معركتان وحدت أبناء الجوف
بقلم/ يوسف حازب
نشر منذ: 7 سنوات و 10 أشهر و 6 أيام
الأربعاء 28 ديسمبر-كانون الأول 2016 08:09 م


تصبح عاصمة الجوف (الحزم) "وهي المدينة التي لا تتعدى 3 كيلو متر مربع" وتمسي هذه الايام على متغيرات ايجابية جديدة تشير بوضوح إلى توجه جاد لقيادة السلطة المحلية ممثلة بمحافظ الجوف اللواء أمين علي العكيمي لمحاولة تغيير معالم المدينة التي ظلت بائسة عابسة لعقود.

لا شك في أن وجود أكثر من جبهة عمل تعيق الانجاز الكبير في جانب معين بتوزيع الجهود وتقسيمها على مختلف الجبهات.

الجبهة العسكرية في الجوف مهمة جدا والاهتمام بها أكثر أهمية لكنها واحدة من جبهات يقاتل ويناضل فيها المحافظ العكيمي وفريقه الاداري - غير المكتمل - الذي يمثل طوق النجاة للمحافظة (المنكوبة حقا).

النازحون واغاثتهم والمجمع الحكومي واعادة ترميمه وتأهيله وقد تم البدء بذلك بأوامر المحافظ، الى جانب توفير الخدمات الاساسية التي تشكل عبئا يوميا، كما الجانب الصحي ورفد المستشفى الحكومي بالادوية والاجهزة والمستلزمات وتوفير الدواء للوحدات الصحية الفرعية في المديريات، والى ذلك مشاريع السفلتة وتعبيد الطرق وتحسين البنية التحتية للمدينة، والاهتمام الكبير بالتعليم والتربية السليمة للجيل الناشئ من خلال توفير المدرسة النموذجية والمعلم المخلص وانشاء قوات امنية جديرة بالثقة، كل هذا وغيره يشكل انطلاقة جديدة لعجلة التنمية التي توقفت منذ سنوات.

عندما تتحدث عن الجوف المحافظة وعن الحزم العاصمة يتبادر إلى ذهنك مدينة على الاقل تضاهي مدنا يمنية اخرى، لكن واقع الحال المنظور غير المفترض تماما، فالجوف مدينة تفتقر للبنية التحتية التي تؤهلها لمنافسة نظيراتها اليمنيات على الاقل، وهو ما يحز في نفس كل مواطن جوفي ليس بيده فعل شيء غير الألم الذي يعبر به عن هكذا تجاهل غير مبرر واهمال مستمر من الدولة لمحافظتهم.

الانتعاش الذي تعيشه الحزم هذه الايام - اذا صح القول - نتيجة طبيعية للاهتمام الذي يوليه المحافظ شخصيا وفريقه الاداري المصغر الذي يعمل حاليا كخلية نحل لإخراج المحافظة خارج مرحلة الخطر التي عاشتها سابقا، بالإضافة الى الاسناد الشعبي الواسع الذي لم يحض به شخص المحافظ من قبل كما هو المحافظ الحالي الذي ينتمي للمحافظة ويمثل القبيلة فهو محط احترام وتقدير الجميع حتى المختلفين معه في الرأي تقريبا.

البدء في مرحلة البناء والاعمار وتوفير الخدمات وتسهيل الحياة العامة للمواطنين يعد ضربة اخرى ترجح الكفة لصالح الشرعية في معركة التحرير التي يناضل المحافظ العكيمي ورفاقه فيها ضد مليشيات الخراب والدمار، كما ان هذا يضمن ان تمثل الشرعية البديل الامثل والحتمي لمليشيا مسلحة ليس للمواطن البسيط في قواميسها اي اهتمام او اعتبار.

ورغم كل ايجابي الا أن تقديم الافضل من السلطة المحلية بالجوف هو المأمول من القيادة الجديدة وطاقمها، كما ان الرؤية التي يحملها ابن الجوف اللواء امين العكيمي للنهوض بالجوف بقدر ما تعني التفرغ الكامل للبناء والتنمية بكل الطرق والوسائل بالاضافة الى استكمال تحرير الارض، فإنها ايضا تلقى مساندة مجتمعية منقطعة النظير ستسهم في تسارع انجازها وما يشاهد يدل على ان الجوف خلال الفترة الزمنية المقبلة ستشهد نماء وتنمية ربما لم تشهده خلال عقود ثلاثة ماضية، فرمال الجوف التي كانت جزءا من كارثة معتبرة في "الربع الخالي" ربما تكون ذهبا في عيون المحافظ العكيمي وابناء محافظته.

الانتصار للتضحيات التي جسدها ابناء الجوف في لحمتهم وتوحدهم في معركة التحرير والتحرر من المليشيات الانقلابية ستكون اكثر قوة واشد في الالتصاق بقيادتهم في معركة النهوض بمحافظتهم وحمايتها والانتصار لدماء شهدائها وهو ما تلمسه واقعا هنا بالجوف فالجميع يتعاقب على متارس الجيش والمقاومة والجميع يتبنى تثبيت الامن وتطويع كل ممكن في خدمة المحافظة بثمن بخس او بدونه، وهما معركتان متوازيتان اعادت لحمة ابناء "دهم" ووحدت صفوفها وجعلت منهم حراسا لبعضهم حرام عليهم الثأر او الفتنة. 

جوف الامس التي أهملها المخلوع وشتت قبائلها وحاربها الحوثي والمخلوع ودمرا ما بني فيها؛ ليست جوف اليوم تماما وان مايزال العدو يتبرص ويتحين الفرصة فإن الجوفي ذكي حذر يعرف عدوه جيدا، وحين تحين الفرصة وتنتهي المهمة فسيترك المعلم مترسه ويعود الى مدرسته ليبني عقول جيل النهوض بالجوف واليمن عموما.

سلام لأهل الجوف وأبنائها