خالد الرويشان يتحدث عن تصرفات حوثية لن يتخيّلَها حتى الشيطان:عارٌ علينا أن نصمت اللواء العرادة يطالب المجتمع الدول بإتخاذ تدابير عاجلة تجفف منابع الدعم الخارجي للمليشيات مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية
هذا التخريب والاستهداف ليس تعبيرًا عن الجنون أو الفوضى أو الهمجية أو غياب الدولة أو ضعفها، كما يبدو للوهلة ألاولى، ولكنه تعبير عن سلوك ممنهج تحركه المصالح المتقاطعة بين أكثر من طرف، والجميع سيظلون يستهدفون الكهرباء حتى الموت دفاعا عن مصالحهم.
منذ ثلاثة أعوام مع دخول محطة مأرب الغازية الخدمة تعرفتُ صدفة على تاجر مواطير، وكان لديه شحنة في الميناء تبلغ 50 ألف ماطور، وبدا مضطربًا حين استشعر بكساد تجارته بعد استقرار الكهرباء لمدة شهر دون انقطاع، وأراد ان يتخلص من بضاعته ولو بالخسارة متيقنًا أن السوق ستنتهي بعدما صارت الكهرباء مستمرة، وبعد شهر فقط جرى استهداف الكهرباء بعمليتين تخريبيتين فتسنى له بيع بضاعته بربح عال خلال أسبوع واحد، وهو من التجار الصغار فكيف بكبار التجار؟
تذكروا أن كل المحال التجارية في مدن الجمهورية اليمنية تعمل بالمواطير، وكذلك بعض المنازل، وأن الماطور لكثرة الاستعمال خصوصًا في المحال التجارية لا يصمد اكثر من سنة، ويتم تغييره بماطور آخر، وقيسوا على ذلك جميع المحلات التجارية في عموم المدن اليمنية والأسواق التجارية في المديريات والأرياف..
والسؤال المطروح: من هي الجهات المستفيدة من تخريب الكهرباء بالرغم من أضرارها الوخيمة على المواطنين والاقتصاد اليمني بكل تفاصيله؟
المستفيد الأول: تجار المواطير والمولدات الكهربائية وقطاع الغيار، وعندهم استعداد أن يدفعوا مليون ريال للخبطة الواحدة اسبوعيًا إذا اقتضى الأمر، لأن مبيعاتهم اليومية تتجاوز مئات الملايين وتتراجع أو تتوقف مع كل استقرار للكهرباء..
المستفيد الثاني: تجار الشموع والأدوات الكهربائية الخازنة والمحمولة وسماسرة إبرام عقود شراء الطاقة.
المستفيد الثالث: وزارة الكهرباء وعمال الصيانة فيها، فجميعهم يتقاضون مبالغ خيالية في كل عملية إصلاح من مكافآت وبدل مواصلات وإضافي وصرف قطاع غيار للإصلاحات، ولو صلحت الكهرباء فسينفد مصدر دخلهم الفائض والمتجدد مع كل نكبة لشبكة الكهرباء. وهؤلاء ومن سبق قد تنطبق عليهم مقولة: "مصائب قوم عند قوم فوائد".
المستفيد الرابع: القناصون والمخربون، لأن قنص الكهرباء وتخريبها لا يعد عملًا جنونيًّا بالنسبة لهم وإنما يعد مصدر دخل لعيش رغيد لهم ولأسرهم، فهي تدر عليهم أموالًا من كل اتجاه، فربما يقبضون من أكثر من جهة مستفيدة من تخريب الكهرباء في كل عملية تخريب..
المستفيد الخامس: النظام العائلي الساقط، لكي يثبت أن عهده كان أفضل من الخلف، وأن وضع الناس بدونه سيكون خرابًا في خراب، ولذلك هو يعاقبهم بسبب الثورة عليه من جهة، ويمهد للعودة في الانتخابات القادمة من جهة أخرى.
المستفيد السادس: دولة الجوار: من أجل أن تظل اليمن في تخلف شديد وتعطي رسالة لشعبها بأنهم في وضع رغيد ومتفوق، ولأن أي تحسن في اليمن الفقيرة سيحرك جذور النقمة الداخلية في السعودية الغنية والمتخلفة في آن ضد حكامها..
المستفيد السابع: أصحاب المشاريع الخاصة، الذين يريدون إضعاف اليمن لكي يسلخوا منها دويلات انفصالية في الجنوب او في صعدة، مبررين لعامة الناس وأتباعهم بأن اليمن الواحد إنما هو دمار وخراب، ويعجز عن تحقيق الحد الأدنى من الخدمات.
المستفيد الثامن: الإدارة الفاسدة فهي في الأخير من يقبض أثمانًا متعددة جراء التسهيلات من كل اتجاه في شراء أداوت صيانة الكهرباء بمبالغ خيالية وتسهيل تجارة المواطير وقطاع الغيار وتهريب بدائل الطاقة واستيراد الشموع وإبرام عقود شراء الطاقة، ومعظمهم لديهم مواطير كبيرة اوتوماتيك تـشتغل بشكل دائم، ولا يشعرون أبدًا بانقطاع الكهرباء، وربما يكون هذا البعض هم أحد تجار المواطير الصينية وبيعها بالباطن عبر الغير.. وستظل الحكومة في خانة الإدانة الى أن تثبت ضبط المتورطين في التخريب، وإلا فإنها نظريًّا ستظل شريكة لهم ومشجعة.