كيف نجا البرنامج النووي الباكستاني من مخططات إسرائيل والهند ؟ السعودية تحدد أقصى مبلغ يسمح للمقيمين بتحويله إلى خارج السعودية وعقوبة بالترحيل الفوري مفاجآت صحية حول تأثير البرتقال على الكبد والكلى رئيس دائرة العلاقات الخارجية بمؤتمر مأرب الجامع في أول مهمة دولية تبدأ بالقاهره وتمر عبر الإتحاد الأوروبي مجلس الأمن يوجه دعوة عاجلة للحوثيين تفاصيل لقاء وزير الخارجية السعودي مع نظيره الأمريكي بخصوص مستجدات المنطقة مؤسسة توكل كرمان تطلق برنامج تدريبي يستفيد منه أكثر من عشرة آلاف شاب وتأهيلهم لسوق العمل وتمكينهم عبر الذكاء الاصطناعي مؤشر السلام العالمي.. اليمن الدولة الأقل سلاماً في المنطقة والكويت الأكثر سلمية توكل كرمان في مؤتمر دولي: الفضاء الرقمي منصة قوية للوحدة والمناصرة والتغيير العالمي 3 صدامات عربية… مواعيد مباريات اليوم والقنوات الناقلة
لقيت دموع باسندوة أثناء تقديمه قانون الحصانة لصالح وأعوانه تصفيقاً حاراً داخل مجلس النواب ، كما تركت أثراً طيباً في نفوس غالبية أبناء الشعب الذي يرى لأول مرة في تاريخه مسؤولاً يذرف الدموع حرقة واسى على هذا الوطن ، ثم تجارى الكتاب والصحفيون بعد هذا وذاك للكتابة عن هذه الدموع في الصحف والمواقع مدحاً وقدحاً أو ثناءً وسخرية .
وعموماً ؛ لنتجاوز مسألة الدموع إلى مسألة أخرى ، هي مسألة الإنجازات إن على المدى المنظور أو على المدى المتوسط أو على المدى البعيد ، نريد أن تلقى إنجازات باسندوه وحكومته تصفيقاً وترحيباً ومدحاً وثناءً كما لقيت دموعه ، لأن حالة التأثر بالدموع ستنتهي سريعاً ويبدأ الناس رحلة البحث عن الإنجازات ، ولن يتذكر الناس دموع باسندوة إذا كانت ظروف حياتهم لم تتحسن ولم يطرأ عليها أي تغيير .
صحيح أن هذه الحكومة ورثت تركة كبيرة من الأثقال والديون والمشكلات والفساد لكنها إلى جانب كل ذلك حظيت بما لم تحظ به حكومة قبلها في التأريخ اليمني من الدعم والمساندة والتأييد على المستوى الداخلي والخارجي ، والمطلوب من حكومة باسندوة أن تستفيد من فرص الدعم الثمينة لمواجهة التحديات التي خلفها لها نظام صالح .
أول ما يترقبه الناس من حكومة باسندوة على المدى المنظور (القريب) هو إعادة التيار الكهربائي المنقطع منذ أكثر من أربعة أشهر ، وفي هذا الصدد لا يكفي أن يظهر وزير الكهرباء على شاشة التلفزيون ليلقي باللائمة على هذه القبيلة أو تلك كمبرر لعدم قدرته على إعادة التيار الكهربائي ، ومهما كان كلامه منطقياً فالمستهلك لا يعرف سوى التيار الكهربائي كيف يجري إلى منزله أو مكتبه أو مستودعه أو شركته أو مصنعه أو ورشته ، وأن يظهر وزير الكهرباء ليقول كلاماً عاماً ويطالب الشعب بمزيد من الصبر والتحمل فهذا هو العجز بعينه ، وأذكر أني التقيت وزير الكهرباء الدكتور / سميع في منزل الدكتور / علي الشرفي وقلت له : المواطن الآن يرفع بصره نحو لمبة الكهرباء منتظراً عودة التيار الكهربائي إليها ، نريد منك أن تصدر بياناً تلفزيونياً وصحفياً يومياً عن الجهود التي تبذلها وزارتك من أجل إعادة التيار وتوضيح العقبات التي تعترضكم وفضح الجهات والأشخاص الذين يحولون دون عودة التيار .. فأجاب الوزير مستغرباً : يومياً !!! قلت له : نعم ؛ يومياً وما الضير في ذلك ؟! بعدها رجعت إلى منزلي أفتش عن نافذة إعلامية لوزارة الكهرباء يمكنني أن أتابع من خلالها (رحلة عودة التيار الكهربي) ، فوجدت موقعي وزارة الكهرباء والمؤسسة العامة للكهرباء بدون تحديث منذ أكثر من عام ، دخلت الفيس بوك أفتش عن صفحة لوزير الكهرباء فوجدت له صفحة جديدة أنشئت له خصيصاً عقب توليه الوزارة ، ولكن آخر خبر فيها للأسف حتى هذه اللحظة هو خبر لقائه بالسفير الأمريكي في الشهر الأخير من العام الماضي (ديسمبر) ، ثم خبراً عن برنامجه الذي أذيع في قناة السعيدة قبل أيام ؛ هذا كل شيئ .
الأمر الآخر الذي ينتظره الناس بفارغ الصبر من حكومة باسندوة هو إعادة أسعار البنزين والغاز إلى طبيعتها ، فمن غير المعقول أن يظل البنزين بهذا السعر في دولة نفطية ، ومن غير المعقول أن يظل المواطن يشتري أنبوبة الغاز من عاقل الحارة بسعر 1700 ريال في بلد يصدر غازه إلى كوريا بأقل من دولار واحد للأنبوبة ، هذا أمرٌ لا يمكن الصبر عليه طويلاً ، وفي هذا الصدد أزعجني ما يتردد أن وزير المالية الأخ / صخر الوجيه هو الذي يقف في وجه إعادة أسعار المشتقات النفطية والغاز على ما كانت عليه بحجة عدم قدرة ميزانية الدولة على تحمل أعباء الدعم ، وسبب انزعاجي أن يصدر هذا الأمر من شخص كان له باعٌ طويل في معارضة الحكومات السابقة خاصة فيما يتعلق بمسألة رفع الدعم عن المشتقات النفطية ، وهو الذي كشف التلاعب والفساد في القطاع 57 على ما أذكر ، وهو الذي ملأ الدنيا ضجيجاً بسبب صفقة بيع الغاز ، فلما صارت الأمور بيديه انقلب رأساً على عقب !!
كان الناس يصبرون على كل هذه المعاناة بانتظار توقيع المبادرة وتشكيل حكومة الوفاق، فلما وُقعت المبادرة وشُكلت حكومة الوفاق قيل لهم اصبروا حتى تجري الانتخابات الرئاسية ، وغداً تتم الانتخابات الرئاسية ويُقال للناس اصبروا حتى يُعدّ الدستور الجديد وتجري الانتخابات النيابية ويتسلم الحكومة الحزبُ الفائز ، ويدخل الشعب من معاناة إلى معاناة ومن صبر إلى صبر حتى ينفجر في وجه الجميع ، ويدوس بأقدامه الجميع ، فالحذر الحذر يا أستاذ / باسندوة أن تكون دموع الغد ندماً وحسرةً ..