الثورة في خطر.. اليمن لعنة حاشد
بقلم/ علوي الباشا بن زبع
نشر منذ: 12 سنة و 10 أشهر و 14 يوماً
الأحد 08 يناير-كانون الثاني 2012 07:59 م

كتب الباحث مأمون فندي استاذ العلوم السياسية في جامعة جورج تاون الأمريكية مقالاً هادفاً في جريدة الشرق الأوسط ذكر فيه مقولة يمنية قديمة تقول أن "اليمن لعنة حاشد إن اتفقوا خربوا اليمن وإن اختلفوا دمروها ". ومع أنني لست متأكدا ص من صحة المقولة إلا أنني لا أستبعد انها حكمة تتكئ إلى عوامل موضوعية وتاريخية على الاقل في التاريخ اليمني الحديث وتحديداً في مرحلة حكم الجنرال صالح 1978-2011م، باعتباره في حدود علمي النظام الوحيد الذي يمكن تسميته بمرحلة حكم حاشد وهذا واقع لا يمكن إنكاره دون أن يعني التقليل من تضحيات هذه القبيلة الكبيرة في سياق دعم ثورة الشباب فتضحيات العصيمات حاشد في الحصبة ومواقف أولاد الشيخ عبدالله الأحمر رحمه الله جديرة بالاحترام والتقدير بغض النظر عن الثروة والنفوذ التي تمتعوا بها في المرحلة تلك.

اتفقت حاشد على مضض على صعود علي عبدالله ابن القبيلة الصغيرة التي كانت تشكل نقطة في بحر متلاطم من جيوش قبائل شمال اليمن المعروفة بـ"حاشد وبكيل ومذحج وحمير وقضاعة وقريش"، فاضحت هذه القبيلة تمسك بمفاصل الجيش الذي صار قوة تتبع سنحان وليس مؤسسة تتبع اليمن وانقلب ذلك التفاهم الى شراكة بين حاشد وسنحان في شكل تحالف قبلي عسكري وحينها محشدوا الدولة ومع أن كثيراً من بسطاء حاشد وسنحان ظلوا أكثر فاقة وحرمان من غيرهم من قبائل بكيل ومذحج المغضوب عليها إلا أن علية القوم منهم أخذوا حقهم في تلك المرحلة الذهبية حتى صعد نجم الشيخ حميد الأحمر الرجل الثري المتطلع إلى يمن أفضل، ففجر دولة الشراكة من داخلها وحول الجميع من الشراكة إلى المواجهة وهذا هو منطق العدل والتاريخ، فما بني على باطل فهو باطل.

ولا يزيل البنيان المبني على باطل إلا رجال من هذا الطراز ممن يغامرون بالمصالح الكبيرة الضخمة في سبيل ما يعتقدون أنه الصحيح.

وبهذا يدخلون التاريخ وأحسب أن الرجل دخل التاريخ بما فعل حتى ولو زعلوا مني بعض رموز أصحابنا بكيل الذين يشعرون بالغبن من حاشد، فهم يعلموا أن الرجل مجرد صديق لنا صداقة قبيلة ليس فيها تبعية ولا مصالح تذكر.

وأجزم أنني من القلة الذين لم يحتاجوا حميد الأحمر يوماً من الأيام ولم أدخل بيته في حياتي إلا مرة واحدة معزوماً على شرف لجنة الحوار الوطني والتي تزاملنا والأخ حميد فيها لأكثر من سنتين دون أن نتحدث إلى بعضنا أكثر من 5 دقائق متصلة ربما لأنني لا أحسن مجاملة الأثرياء حتى ولو أظهروا دماثة في الخلق وهذا ليس موقفاً شخصياً من الأغنياء ولكن احتراماً للذات في زمن ردئ اشتهر بسقوط الرجال لاستجداء المصالح.

لعل الأستاذ فندي أصاب في اختزاله المشكلة "اليمن لعنة حاشد"، فحكاية اتفاقهم جربناها 33 سنة هي فترة حكم سنحان باعتبارهم جزء من تحالف حاشد وهي مرحلة صعبة جدا خلفت لليمن فوضى وفقر وفساد ودماء وثارات وإرهاب وحتى كسر إعتبار لشرف الدولة التي مسح بعضهم بكرامتها الأرض، وسيظل الناس يذكروا لهم هذا ولذلك فاتفاقهم مصيبة كبرى. وحينما تطورت مراحل الثورة السلمية ودخل فيها عامل العنف والدم، كان خلاف حاشد هو القضية المحرجة التي ربما "خربطة سلمية الثورة"، وهو الأمر الذي أستجد فيه الآن ما قد ينتهي بها إلى نهاية دموية لا سمح الله وهذا ما يجعلنا نحذر من أن "الثورة في خطر" فمؤشرات الحرب تبدوا جدية كلما اقترب تاريخ الحادي والعشرين من فبراير وإذا حدث الإنفجار سيكون أقرب الطرق لسقوط النظام سقوطاً مروعاً، ولكن بكلفة باهظة وعندها حاشد وحتى الجميع سيتمنون أنهم تمسكوا بالتسوية ونفذوها بدون أي تردد.

رسائل قصيرة :

- إلى صقور المؤتمر الشعبي المتمسكين بلغة الحرب :إعملوا حسابكم الجيران والامريكان وراهم ما يشغلهم غير اليمن وهم ليسوا معنين بالدفاع عن مصالحكم. اهدأوا .. بالبلدي الصريح اهجعوا لو سمحتوا حنبتو البلاد بنخيطكم الذي با يودي البلاد في ستين داهية.

- إلى رئيس حكومة الوفاق: أنت في اليمن وليس في ماليزيا..شدد حراستك وانتبه لنفسك.. انت ترث حكومة دمرت أغلب قيم وأخلاق المجتمع والطريق إلى جهنم معبد بحسن النوايا.

-إلى قائد الحرس الجمهوري :خطة اعادة انتشار البلاطجة من صنعاء الى المحافظات الاخرى وخاصة مايقوم به بعض مسلحي المؤتمر من تقطع في الطرقات ونهب لسيارات المواطنين هذا أمر معيب وغير أخلاقي ويسئ إلى الميري الذي ترتديه.. أوقفوا هذا الذي يحدث فهو سلاح رخيص بإمكان أي طرف أن يستخدمه بسهولة وبأقل كلفة وخسائركم لن تكون أقل من خسائر غيركم ومن الأفضل ألا تختبروا صبر الآخرين.