شوقي ونصائحه لإخوان مصر..فهل سيستفيد منها إخوان اليمن؟
بقلم/ نجيب الغرباني
نشر منذ: 11 سنة و 11 شهراً و 6 أيام
الخميس 06 ديسمبر-كانون الأول 2012 11:10 ص

شوقي القاضي برلماني إصلاحي متنور مثله الكثير في التجمع اليمني للإصلاح لهم وجة نظر خاصة و يتطلع لمستقبل مغاير عما ينظره الراديكاليون في التجمع كون الإصلاح يمتلك الثروة والعتاد والكادر, كان هؤلاء العلمانيون التنويريون سيتحدون يوما ما للقضاء على الزعامات الراديكالية في عرش التجمع كون هذه الزعامات هي من أوقفت عجلة التقدم والسير للأمام بتبنيهم حزمه من الأيدلوجيات التقليدية تجعل صناعة القرار لا يواكب التغييرات المحلية والعالمية , واتحاد هؤلاء الليبراليين الإصلاحيين التنويريين جاء بعد عناء طويل مع زعامات الإصلاح التقليديين , و كان سيعلن عن ولادة قيادة جديدة في التجمع اليمني للإصلاح لولا الانتفاضة الشعبية الأخيرة لكانت الخطة ستنفذ.

هذا الرجل عندما كتب نصائحه لإخوان مصر اجزم أنها كانت لإخوان العالم اجمع وخاصة اليمن وما تمر به اليوم من انتصار للإخوان في المعارضة على المعارضة, ودخولهم حكومة الوفاق بصفه منتصر وان له الفضل وليس للأخر كونه الحزب الأكثر تضحية - بشرية ومادية- وما بدت تطفو على السطح من استبداد بغطاء ديني ..

إخوان مصر لهم أخطائهم رغم حنكتهم وقدرتهم على إدارة العملية السياسية ولكن الغرور يصاحب أي فصيل منتصر لينقلب الانتصار إلى فشل ذريع, فكان نصح شوقي لهم بقوله (إخواننا " تذكَّروا أن جيش المسلمين هُزِمَ في أحد ، وكان قائدهم صفي الله ونبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، ذلك لأنهم قصروا في أسباب النصر المادية ، ومنها عدم التزام الخطة وضعف الانضباط بالأوامر وغيرها.

وهُزِمُوا في حنين بسبب غرورهم واعتقادهم بالاكتفاء والاستغناء وقولهم " لن نُهْزَم اليومَ عن قِلَّة " فكان الدرس القاسي الذي لُقِّنوه { وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بما رحبت ثُمَّ وليتم مدُّ بِرِينَ

وبعد نصح شوقي من كتاب الله ورسوله أوضح نصحه في العملية السياسية عندما تربع الإخوان على سدة الحكم وبدأت تضمحل علاقاتهم مع الشركاء شركاء الثورة والتضحية فقال لهم (وكما يعاتبكم عليه محبوكم وشركاؤكم ـ تعثرتم عند خطوات الجد ، و" الله الله عالجد ، والجد الله الله عليه "!! عندما استغنيتم عن شركائكم ، فانفردتم برئاسة لجان البرلمان أو اللجان المهمة فيه ، وتعاملتم بأنانية في لجنة الدستور ، وانفردتم بخطوة الترشيح لمنصب رئاسة الجمهورية ، وشاع عن بعضكم أن " الإخوان سيفوزون حتى لو رشَّحوا كلباً أجرباً !

وها أنتم اليوم على المحك ، يحصل مرشحكم على ما يقارب 25 % ، بينما يحصل مرشح " الفلول " والنظام السابق على 24 % ، ويحصل مرشحو شركائكم من أنصار الثورة على ما يقارب 37 % ، وتعجزون عن حسم الجولة الأولى ، وتحتاجون إلى الجولة الثانية ، ولو فعلها شركاؤكم ، المجروحون منكم ، وصوَّتوا لخصمكم ، لكانت الكارثة عليكم وعلى مصر كلها ، وعلى الربيع العربي كله ، ولكن عشمنا أنهم سيكونون كباراً ، وسيتعاملون بمسؤولية تاريخية مع مصر ومستقبلها ،) انظروا ما أجمل قراءته الدقيقة لمجريات الأمور بكل شفافية حيث تسارعت الأحداث فهاهم الإخوان اليوم انقلبوا على الدستور بقرارات فرديه وكانت المعارضة المصرية رغم الوضع السيئ التي تمر بها إلا أنها قاومت قرارات مرسي بالرفض وضرب الحديد وهو سخن  رغم إدراك الشعب من هو النائب العام ؟؟ فكيف وقد قاومت حكم الفرد بعد أن جثم عليهم وعلى الإخوان المسلمين بالذات

 نصح شوقي الإخوان في مصر بالتعقل والبعد عن الغرور والتعامل الراقي مع الشركاء وكأنه ينصح الإخوان في اليمن في التعامل مع اللقاء المشترك , بلغني ومن مصدر يساري محترم ان القيادي في التجمع للإصلاح الأستاذ عبد الوهاب الانسي قد انفرد بقرار طبخه ليلا وسلمه ذات صباح للرئيس عبد ربه منصور هادي مفاده ان يوقع على تعيين أربعة محافظين إصلاحيين فوافق الرئيس هادي على الفور ووقع له ولكن هادي كان يضن ان القرار لم يكن فرديا وإنما نابع من اتفاق تم بين الشركاء" اللقاء المشترك "ولكن المفاجأة انه قرار فردي مما احدث تأزم كبير لبقية الأطراف خاصة حزب اليسار وتحول الاتهام إلى التجمع اليمني للإصلاح وليس إلى شخص الأنسي وبدأت تخرج عبارة ان الإصلاح اذا امتلك في اليد اليمنى سلاحا ففي اليد اليسرى مصلحة وإذا لم يحقق مصلحته فيحققها باليد اليمنى , وكانت حكومة الوفاق بالنسبة للاصلاح الحل الانسب للبقاء في ظل التقاسم خير من الخسارة في ضل ثورة متكاملة تحدث التغيير الجذري .. أيضا انفراده للقرار في إزالة ساحة خليج الحرية بإب خير شاهد ثاني على تميز الإخوان بصناعة قرارات فرديه وكذلك ما يحصل من محاصصة سريه للوظائف العامة دون العودة للنزاهة والكفاءة فيمثلون تكتل جديد للفساد بادوا ت جديدة وبمسبحة يتم الفرط بحباتها بشكل أسرع..

نحن ندرك ان الجماعة الليبرالية في التجمع اليمني للإصلاح لم تفلح اليوم في القضاء على الراديكالية هي اصطدمت أيضا ولكن ما زالت هناك وعود من قياداتهم العتيقة بإحداث تغيير في قيادتها واستبعاد الأيدلوجية التقليدية ,ولكنهم اليوم يدركون أنهم في خطر محدق بهم لأنهم ليس إخوان مصر ولكن لا فرق بين مطبخهم في مصر ومطبخهم في اليمن إلا في اختلاف البهارات فقط ..

الخوف من التجمع اليمني للاصلاح اليوم بدأ يتهاوى كلما ابتعد عن النفاق السياسي وأصبح مدنيا ويؤمن بالحداثة ويقترب إلى منافع الناس جميعا أسوة واحدة ...

في اجتماع حزبي لبعض فصيل التجمع قال قائد الاجتماع للحضور لا تتسرعوا بمطالبكم انتم من قدمتم أرواحكم للثورة وانتم .. وانتم .. وانتم .. ......الخ الناس يخافون منكم لا تطلبوا إصلاح أوضاعكم ووضع البلاد كلها في حاله لا ترضي الجميع أولا اجعلوا الناس ترضي عنكم .. 

الأستاذ شوقي القيادي في التجمع اليمني للإصلاح  سرد نصائح في بالغ الأهمية لابد ان اختتم بها يقول القاضي ( إنما خرجت شعوب الربيع العربي ضد الاستبداد والفساد والديكتاتورية ، ضد سياسات القمع والإفقار والتجويع ، ضد المحسوبية والرشوة وإرهاب أجهزة الأمن ، خرجت للمطالبة بالحقوق والحريات والمواطنة المتساوية والأمن والتنمية ، بدليل خروج جميع مكونات المجتمع بلا استثناء ، فقد خرج المتدينون كما خرج غيرهم ، وخرج المسلمون وبجانبهم المسيحيون ، وخرج الإسلاميون واليساريون والقوميون والليبراليون وغيرهم ، وخرج الرجل الملتحي والمرأة المنقبة كما خرج الشاب الحليق والمرأة المتبرجة، وخرج إمام المسجد وخطيب الجمعة كما خرج جواره الفنانون والفنانات ومن لا يرتاد المسجد وربما لا يصلي ، وخرج طلاب المدارس والمعاهد والجامعات الدينية بعد أن خرج ـ قبلهم ـ طلاب الجامعات العامة ومعاهد اللغات والفنون ، بل إن أول من صرخ " كفاية " في مصر هم ناشطون ومحامون ومثقفون مُتَّهمون بالليبرالية والعلمانية.

يا"إخواننا إياكم وغرور الكثرة فقد أهْلَكَتْ من قبلكم ، وإياكم ووساوس " المتشددين والمتنطعين " من أتباعكم وتلبيساتهم ، فقد ضيَّعوا دولاً ، وفوَّتوا فُرَصَاً ، فهم لا يُحسِنون بناء الدول ، ولا إقامة الأنظمة ، ولا إشادة الحضارات ، إنما يجيدون الصياح ، ويتفننون بإلقاء التُّهَم ، ويُحسِنون نشر الخصومات والاختلافات والعداوات  فإن أمامكم عقبات وتحديات لا يمكن أن تتجاوزوها منفردين )

شوقي القاضي في مقاله في نصح الإخوان قدم قراءة متوقعة من أحد رموز الاستنارة والتجديد في التجمع اليمني للإصلاح ، ورغم ان هناك رموز مهمشة ومتعمد تهميشها إلا أن هؤلاء الرموز مكنوا الإصلاح من تبوء موقعه المتميز في طليعة الحركة السياسية اليمنية..