آخر الاخبار

أول تحرك حكومي في اليمن لضبط مراكز التداوي بالقرآن الكريم وتوجيهات بأربعة شروط هامة لمعالجي النساء نائب وزير التربية ووكيل محافظة مأرب يدشنان ملتقى التبادل المعرفي لتنمية الإيرادات وتعزيز التنمية المحلية. مليشيات الحوثي تفرج عن قتلة الشيخ صادق أبو شعر وسط تصاعد الغضب القبلي.. عاجل توجيهات جديدة لمجلس القيادة الرئاسي خلال اجتماع ناقش أولويات المرحلة المقبلة قيادات يمنية تداعت الى الرياض.. حميد الأحمر يُبشر بسقوط ''انتفاشة الحوثيين'' ويلمح لعمل قادم ويقول أن زعيم المليشيات فوت على نفسه فرصة ثمينة رئيس دائرة الخليج العربي واليمن بجامعة الدول العربية يلتقي رئيس دائرة العلاقات الخارجية بمؤتمر مأرب الجامع 4 دول عربية في قائمة الدول الأرخص عالميًا في أسعار فاتورة الكهرباء الديوان الملكي السعودي يبتعث وفدا للعاصمة دمشق للقاء قائد الإدارة السورية الجديدة عاجل: مـجزرة وحـشية ارتكبها الحوثيون في تعز والضحايا 4 أطفال من أسرة واحدة الموساد الإسرائيلي ينصح نتنياهو بـ ''ضرب الرأس'' بإيران بدلاً من استهداف الحوثيين

القبيلة رافعة حضارية أم تخلف وبدائية
بقلم/ عمار التام
نشر منذ: سنة و 11 شهراً و 11 يوماً
الأربعاء 11 يناير-كانون الثاني 2023 04:11 م

  في كل حدث له صلة بالمكون القبلي يحتدم الجدل مدحا وقدحا عن القبائل اليمنية ودورها الإيجابي والسلبي والعجيب أن الفريقين متمسكون بانتماءهم القبلي من موقعهم الحزبي أو منابرهم الفكرية والإعلامية وعلاقاتهم الاجتماعية. ولمناقشة هذه الجدلية المتصلة والمتجددة بين النخب اليمنية نتناول الموضوع بعيدا عن النمط الاجباري للإنحياز خلف أحد الخيارين. الحديث عن القبيلة يرمي الى عمق أبعد من مدحها أو ذمها، إذ يعتمد نجاح أي مشروع سياسي أو تحرري ثوري في اليمن على القدرة والسيطرة على المكون القبلي وتطويعه لا تجاوزه ليصبح الرافعة الاساسية للنجاح والاستمرار.

وهذه المسألة كانت واضحة في فشل ثورة 48 في ايام معدودة، ونجاح ثورة سبتمبر وخاصة بعد خروج الإخوة المصريين إثر نكسة 67م، وكانت ملحمة السبعين الخالدة مؤكدة لدور القبيلة الحاسم وأنها صاحبة الكلمة والرصاصة الاخيرة في كل مراحل الصراع.

وهذا ما فهمه التنظيم السري للهاشميين بداية السبعينات في التعامل مع المكون القبلي رافعة الثورة والجمهورية بأساليب متعددة بدأت بالتطمين واستعادة العلاقات مع مراكز القوى القبلية والمصاهرة وشراء الولاءات وإذكاء الصراعات.

ومن جانب آخر تشويه شامل للقبيلة خلال عقود الجمهورية واغتيال عشرات من رموز القبيلة الجمهوريين كأحمد عبدربه العواضي وأحمد علي المطري وحمود الصبري والقاضي ومشائخ الحجرية والمناطق الوسطى والبيضاء وصعدة وسفيان وحجور وعمران وغيرهم في ظروف وملابسات كان فيها التنظيم الهاشمي طرف ثالث يظهر في النتيجة ويغيب في المعطيات كونه المستفيد من تسوية الملعب القبلي لصالح مشروعه السلالي الذي أعلنه أخيرا في 21/9/2014م.

مربض الفرس في الحديث عن القبيلة أن المزاج العقلي الثابت للمجتمع اليمني بل والخليجي هو مزاج قبلي، قد يتمدن خُلُقاً كوضع استثنائي. حتى وان أنتج هذا المزاج دولة وحضارة وهو مايميز القبيلة اليمنية لكنه ينزع إلى عرفه القبلي ويتجاوز كل الإنتماءات السياسية والإيدلوجية وقد شهدت اليمن صراعات دموية بلافتات متعددة لكن دوافعها قبلية وجهوية كأحداث 13يناير والصراع بين الجبهة الوطنية وبقية الكيانات في الجنوب والشمال. الوازع الديني لدى افراد المجتمع اليمني شبيه بمد موج البحر وجزره، على تفاوت وأحيانا ينعدم الوازع الديني. لكن وازع العيب القبلي والله المستعان شبيه بشرارة القداحة أو اشتعال الكبريت، بل إن وازع العيب القبلي له تأثير السحر على المجتمع اليمني إن أُحسن استخدامه وتوجيهه.

كل الكيانات الوطنية تعتمد على الرافعة القبلية والجهوية لتشكيل عصبة قوة السيطرة والنفوذ، لكن يكمن الخلل في السلوك الانتقائي والانتهازي في التعامل مع المكون القبلي كوحدة اجتماعية شاملة.

فالقبيلة هي أول وأكبر مساحة نوجه لها رسائلنا في طريق استعادة الدولة، وهي أكبر من يحتفظ بطاقات وقدرات وطنية كامنة توظف أحيانا للسلوك القبلي الانتهازي والاسترزاقي بسبب تجاهلها وظنية هامشيتها في قلب معادلة الصراع وتغيير الموازين.

لا تتعبوا أنفسكم بذكر مثالب القبيلة اليمنية بل وجهوا الجهود الفكرية والسياسية والإعلامية لاستنهاضها والوصول بها إلى حالة اليقظة والتجلي بخطاب الهوية اليمنية المتجذرة داخلها واستثارة وازع العيب القبلي وذكر مناقبها وفق استراتيجية شاملة تفضي إلى نصر محقق.

يكمن التحدي الأكبر والأول اليوم أمام النخب الوطنية في قدرتهم على تقديم رؤية عملية مسنودة بجماعات ضغط سياسي وثقافي واعلامي متصل ومكثف لفك الإرتباط بين المكون القبلي والكيان السلالي وحشد نسبة كبيرة من طاقات وقدرات المكون القبلي لمواجهة الكيان السلالي .