المخاء ... كما رأيت 3-3
بقلم/ يحي عبد الرقيب الجبيحي
نشر منذ: سنة و 11 شهراً
الأحد 22 يناير-كانون الثاني 2023 09:32 م

بعد ظهر يوم الاثنين الخامس من ديسمبر المنصرم.. التقينا بعض الزملاء الصحفيين والإعلامين وغيرهم وأنا.. بالأخ عضو مجلس القيادة الرئاسي ، رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية بالساحل الغربي. وحينما بُدى النقاش وطلبت الحديث .. تفأجات أنه يعرف عني الكثير بما في ذلك ما حدث لي ولأبنائي أثناء سجننا بسجن الأمن الحوثي (القومي) سابقاً ..

ثم تحدثت بإيجاز عن زياتنا لبعض المظاهر التنموية التي حدثت (للمخاء) خاصة زيارة مطار المخاء الدولي والعمل على بناء ما تبقى من خدمات أخرى للمطار بجانب العمل في بناء وتوسعة (الميناء).. نعم أكدت له أن مطار وميناء المخاء هما مطار وميناء تعز محافظة ومدينة وليس كما يُشاع عكس ذلك.. فأكد لي ذلك تماماً: وأضفت بأن أية دولة تقدم مساعدات تنموية وخدمية غير مشروطة لا بد من تقبلها وتقديم الشكر لها.. وأشرت إلى أن أحدى دول التحالف التي قامت بتمويل بعض أو معظم المشاريع الخدمية والتنموية بالمخاء هي نفسها التي مولت قيادة (الطرف الآخر) وبنسبة ربما أكبر من تمويل القيادة المعنية بالمخاء حالياً لكن دون أية نتائج إيجابية تخدم المواطنين بذلك كما هو الحال بالمخاء الذي لا يزال وسيظل يحتاج إلى المزيد من المشاريع العامة وهذا حسب معرفتي الشخصية !!

وربما ذلك الفارق أحد أسباب التراجع عن رعاية الطرف الآخر !! أوهكذا نتابع ونقرأ !! والله أعلم. ثم.. طلبت من الأخ طارق عفاش.. التكرم بتكليف من يراه بمرافقتي لزيارة القاعدة العسكرية (الإماراتية) بالمخاء أو ببعض الجزر والموانيء اليمنية الأخرى ؟! وبقدر إستغرابه من الطلب بقدر ما تمسخر من بعض ما ينشر عن هذه الجوانب.. نافياً وجود ذلك متسائلاً : (أين هي تلك القاعدة بالمخاء أو بغيرها) مؤكداً عدم وجود أية قاعدة ولا قوة عسكرية لا إماراتية ولا غيرها ! مضيفاً : (كان يوجد تواجد عسكري إماراتي محدود في جزيرة ميون حتى تم تحريرها من تواجد المليشيات الحوثية لينسحب الجنود الإماراتيين منها ويسلموها للجيش اليمني)!! بعد ذلك.. تساءلت معه عن عدم تحرير طريق تعز- المخاء- المعتادة قبل الإحتلال الحوثي لهجدة والبرح وما بينهما لقصر المسافة بين مدينتي تعز والمخاء وحتى يستفيد سكان مدينة تعز بالذات من خدمات (مطار المخاء الدولي) بعد الإنتهاء من بناء وتجهيز بقية جوانبه الخدمية.. فقال : بأن تحرير تلك الطريق ليس صعباً علينا أبداً.. ولكن.. والحديث له ربما توجد حسابات لدى بعض الأشقاء ممن هم في إطار (التحالف) وهم بحاجة إلى إقناعهم وتبديد بعض مخاوفهم من ردود أفعال بعض الدول والمنظمات الغربية والحقوقية بسبب ما قد يحدث عند التحرير؟!...الخ في آخر حديثي معه..

رجوته أن يتم إجتماع عسكري وأمني برئاسته ورئاسة الأخ اللواء الركن / خالد فاضل قاسم بإعتباره قائداً (لمحور تعز) بمدينة المخاء وبعده مباشرة يكون الإجتماع بمقر قيادة (المحور) بمدينة تعز.. لهدف توحيد القوات لفتح الحصار عن مدينة (تعز) وتحرير ما تبقى منها.. كمرحلة أولى .. وترحيل بعض الخلافات السياسية أو العسكرية أو غيرهما إلى بعد تحرير اليمن عامة وتعز خاصة من العدو المشترك.. ممثلاً بالمليشيات الحوثية وبمن وراءها.. ورجوته أن تكون المبادرة بما يخص هذا الإجتماع المقترح منه شخصياً.

وكان رده بأن هناك بالفعل تشاور وبصدد تنسيق لهذا الإجتماع بين الطرفين قريباً بعون الله !! كان بذهني إستفسارات أخرى.. لكنني شعرت برغبة بعض الزملاء والحضور من طرح إستفساراتهم أيضاً ممن كانوا بإنتظار إنتهائي من طرح بعض ما قد طرحته.. وهذا هو الذي حدث معتذراً حينها من الجميع !! يوم الثلاثاء السادس من ديسمبر الماضي.. عُقدت (ندوة) بقاعة الاجتماعات التي بنفس الفندق لذي أستضِفنا فيه.. لهدف تقييم أحداث الثاني من ديسمبر حسب الدعوة المعلنة كان عنوان الندوة ( قراءة في ثورة 2 ديسمبر) والتي حضرتها مع معظم الزملاء الإعلاميين وغيرهم.. حينما فتح النقاش.. كنت ثاني المتحدثين.. كان لا بد من تذكير الحضور بمواقفي الصحفية من الرئيس الاسبق - رحمه الله - كون فحوى الندوة تتحدث عما حدث له ولبعض رفاقه في الثاني من ديسمبر ٢٠١٧م وذلك من خلال بعض أهم مقالاتي الصحفية في إنتقاده ومنها مقالات نشرت بصحيفة (٢٦سبتمبر) الأسبوعية التي كانت تصدر عن دائرة (التوجيه المعنوي) التابعة لوزارة الدفاع وهي الصحيفة التي كان - رحمه الله - يقرؤها كاملة حسب تأكيد سكرتيره الصحفي آنذاك.. مؤكداً للجميع أنني لم ولن أندم على كتابتي لتلك المقالات بل لا زلتُ وسأظل أعتز بها !! ثم أضفتُ القول .. بأننا وأمثالي حينما كنا ننتقد عبر "القلم" كنا نعيش في ظل وجود (دولة).. أياً كانت حجم المآخذ والتجاوزات والاخطاء التي صاحبتها ! ولأن الله إبتلانا (بالغباء) والحمد لله على كل حال ! وذلك ما قلته للحضور.. فقد بدأت أنتقد ما حدث بدءاً من يوم إحتلال عاصمتنا الحبيبة صنعاء وما صاحب ذلك من عبث ودمار وسفك للدماء وتكميم للأفواه والتي ظلت ولا تزال تمارس.. ومع غياب (الدولة) منذ الواحد والعشرين من سبتمبر ٢٠١٤م المشؤوم..

وجدتُ نفسي مع إثنين من أبنائي في بداية شهر سبتمبر ٢٠١٦م بسجن الأمن الحوثي (القومي) سابقاً ! وهو ما حدث ولا يزال يحدث لأمثالي ممن إنتقد تصرفات (أنصار أنفسهم) المَشين !!.. ثم.. علقت على كلمة (ثورة) التي كانت على اللوحة (قراءة في ثورة ٢ ديسمبر) معتبراً أن ما حدث يوم الثاني من ديسمبر ٢٠١٧م كانت (إنتفاضة) أو أية كلمة تحمل نفسي المعنى.. بينما كلمة (ثورة) لا تنطبق على ذلك الحَدث.. ولأن (الثورة) تحمل معاني وتصورات وأهداف وتوجهات مغايرة تماماً!! ورغم أنني فتحتُ حينها نقاشاً لم أتوقع حدوثه وردود أفعال عديدة في تلك (الندوة) بين من يصر على أن ما حدث يوم ٢ ديسمبر ٢٠١٧م هو (ثورة) وظل يقدم بعض ما أعتقد أنها دلائل لـ (الثورة) وبين من وافقني في الرأي - مؤكداً أن ذلك الخدث هو (إنتفاضة) فعلاً مستدلاً بطرحه على ما يؤكد ذلك.. أقول رغم ما سمعته حينها.. فإنني شخصياً.. لا زلت وسأظل أعتبر ذلك الحدث (إنتفاضة) ولأسباب وتصورات تحتاج لسرد وشرح خاص بها !. كان لابد أيضاً من تذكير الحضور بعدم وفاء قبائل طوق صنعاء وبعضاً من قبائل حاشد وبكيل التي ظل الرئيس الأسبق - رحمه الله - يغدق عليها أكثر من ثلاثين عاماً وفي الأخير فضل معظمهم التضحية به مقابل الذهاب مع الوافد الجديد طالما وأنه سيدفع!، وليقتل معه بجانب أفراد من أسرته قيل كبير من أقيال مخافظة شبوة أعني (عارف الزوكا) الذي رفض يفارق زعيمه وليجسد بذلك قمة الوفاء المفقود دوما لدى قبائله؟! ومعظم الحضور بما فيهم من هم من نفس تلك القبائل وافقني على ماطرحته عن تلك القبائل غير الوفية!. مع إنتهاء برنامج الزيارة..

وإنتهاء (الإستضافة) تباعاً لذلك.. ومع رغبتنا حمزة وأنا بالبقاء بالمخاء وزيارة بعض الأمكنة السياحية وغيرها.. كان لابد من مغادرتنا فندق (الإستضافة) والذي رغم رغبة وإلحاح المعنيين الإستمرار بالبقاء بنفس (الفندق) وبنفس إمتيازات الإستضافة.. إلا أننا وبعد تقديمنا لشكرهم وتقديرنا لشعورهم فضلنا الذهاب إلى فندق على حسابنا.. وأخترنا فندق (بن سيف) بسبب موقعه وسط مدينة (المخاء) والذي يملكه أحد الأقرباء.. الذي حين إستفسرتُ من عدم إطلاق إسم (الجُبيحي) على فندقه.. كان رده بما معناه.. هو الخشية من عدم تجسيد بعض المحسوبين أو المتعاطفين مع ( أنصار أنفسهم ) ولو مستقبلاً للإسم .. مما قد يحرمه ذلك من بعض النزلاء بفندقه !! ولأن عقله - تجاري - فقد وافقته بما قال !! مع التواجد وسط (المخاء) والإختلاط ببعض المتواجدين فيه سواء ممن هم من نفس أبناء (المخاء) أو من المقيمين فيه والوافدين إليه..

عرفتُ الكثير مما لم أعرفه خلال زيارتي شبه الرسمية ؟!! والتي من ذلك أو في مقدمة ما رغبتُ بمعرفته.. هو إجماع كل من جالسته وناقشته على إحلال (الأمن) والإستقرار بمدينة (المخاء) وبما حولها.. بجانب وجود تعامل جيد قياساً لما كان عليه الوضع قبلاً مع كل المواطنين والمقيمين بمختلف توجهاتهم ومناطقهم.. وذلك من قِبل الموظفين المعنيين بالجوانب العسكرية والأمنية والخدمية بوجهٍ عام !! قياساً لما كان عليه الوضع أيضا.. ثم وهو الأهم.. حدوث توازن جلي بين مختلف أطراف ومكونات (الشرعية) في المخاء خلال السنوات القليلة الماضية..

بعد أن كان بعض الوافدين ممن كان لهم دور كبير في تحرير (المخاء) من المليشيات الحوثية.. لكنهم ظلوا يمنون على بعض أهل المخاء والمقيمين فيه بسبب ذلك الدور.. ودلك هو ما أكده لي معظم من إلتقيتُ بهم.. وبعضهم شبه (المخاء) اليوم بما يخص التجانس والتعايش بالعاصمة الحبيبة (صنعاء) خاصة من قبل إحتلالها !! وتلك العوامل الإيجابية.. ساعدت في حدوث (إستثمارات) خدمية ومتنوعة بمدينة (المخاء) حسب فهمي.. وإن كانت لا تزال في بدايتها !!. صباح يوم الجمعة التاسع من ديسمبر المنصرم - قمنا بزيارة لمدينة (الخوخة) التي لا تبعد عن مدينة (المخاء) أكثر من 80 كم. وكم سعدتُ بتلك الزيارة ودُهشتُ من جمال " الخوخة " خاصة ساحلها (الذهبي) بحق.. وهي منطقة سياحية شأنها بذلك شأن (ذباب - باب المندب)..مستغرباً من عدم إستغلال مثل هذه الأمكنة والسواحل - سياحياً - بدلاً من إستغلالها في تهريب الممنوع والمرغوب والمُحرم وغير المُحرم !! تهريب ما يقتل الجسم (كالأسلحة) وما يفسد العقل (كالمخدرات) وما شابهها !! وما يُحرم الخزينة العامة من بعض (العائدات الضريبية) وغيرها.. كـ " تهريب الأدوية " وغير الأدوية ..حيث يضطر الصياد وتحت الحاجة الملحة أن يتحول إلى مهرب غالباً !! خاصة حينما ظلت (الخوخة) و(ذُباب) بالذات بمثابة منافذ للتهريب حتى الماضي القريب !!

كم هي اليمن (جميلة) بحق.. مناطق سياحية وزراعية وسواحل تمتد لأكثر من ألفين كيلو متر.. لكنها تفتقر إلى قيادات تخاطب الشعب اليمني بكل حب ومصداقية وتتوافر بها الوطنية والإخلاص والقدوة التي من شأنها عند توافرها بتلك القيادات أن تعيد الروح إلى كل فرد من أفراد الشعب اليمني مع الحفاظ على هوية الشعب ممثلة بحرصه على عقيدته والحفاظ على تراب وطنه ومياهه وجزره ووحدته وأمنه وإستقراره وهي التي بات كل فرد من أفراد الشعب اليمني يفكر بها اليوم أكثر من يومٍ مضى..

فلستُ مع من يعتبر حصر تفكير الشعب اليمني بات اليوم بمعدته .. فهو أكبروأجل وأسمى وأنبل من التفكير بمليء معدته فقط !! رغم أهمية توفير الضروريات.. وإنما وطنه وهويته ووحدته وأمنه واستقراره هي التي يفكر بها كل الشعب اليمني بكل توجهاته ومناطقه.. ومتى ما ظلت هذه (الثوابت) ماثلة للعيان أمامه فإن كل الضروريات الأخرى ستتوفر حتماً وتلقائياً ! ولأن الجوع والخوف والأمراض والعلل - لا تأتي مجتمعة إلا حينما يطال عدوان خارجي أو حتى داخلي بإيعاز خارجي على تلك الثوابت أو القيام بتفتيت أرضه وسمائة وبحاره وموانيه وجزره.. والقيادة المخلصة والوطنية هي ما بات يفتقر إليه اليمن اليوم التي هي حتماً موجودة داخل اليمن والتي لابد أن تظهر إن عاجلاً أو آجلاً !! ولابد أن أشير هنا إلى إسم (الساحل الغربي) فمنذ بداية الإنطلاق من الكدحة في طريقنا إلى (المخاء) وحتى الوصول إليه وما تكرر عند ذهابنا إلى (الخوخة) وفي كل مكان تواجدنا فيه بتلك الرحلة نجد إسم (الساحل الغربي) هو الظاهر المُعلن في لافتات وعناوين الشوارع وفي المقرات الرسمية المدنية والعسكرية والأمنية والنقاط الأمنية وغيرها !! حتى بعض الزملاء الإعلاميين وغيرهم من المتواجدين بالمخاء حالياً.. حينما نتواصل تليفونياً أو عبر " التواصل الإجتماعي " وأستفسر عن وجوده أو وجودهم..

يأتي الرد " بالساحل الغربي ". هكذا كنت أسمع ثم وجدتُ على الطبيعة إسم " الساحل الغربي " الذي أعتبره شخصياً إسم جديد لم يألفه أمثالي من قبل بقدر ما ألفنا وعرفنا إسم (تهامة) وهو الإسم الذي أعتبره شخصياً هو (الصواب) والذي بات إسم (تهامة) أيضاً يحمل إسم أحد الأقاليم الستة التي خرج بها مؤتمر الحوار الوطني بجانب كونه إسم يمني عريق !! والسؤال هنا : ماهي أهم الأسباب أو الدوافع والأهداف التي هي وراء وضع وانتشار إسم (الساحل الغربي) بدلاً من إسم (تهامة) ؟!! إن إثارة إسم (الساحل الغربي) قد تدفع ببعض أبناء (تهامة) للنزعة المناطقية.. رغم بعدهم على المناطقية في كل زمان ومكان !! خاصة وأنهم يعتبرون كل ساحل الشمال يتبع تهامة ! وأتذكر أننا قرأت مقالة للأستاذ القدير / عبد الباري طاهر قبل أشهر بعنوان (تهامة اليمن ولا إسم غيره تهامة !) لم أعد أتذكر مكان وتاريخ نشرها وهي المقالة التي علق عليها الزميل عبد العزيز عبد الرحمن بجاش واصفاً لها بالمقالة الهامة أو المهمة جداً..

حسب ما أذكر!! وبالطبع - الأستاذ عبد الباري طاهر أكبر وأجل من حرصه على اسم (تهامة) كدوافع مناطقية.. ومع إحترامي لمظمون ما قاله بمقالته بما يخص الإسم.. لكن إشارته إلى أن إسم " الساحل الغربي " كبديل لإسم (تهامة) ظهر تداول الإسم منذ ما قبل أو ما بعد .. " مكيدة الستة الأقاليم " وأن إسم (الساحل الغربي) يقف وراءه الأمريكيون ومنضريهم - حسب ما جاء بمقالته تلك - وربط بمقالته بين البريطانيين حينما كانوا يستعمرون جنوب اليمن فأسموه (الجنوب العربي) حتى جاءت ثورتي سبتمبر وأكتوبر لتعيد إسم (الجنوب اليمني) وبين بعض دول التحالف وبعض أصدقائها اليمنيين في إعادة إحياء ما عجزت بريطانيا عن تحقيقه بما يخص الإسم.. أقول مع إحترامي لرأيه والذي لم يأتِ بمقالته بما يخص إسم (الساحل الغربي) بجديد..

إلا أنني لست مع رأيه بما يخص (الأقاليم الستة) التي لم تكن موحى بها من قبل أمريكا وبريطانيا - حسب قوله - وإنما خرج بها مؤتمر الحوار الوطني بعد حوار ديمقراطي ومناقشات كانت حرة وهادفة حسب علمي والتي أعني مخرجات الحوار الوطني بأقاليمه الستة ستساهم عند تطبيقها وتنفيذها عملياً على خلق تنافس وطني وإظهار المواطنة المتساوية الحقة.. ووضع حد لنزعة الإستبداد والإستحواذ ولهيمنة فئة ظلت مهيمنة على اليمن كل اليمن بجانب إيجابيات أخرى عديدة.. ويكفي أن إسم (تهامة) هو إسم أحد تلك الأقاليم الستة.. وهو إسم يمني تاريخي عريق!! وليس مجرد (مكيدة) حسب تعبير إبن (تهامة) بمقالته المذكور بعض ما جاء بها آنفاً !! ومرة أخرى ..

ماهي أسباب ودوافع وأهداف وضع وإنتشار إسم (الساحل الغربي) بدلاً من إسم (تهامة)! لقد ظللت أستفسر وأتساءل مع غير واحد من الأصدقاء السياسيين والإعلاميين وغيرهم .. لتتباين الردود والمفاهيم بحسب ميول ورغبات المفسر.. فهناك من اعتبر إسم (الساحل الغربي) مخطط خارجي خاص لمنطقة (المخاء) وما جاورها كباب المندب وجزيرتي كمران وميون لهدف تحويلها إلى منطقة شِبه بعيدة عن سلطة (الشرعية) مثلاً؟! وهناك من إعتبر الإسم كبداية ملامح لسيناريو تقف وراءه جهات إقليمية ودولية ، وإن لم تتضح ملامح هذا (السيناريو) الذي قد يكون إسم (الساحل الغربي) جزء منه وكمقدمة له. بينما البعض إعتبر الإسم مرتبط بيوم بداية تحرك قوات (الشرعية) من عدن بإتجاه الساحل الغربي الذي يبدأ من (خور عميرة) بمحافظة لحج وما تلاها حسب قوله..

ولتستمر التسمية مع إستمرار تحركات الجيش واعتماد المبالغ المالية والصرف للجيش بإسم (القوات في الساحل) وليظل تداول الإسم في جيش (الشرعية) وفي مجمل المرافق الحكومية للدولة ؟!! مع العلم أن ساحل لحج وساحل تعز ليسا من تهامة أصلاً !.. وهناك من يعتبر إسم (الساحل الغربي) يطلق على ساحل محافظة لحج أصلاً.. وأن (باب المندب) وساحل تعز تابعان له !! مع الإشارة هنا إلى أن قوات (الساحل الغربي) التي لا تزال تتبع قوات (العمالقة) وقوات (ساحل لحج) .. هي لا تخضع (لرئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية بالساحل الغربي) بصورة مباشرة.. ثم .. هناك من يعتبر إسم (الساحل الغربي) إنما جاء كرد للمليشيات الحوثية التي لا تزال تحتل جزء منه كالحديدة وميدي وحرض وغيرهما ! وكنكاية لهم وأنهم رغم إستمرار إحتلالهم لأهم ميناء لليمن.. فإن (الساحل الغربي) سيظل بيد (الشرعية) وجيشها الوطني .. رغم الإحتلال الحوثي المؤقت المدعوم فارسياً والمؤازر من بعض القوى الأخرى !! ورغم أني شخصياً أميل إلى هذا المفهوم الأخير .. إلا أن إسم (الساحل الغربي) لا يزال بحاجة إلى إيضاح رسمي مقنع مع ذكر أهم الأسباب والدوافع لوضعه ببعض مناطق (الشرعية) .. حتى تسكت بعض الألسن وبعض التفسيرات التي قد تهدف إلى جوانب أخرى .. الكل في غنى لأثارتها خاصة في هذا الوقت الحرج..

مع أن بعض وربما معظم من يكرر اسم (الساحل الغربي) خاصة من بعض الزملاء الصحفيين والإعلاميين .. يكتبون ويرددون الإسم بحسن نية أو بفهم سليم ومُقنع وإن لم يفهمه كاتب هذه " الدردشة " بنفس فهمهم ؟!. إن ما أود قوله هنا وبهذه (الإنطباعات) الشخصية عن المخاء والتي طالت دون قصد ..أو بقصد ؟!! بأن وطننا اليمني والذي بسبب إنقلاب ٢١ سبتمبر ٢٠١٤م المشؤوم ظهر للبعض كا لمسبحة التي تناثرت حباتها وتدحرجت وهو ما يسعى إليه أولئك (الخونة) تنفيذاً لأجندة فارسية وغيرها.. إلا أن (اليمن) سيعود بعون الله أفضل قوة ورسوخاً مما كان عليه قبل الإنقلاب الحوثي المَشين.. وإن سقط بعضاً منه بيدهم فليس كل سقوط نهاية كما لابد إن يظل (اليمن) موحداً .. فالجغرافيا والتاريخ ليستا مجرد هواء وأطماع عابرة ، ولا يمكن أن تقترن وحدة اليمن من عدمها بمجرد دوافع وأطماع وشعارات من خارج حدودها !! أو حتى من داخل حدودها ! كما أن اليمن والمخاء وعدن وتعز وصنعاء وكل أجزائه ليس مجرد وطن ننتمي إليه ونعيش فيه وإنما هو وطن براً وبحراً وجواً يعيش فينا !. ولذا يستحيل على أية مليشيات ولا أية دولة أياً كانت إخراج أي جزء من جغرافية اليمن وإدخاله في التاريخ !..

فاليمن كما كان في الماضي القريب والبعيد سيظل كذلك حاضراً ومستقبلاً بمثابة مقبرة للغزاة من كل وأي مكان ممن يطمع بشبر من أرضه وسمائه أو من بره وبحره وجزره.. ولا بد من القول أيضاً أن ما شاهدته من تطور تنموي في المخاء قياساً لما كان عليه قبلاً وهو ما ينطبق على ما تحقق بمأرب وحضرموت وشبوة.. فإن ما أود التأكيد عليه هنا .. هو أن الجدران والعمارات وغيرهما من بعض أوجه المجالات التنموية والخدمية، ليست هي التي تصنع تطورها بذاتها .. وإنما هم الناس كل الناس الذين يعيشون ويتعايشون بها!! ولنتمعن جيدا بمقولة وليام شكسبير .. المتصدرة للحلقة الأولى من هذه الانطباعات ثم .. أما بعد.. إلى الزملاء الأعزاء – محمد أنعم – نبيل الصوفي – حسين السكاب – كامل الخوذاني – سمير اليوسفي .. ومن خلالهم إلى الأخ/ عضو مجلس القيادة الرئاسي رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية بالساحل الغربي – فرغم وجود بعض التباين وببعض التوجيهات والأهداف .. إلا انني أحسب أن ما يجمع بيننا من ثوابت وهي الأهم لابد أن تطغى عما عداها.. ولذا .. لا بد أن أشكركم جميعاً ..

فأنتم أحد أسباب قيامي بتسطير هذه الانطباعات الخاصة عن (المخاء) والتي أن أسهبت بها.. فقد أردت أن أسجل ذلك عبر "القلم" ولو لهدف تاريخي ثابت .. وليس فقط لنشرها عبر منشورات أو منشور عابر!! وهذا هو أولاً واخيراً .. ما أردت قوله عن (المخاء .. كما رأيت)..