في ذكرى استشهاده 9...نايف الجماعي تأبين للمناضل واحتفاء بالشاعر. اللجنة العليا لإنتخابات اتحاد كرة القدم تتسلم قوائم المرشحين لقيادة الإتحاد بمبادة تركية.. 52 دولة تطالب مجلس الأمن الدولي اتخاذ إجراءات لوقف شحن الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل.. انفجار يستهدف قوات المجلس الإنتقالي في أبين ما لا يعرفه العرب عن صهر ترامب العربي الذي تزوج نجله بتيفاني إبنة الرئيس الأمريكي؟ صراع الأغلبية وقلب الموازين بمجلسي النواب والشيوخ بعد فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية اكتساح جمهوري لمجلسي الشيوخ والنواب.. آخر النتائج في اجتماع استثنائي.. الحكومة الشرعية تناقش خطة انقاذ اقتصادي تمهيدا لإقرارها وتشدد على مواصلة ضبط المتلاعبين بالعملة لماذا تتراجع العملة اليمنية في مناطق الشرعية؟.. تقرير أممي يُجيب ويؤكد أن الريال فقد ربع قيمته مؤخراً كامالا هاريس تُقر بالهزيمة وتكشف ما قالته لترامب بعد ظهور النتائج
اقترح ان يغير المثل العربي (أسرع من انتشار النار في الهشيم ) الى ( أسرع من انتشار إشاعة في الفيس بوك ) فلقد اثبت العالم الافتراضي تفوقه على الوسائل التقليدية في نشر الشائعات بل والنفخ فيها وتضخيمها لتغدو (حبة) الإشاعة (كقبة) حدث عظيم (بنكهة افتراضية) يتدافع الكثيرون لتشريحه نقدا وتحليلا واتفاقا حوله او اعتراضا عليه دون حمل هم التأكد من صحته من عدمه بوعي او بدون وعي..إشاعة تغيير اسم مدرسة جمال عبد الناصر في صنعاء (انموذجا) و الذي أكد وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالرزاق الأشول- المحسوب على الإصلاح في حكومة الوفاق- عدم صحة هذا الخبر المتداول بان الوزارة قررت تسمية المدرسة (المتميزون) بل ان الوزارة ستخصص المدرسة للمتفوقين فهي ليست إلا إضافة لفظية تفيد التخصيص لتصبح (مدرسة جمال عبد الناصر للمتفوقين)
تسابق الكثير من المفسبكين الى تزيين حيطان صفحاتهم بالخبر المجتزأ بتغيير اسم المدرسة كالذي تحجج بعدم الصلاة باجتزائه للآية الكريمة ( ولا تقربوا الصلاة ) بل وثالثة الاثافي ان من يتولون كبر نشر مثل هذه الإشاعات المغرضة نتيجة لشوزفينيا حادة في شخصياتهم ووسواسهم القهري يميلون لتصديق أنفسهم ويستميتون في التأكيد على صدق إشاعاتهم وكأنما أتوا بآية مبينة حتى وان ظهر كذب ما لفقوه واستبان زيف ما كانوا يدعون مثلهم كمثل ذلك الطفيلي الذي أشاع بين الناس وجود وليمة كبيرة في مكان ما وعندما هرع الناس زرافات الى ذلك المكان للحصول على ما لذ وطاب من تلك الوليمة (الوهمية) تفتق غباء الطفيلي عن إمكانية صدق إشاعته فحث الخطى مسرعا للحاق بالوليمة.
في رأيي ان مثل هذه الإشاعات و الأكاذيب تأتي بعكس ما يريد لها مطلقوها.ففي ظل الحملة الإعلامية المحمومة ضد التجمع اليمني للإصلاح خصوصا بعد تزعم الحوثيون -مؤخرا- لها طاويين تحت جناحهم فلول النظام السابق والمؤتمريين وبعض القوميين واليساريين فأن هذا يدل على فوبيا يعاني منها هؤلاء من الإصلاح كتنظيم يمتلك من القوة ما يؤهله للعب ادوار مؤثرة على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى العسكرية , ويمتلك أيضا من المرونة ما تجعله يتكيف بسهولة مع تضاريس متنوعة مختلفة عاملا على تجنيد الظروف المرحلية لحسابه وفي هذا فهو يظهر تفوقا تنظيما الى حد ما مقارنة ببعض الحركات الإسلامية في المنطقة في حين يظهر بوضوح تقهقر وانحسار القومية واليسارية في المنطقة العربية بشكل عام وفي اليمن بشكل خاص وان شهدت هذه الحركات او التنظيمات انتعاشا الى حد ما بعد ثورات الربيع العربي فهو يمثل ردات فعل فوباوية نتيجة لصعود نجم الحركات الإسلامية.
أعود فأقول ان التزاوج الحاصل بين الحركة الحوثية(المذهبية) والقوميين واليساريين (كتنظيمات سياسية) رغم التناقض الأيدلوجي بينهما بالإضافة الى التحالف مع النظام السابق جمعتهم واحديه العداء للإصلاح ويظهر هذا جليا من خلال الانقسام الى معسكرين يمثل الإصلاح احدهما ويمثل الحوثيون مع حلفائهم المعسكر الأخر هذا الانقسام ظاهره السياسة وباطنه المذهبية نظرا لاستحواذ الحوثيين( الشيعة) على حلفاءهم السياسيين بتقديم أنفسهم كند سياسي قوي ومعادل مذهبي موضوعي لتنظيم الإصلاح (السني), ما يزيد حدة الانقسام بين الطرفين ويعمق الهوة بينهما تلك التراشقات الإعلامية التى تزداد كل يوم حدة وتطورا في محاولات كل طرف كسب جولة ضد الطرف الأخر.
وما إشاعة تغيير اسم مدرسة جمال عبدالناصر إلا إحدى هذه التراشقات (الفيسبوكية) الإعلامية والتي استطيع القول أنها لم تكن موفقة فالإصلاح (اختلفنا او اتفقنا معه) مع ما يمتلكه من رصيد ضخم من الخبرات التنظيمية والسياسية ليس بتلك السخافة و السطحية والضحالة حتى (يفطر ببصلة) او (يغرق في كوب ماء) وان كان اختيار أصحاب الإشاعة لتغيير اسم مدرسة ليعطي إيحاءاً بمحاولة سيطرة الإصلاح على التعليم والمرافق التعليمية والتربوية في البلاد واختيار اسم (جمال عبدالناصر ) بالذات ليكون وقع الإشاعة اكبر لدى الناس لمعرفة الإشاعيين (اي أصحاب الإشاعة) مدى حساسية اليمنيين تجاه من يتطاول ضد زعيم يكنون له الحب والتقدير والإعجاب فان هذا لا يقدم الا دليلا آخر على المراهقة السياسية لهؤلاء حين كان يفترض بهم المناورة بشكل أذكى وأكثر نضجا.
يمكن ان نخلص في القول بأنه في ظل وضع نشهد له تطورا سلبيا مطردا في اليمن فإن هذه الإشاعة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة والتي نأمل ان لا تنتقل الخلافات والاختلافات من العالم الافتراضي الى عالم الواقع ومن عالم التلفيق الى واقع التطبيق وان لا تكون إشارات وشرارات توقد نار فتنة تأكل أخضرنا ويابسنا.