في دول العالم ووصل عدد مشاهديها إلى أكثر من 40 مليونا في اليوم.
إذاً فقد جاءت المبادرة لإنشاء محطة الجزيرة من محطة بي بي سي المعروفة بدعمها للكيان الصهيوني ضد القضايا العربية وبعدائها للتيارات الإسلامية (الأصولية) وبثها للدعاية الصهيونية، هذا بالإضافة إلى تزامن إنشاء الجزيرة مع بداية تصعيد النزاع الفلسطيني الصهيوني ودخوله مرحلة حرجة من مسيرة النضال الفلسطيني وكذلك مع بداية الحروب الأمريكية التي تهدف إلى إعادة صياغة منطقتنا، سياسيا وجغرافيا وثقافيا واقتصاديا واجتماعيا، لإنشاء ما يسمى بالشرق الأوسط الكبير، ويؤكد كثير من المحللين الإعلاميين والسياسيين أن هذا التزامن لم يأت صدفة ولكنه كان تزامنا وظيفيا وسببيا لمساعدة الأمريكيين في إنجاز مخططاتهم.
لذلك من الصعب التصديق أن محطة الجزيرة، التي حققت نجاحا إعلاميا مذهلا وتقدما كبيرا لدرجة أنها أصبحت تضاهي أقوى المحطات الإعلامية العالمية بل تفوق بعضها أحيانا، هي مجرد وسيلة إعلامية لا رسالة لها ولا تنتمي إلى جهة اقتصادية سياسية استراتيجية، ومن الصعب أيضا أن ننظر إلى الجزيرة على أنها ميدان إعلامي مفتوح لكل الدول والجهات التي تمتلك القدرة على العمل من خلالها للوصول إلى أهدافها، ففي التاريخ والنشأة والممارسة والأداء دليل على أن الجزيرة تعمل لمصلحة جهة معينة لتحقيق أهداف محددة مرتبطة بما يشهده عالمنا من تغييرات جوهرية في سياق تكوين النظام العالمي الجديد.
والولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى مخاطبة الشعوب العربية والإسلامية وبث رسالتها إليهم كجزء من الحملة الأمريكية التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي بوش وما تلاها من حروب على أمتنا بحجة الحرب على الإرهاب وإحداث تغييرات جوهرية في المنطقة كجزء من مشروع القرن الأمريكي وإعادة صياغة منطقة الشرق الأوسط بطريقة تتلاءم مع المصالح والطموحات الأمريكية في إنشاء إمبراطورية الشر.
وفي هذا السياق اقترح بروس هوفمان على الحكومة الأمريكية أن تستغل الجزيرة لإرسال الرسالة الأمريكية عبرها إلى العرب والمسلمين ولتحدي التصورات الخاطئة ومواجهتها، على حد تعبير بروس هوفمان، جاء هذا في دراسة لهوفمان أصدرتها مؤسسة راند العام الماضي بعنوان "هل استراتيجياتنا لمواجهة الإرهاب تضاهي التهديد؟" حيث نصح الحكومة الأمريكية باستخدام الجزيرة كوسيلة للاتصال الفعال بالجماهير العربية للتأثير، كجزء من الاستراتيجية الأمريكية لمواجهة ما يسمونه بالإرهاب الإسلامي، بدلا من التعويل على محطة الحرة التلفزيونية وراديو سوا المنبوذين من قبل الجماهير العربية الإسلامية.
انطلاقا من تلك الرؤية التي عبر عنها بروس هوفمان في شهادته أمام لجنة العلاقات الدولية في البيت الأبيض الأمريكي ندرك الدور الأمريكي في اختراق الجزيرة، من خلال مراسليها ومحرري نشراتها الإخبارية وإدارتها، وتوظيف برامجها الإخبارية والحوارية وتحويلها إلى أداة أمركة، وهذا لا يلغي إيجابيات الجزيرة والفوائد الكثيرة التي نلمسها من خلال برامج عديدة تقدمها الجزيرة وأهمها إتاحة الفرصة للإسلاميين لمخاطبة الجماهير العربية وتوضيح مواقفهم بحرية كاملة في شتى القضايا العربية والإسلامية والعالمية، وكذلك قيام بعض صحفييها بتغطية صادقة للأحداث الساخنة التي تهم الجمهور العربي الإسلامي نقلا للحقيقة ومواجهة لحملات التضليل الأمريكية، ما جعل هؤلاء الصحفيين الأحرار المخلصين عرضة للقتل والاعتقال والضرب على أيدي الغربيين وعملائهم.
وينظر الإعلاميون الغربيون إلى الجزيرة على أنها الإعلام العربي الذي استطاعوا أن يغزوه ويستغلوه لخدمتهم، فخلال الحرب على العراق، كما يقول الكاتب الصحفي مايكل وولف، كان مراسلو الجزيرة وفنيوها مترجمين كرماء للإعلام الغربي وكانوا يعلمون الإعلاميين الأعاجم اللفظ الصحيح للكلمات العربية، بل الأكثر من هذا، يرى الإعلاميون الغربيون أن الجزيرة عززت دور CNN خلال تغطيتها لحرب الخليج الأولى حيث أن عدد مشاهدي CNN كان يصل إلى بضعة ملايين فقط بينما يصل عدد مشاهدي الجزيرة إلى أضعاف هذا العدد.
يقول مايكل وولف في مقال له بعنوان "حد الجزيرة" أن الإعلام الأمريكي لديه رغبة جامحة في الجزيرة ومراسليها، لأن الجزيرة تستخدم نفس الحيل التي يستخدمها التلفزيون الأمريكي، وقد عملت الجزيرة كمصدر معلومات للأمريكيين وتفوقت بذلك على المحطات الإعلامية الأمريكية نفسها وزودتهم بمعلومات من ساحة الحرب.
الإدارة الأمريكية تعتبر أن الجزيرة منحازة للقضايا العربية والإسلامية وتطمح في أن تصبح محايدة بالمعنى الأمريكي بحيث يقتصر عملها على نقل الرؤية الأمريكية للأحداث وتلتزم الصياغة الأمريكية للخبر، وتحاول الجزيرة أن تصل إلى هذه الغاية، رغم أن الحيادية في الإعلام الغربي غائبة تماما في مقابل تحيز واضح للكيان الصهيوني وعداء لا يخفى للأمة العربية والإسلامية، لكن محاولاتها لكسب قلوب جمهورها العربي تحول دون ذلك خشية التحول إلى المحطات الأخرى التي تلقى تقديرا من الجماهير العربية المسلمة، ولهذا تجد الجزيرة نفسها مرغمة على نقل وجهة نظر الجماهير العربية تجاه الحرب والدوافع والخطط الأمريكية من خلال برامجها وتقاريرها، ولكن يبدو واضحا أن الجزيرة سائرة في الاتجاه الأمريكي ولكن بالتدريج.
فمثلا قامت الجزيرة في بداية الحرب الأمريكية ضد العراق بتغطية الأحداث من موقع الحدث وميدان المعركة باستخدام جهاز الفيديوفون، ولكن اختفت هذه التغطية الميدانية بعد ذلك واقتصرت على تقارير إخبارية يتم إعدادها في المدن البعيدة عن ميدان الحدث تلتزم فيها الرواية الأمريكية للوقائع وتتقيد بتعليمات قوات الاحتلال الأمريكي ولا تبرح الأماكن التي تحددها القيادة العسكرية الأمريكية للاحتلال الغاشم، وقد وصل الأمر بالجزيرة تقريبا إلى إلغاء كلمة "الاحتلال" عند تغطيتها لأخبار العراق المحتل، وقد بدأت كلمات مثل "المقاومة" و "الشهيد" و "التحرير" تضمحل تدريجيا من تقارير الجزيرة وأخبارها، بينما نجدها تتضمن بكثافة كلمات مثل "الإرهابيين" و "الانتحاريين."
وتأكيدا على تحولها إلى أداة إعلامية أمريكية تقوم الجزيرة بتغطية شاملة وفورية مع ترجمة آنية للمؤتمرات الصحفية والخطابات الأمريكية والبريطانية، وتعمل على مقابلة القادة الأمريكيين والبريطانيين بشكل متكرر وممل للمشاهد العربي المسلم، وللجزيرة مراسلون متفرغون لتغطية ما يدور في البنتاغون والبيت الأبيض الأمريكي، ويقيم هؤلاء المراسلون في نيويورك ومدن أمريكية أخرى.
وتلك التغطية محكومة بسياسات إعلامية ورقابة أمريكية محددة ودقيقة وهي مكرسة لنقل وجهة النظر الأمريكية وليس الحقيقة، لذلك فلا يمكن اعتماد هذه التغطية وسيلة للوصول إلى حقيقة الأحداث والمواقف السياسية وهذا مضر بالجمهور العربي الذي يعتمد على الجزيرة وغيرها من المحطات المماثلة في فهمه لما يجري في العالم من أحداث تمس المجتمعات العربية.
ولا أظن أن بإمكان الولايات المتحدة الأمريكية الضغط على الشعوب العربية وقادة الحركات الإسلامية وتحسين صورتها رغم كل ما تبذله الخارجية الأمريكية من جهد ومال دون مساعدة الجزيرة لها في الوصول إلى الشعوب العربية المسلمة، ولهذه الغاية تحرص الجزيرة على استضافة رسميين أمريكيين يعملون في مجال الدبلوماسية العامة الأمريكية باستمرار لتمكينهم من نقل رسالتهم، التي لا تحتوي سوى مزيج من الأكاذيب والافتراءات الأمريكية التقليدية والدعاية الرمادية، إلى شعوبنا إمعانا في تضليلها وتخديرها.
وتعمل الجزيرة أيضا على ترويج الديمقراطية الغربية وإبراز النموذج الليبرالي الديمقراطي الذي يسوق للأمريكيين في مجتمعاتنا ويعمل على تمرير الخطط والسياسات الأمريكية في بلادنا، وقد أصبحت الجزيرة مثلا يحتذى به في هذا المجال، مما حدا بغربيين يعملون في مجال الديمقراطية، أمثال فيليب دي غوفيا مدير برنامج الدبلوماسية العامة في مركز السياسة الخارجية في لندن، إلى المناداة بإنشاء محطة فضائية في أفريقيا تعمل بنفس أسلوب الجزيرة لنشر الديمقراطية الأمريكية في أفريقيا وابتزاز أنظمة الحكم من أجل تنفيذ الأجندة الأمريكية المتعلقة بالإصلاحات السياسية والتعليمية والاقتصادية كجزء من البرامج الأمريكية للوصول إلى نظام عالمي برؤية أمريكية.
لهذا، وكما يقول مايكل وولف، فإن الجزيرة هي في طريقها إلى أن تصبح جزءا من ماكينة الأمركة تماما مثل أي شيء في العالم، ولا سبيل لنجاحها، كما يقول وولف، إلا بتحولها إلى أداة تعمل على تحويل المشاهد العربي إلى مستهلك جشع!!