قطاع الإرشاد يدشن برنامج دبلوم البناء الفكري للخطباء والدعاة في حضرموت مكتب المبعوث الأممي يلتقي بمؤتمر مأرب الجامع ويؤكد حرص الأمم المتحدة الاستماع إلى الأطراف الفاعلة مجلس القيادة يجتمع ويناقش عدة ملفات في مقدمتها سعر العملة والتصعيد الحوثي بالجبهات بترومسيلة بحضرموت تعلن نجاح تشغيل وحدة تكرير المازوت بمناسبة اليوم العالمي للجودة...جامعة إقليم سبأ تدشن فعاليات أسبوع الجودة اعتذار رسمي في ايطاليا بسبب القدس من هو ''أبو علي حيدر'' العقل الأمني لحزب الله الذي فشلت اسرائيل في اغتياله؟ رصد طائرات مسيرة ''مجهولة'' تحلق فوق 3 قواعد تستخدمها أميركا في بريطانيا صحيفة أميركية تتوقع أن يوجه ترمب ضربات تستهدف قادة الحوثيين وتُعيد الجماعة إلى قائمة الإرهاب مستجدات حادثة العثور على حاخام يهودي ''مقتولاً'' في الإمارات
مقدمة
لا يخفى على احد من أن شعب الجنوب اليمني كان جاداً فيٍ التوحد مع شمال اليمن وقد ظهر ذلك جليا في الاحتفالات والأفراح والأهازيج عقب توقيع اتفاق الوحدة في 22 مايو 90م . أضف إلى ذلك أن القيادة الجنوبية التي تنازلت عن منصب الرئاسة والعاصمة والعملة والعلم ومناصب كثيرة في الجيش والأمن والمرافق المدنية , كان تضحية في سبيل إقامة الوحدة اليمنية .
لم يكن يتوقع الرفاق الذين ضحوا من أجل الوحدة بكل غالِ ونفيس أن يتم الغدر بهم وبما وقعوا عليه من اتفاقية الوحدة مع الشمال في ظرف عشية وضحاها . ووجدوا أنفسهم منبوذين مطرودين من كل شي ووقعت الحرب في 94م وكانت النتيجة مؤلمة بالنسبة لشعب الجنوب , لقد استبيحت الأرض والدولة فلم يكن شئ في الجنوب تابع للدولة إلا تم نهبه وبسط قادة الحرب على أغلب أراضي الجنوب حتى أن بعض قادة الجيش شكل ما يشبه إمبراطورية المافيا . والحقيقة ان نتائج حرب 94م كانت انعكاسا لنتائج أحداث 86م التي فرقت شعب الجنوب إلى فريقين متصارعين وقد رأينا بأم أعيننا أن الجيش الذي احتل الجنوب في 94 م كان فيهم الكثير ممن هزموا في 86م وفروا إلى الشمال إضافة إلى الخلافات التي كانت تعصف بالجيش الجنوبي عشية 94م , فلو لم تنشب حرب 94م لنشبت حرب أهلية داخل الجيش الجنوبي نفسه وقد كنت شاهد على تلك المرحلة بكل تفاصيلها, وقد كان بعض الضباط في الجيش الجنوبي يعتقد أن حرب 94م كانت بمثابة إنقاذ لشعب الجنوب الذي كاد أن يقتل بعضه بعضا .
عقب حرب 94 م شعر الكثير من الجنوبيين بأن الوحدة قد انتهت وان الوضع القائم لا يختلف كثيرا عن وضع الاحتلال . وكان بعض عقلاء الشمال يرى ذلك ومنهم الشيخ عبد المجيد الزنداني الذي كان طرفا فاعلا في حرب 94م التي انتهت بانتصار الشمال وذلك في مقابلة له مع الجزيرة نت في 6 نوفمبر 2006م يقول: (أخبرت الرئيس قبل أن تظهر هذه المشكلة في اجتماع مشترك للهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح واللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام وقلت له أن الناس في الجنوب يضجون ويئنون من مظالم حلت بهم وأخشى أن يؤثر هذا على الوحدة وأن يبعث الناس في الجنوب على كراهية الوحدة ويسوقهم إلى الإستجابة لأي خطاب من الداخل أو الخارج يكون في مصلحتهم أو غير مصلحتهم فأرجو إرسال لجان إلى هذه المحافظات لمعرفة هذه المظالم ورد الحقوق المنهوبة إلى أهلها فرد علي أمام الجميع بان المعلومات التي لدي ليست صحيحة وكنت منتظرا من إخواننا الجنوبيين الموجودين في الجلسة أن يؤازروا ما تحدثت به ولكن لم يتكلم منهم احد . ) وكان بعض الجنوبيين قد حاول توجيه النصيحة للرئيس اليمني بهذا الخصوص لكنه لم يلتفت لهم بشي
انطلاق مسيرة الحراك الجنوبي
بعد حرب 94م كان الجنوبيون ينتظرون ماذا ستفعله السلطة في صنعاء ولم تبد منهم أي مقاومة تذكر سوى بعض الأصوات القليلة في بعض الصحف والمجلات والظاهر أن كثيرا منهم كان يريد الاندماج في النظام الجديد خصوصا أن الحرب قد رافقتها حملات إعلامية وثقافية تكفر الاشتراكيين الذين حكموا الجنوب قبل الحرب , فكان المجتمع الجنوبي المسلم أكثر اندماجا مع الفاتحين الجدد الذين يبشرون بتحكيم الشريعة الإسلامية والقضاء على الكفر والإلحاد في الجنوب والذي استورده الحزب الاشتراكي من روسيا الشيوعية , لكن لم يكن يعلم الجنوبيون أن قيادة الجيش الشمالي قد تحولوا إلى لصوص وهمج ,وكان الأمر كالصاعقة عندما رأوا ناقلات الجند وقاطرات الجيش الشمالي تتجه نحو الشمال , حاملة ما استطاعت من أمتعة الجنوب ومصانعه وشركاته وفي الاتجاه الموازي لهذا النهب والسلب الذي تعرض له الجنوب بعد الحرب , كان أكثر من 100 ألف ضابط وجندي جنوبي والذين وقف بعضهم في الحرب إلى صف الشمال يجدون أنفسهم غير مقبولين في وحداتهم وغير قادرين على فعل أي شئ مع قادة ما برحوا يتمتعون بنشوة الانتصار , فبدلا من استيعابهم في وحدات جيش اليمن تم الرمي بهم إلى شارع البطالة ومن بقي منهم في وحدته لم يكلف بأي عمل , ومن كان منهم يحمل مؤهلا علميا كانت تتم الاستفادة منه تحت إشراف مخبر شمالي يرصد تحركاته و سكناته أولاً بأول , ومن بقي منهم في عمله وهم النزر اليسير لم يحض بأي رتب أو علاوات طيلة العشرين السنة الماضية فكان العقيد الشمالي يتقاضى راتبا يزيد على المائة ألف ريال بينما العقيد الجنوبي لا يزيد راتبه عن 18000ريال يمني وكانت الرتب تمنح للشماليين أمام أعين زملائهم الجنوبيين .
كل تلك المعاملات جعلت الكثير من الجنوبيين ومنهم الدكتور محمد حيدرة مسدوس وحسن احمد باعوم وآخرين تقديم مذكرات للقادة في الشمال بتصحيح مسار الوحدة اليمنية لكن لم يرق للمنتصرين في الحرب أن يسمعوا للمهزومين , وزادوا من تأجيج الوضع وإلهاب مشاعر الجنوبيين حيث أصبحوا يحتفلون بذكرى احتلال الجنوب وغيروا أسماء الكثير من المنشاءات في مناطق الجنوب باسم 7 يوليو وهو تاريخ احتلالهم عدن . ورغم ذلك دعاء الحزب الاشتراكي في الجنوب إلى مصالحة عامة بين الشمال والجنوب لكن لم يحصل شي من ذلك .
وكان أول ظهور علني لاحتجاجات أبناء الجنوب قام به ضباط الجيش الجنوبي المحال للتقاعد قسرا حيث عقد لقاء في 13 يناير 2006م في جمعية ردفان الخيرية بالمنصورة عدن وحضره عدد غير قليل من مختلف محافظات الجنوب ودعوا فيه للتصالح والتسامح بين أبناء الجنوب عما حدث في المراحل السابقة وبعدها تم تأسيس جمعية المتقاعدين العسكريين في 24مارس 2007م التي نظمت أول فعالية لها في 7/7 / 2007م ولم يكن أحد منهم يدعو لفك الارتباط عن الشمال ولم يرض ا لسلطات في الشمال هذا التحرك ورأت في دعوات التصالح والتسامح خطرا عليها إذ أن بقاء العداوة بين أبناء الجنوب سيجعلهم مفككين ويصعب عليهم المطالبة بحقوقهم أو النهوض أن أرادوا .
وهذا ما كان يفعله الرئيس في الشمال حيث كان يؤجج الصراعات القبلية بين الكثير من القبائل فتبقى متقاتلة بينما كان ينفرد وعائلته بالمال والنفوذ والسلطة .
وهكذا انتفض شعب الجنوب اليمني العربي وكسر حاجز الخوف وخرج الآلاف إلى الشوارع في تظاهرة سلمية هي الأولى في القرن الحادي والعشرين كانت كبرى تلك المظاهرات في الحبيلين في 14اكتوبر 2007م والتي حضرها ما يقرب 600ألف جنوبي . وفي تلك المظاهرة استخدم الجيش الرصاص الحي لقمعها فراح ضحية ذلك أربعة شهداء هم : عبد الناصر حماده وشفيق هيثم ومحمد الحالمي وفهمي الجعفري وأصيب أكثر من خمسة عشر شخصاً آخرين واللافت للنظر أن بداية تلك المظاهرات كان يحضرها نشطاء من الشمال كدعم لإخوانهم في الجنوب كالناشطة توكل كرمان التي حضرت يوم 14 اكتوبر 2007م والى جانب القمع الأمني مارس النظام قمعا ثقافياً تحريضياً بشعاً بحق أبناء الجنوب من خلال الخطابات التي يلقيها النظام وأزلامه من تكفير وتشويه لابناء الجنوب ورفض للتصالح والتسامح حيث خطب علي عبد الله صالح في أبين محرضا : كيف تسامحون من قتل أبنائكم وتضعون أيديكم في أيدهم وأمر بإنشاء جمعية لشهداء 86م وذلك في 2009م
أخطاء قاتلة
أن عوامل النصر التي تحملها القضية الجنوبية نابعة من عدالة القضية التي يحملها وينادي بها أنصارها فالأعداء يشهدون قبل الأصدقاء بعدالة هذه القضية ونزاهة مطلبها ولذا احتشد كافة أبناء الجنوب خلف قيادات الحراك الجنوبي من أول يوم خرجوا به إلى الشارع بالمظاهرات والاعتصامات فلا خلاف بين أبناء الجنوب صغيرهم وكبيرهم التجار والفقراء والعلماء والسياسيين والصحفيين وكل فئات الشعب اندمجت تحت راية واحدة لأنهم يعلمون أن قضيتهم لن تهزم بحكم الحق والعدل الذي تحمله .
لكن هناك أخطاء رافقت مسيرة الحراك كادت أن تودي به لولا فئة من المخلصين داخل قيادة الحراك الجنوبي وقد رأيت ا ن أبين تلك الأخطاء من باب النصح وتصحيح المسار حتى لا تتعثر المسيرة ولن يجد المخلصون سوى التأسف والندم , ومن تلك الأخطاء :
1. رفع بعض أنصار الحراك الجنوبي شعار مشروع الجنوب العربي وهو مشروع بريطاني استعماري أرادت من خلاله بريطانيا السيطرة على مناطق الجنوب ويضم مناطق عدن ولحج وأبين وجزء من شبوة أما حضرموت والمهرة فلم تكن ضمن ذلك المشروع ومن الخطاء بعد خمسين عاما من التخلص منه أن يأتي بعض نشطاء وقيادات الحراك الجنوبي ليعرضه على أبناء جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي قامت على أنقاض ذلك المشروع , فإعادته يثير حساسية الكثيرين من أبناء الجنوب ومنهم أبناء حضرموت والمهرة الذين شاركوا بحركة النضال ضد الاحتلال البريطاني لينشئوا جمهورية ديمقراطية على كامل أراضي الجنوب فمن المؤسف جدا ألا تكون حضرموت ضمن المشروع التحرري لهؤلاء كما أن الكثير من المثقفين الذين عانوا الأمرين من سلطنات وإمارات الجنوب العربي من تعسف واستعباد لن يقبلوا بهذا المشروع مهما كلف الثمن ولو تطلب الأمر إعادة التفكير في العمل مع قيادة الحراك الجنوبي وفصائله
2. الخلافات العميقة بين قيادات الحراك وقواعده التي قسمت الحراك الجنوبي إلى أكثر من ثمان فصائل وثلاثة مجالس عليا غير متفقة إلا بهدف استعادة الدولة وفك الارتباط ومختلفة في كثير من الرؤى والأهداف مما خلقت شقوقا عميقة في جسد الجنوب المنهك من أثر الإحتلال الشمالي , وأوجدت مناخا متلبدا بغيوم الاتهامات والتخوين التي ذكرتنا بخلافات فصائل النضال الوطني ضد الاحتلال البريطاني من ستينيات القرن الماضي حينما كان شركاء النضال قد انقسموا إلى جبهتين متنازعتين هما الجبهة القومية وجبهة التحرير رغم أنهما قد اشتركتا في الهدف وهو طرد الاحتلال البريطاني وتحرير الجنوب لكن الخلافات العميقة والاتهامات المتبادلة فجرت الوضع بينهما عسكريا في 13 يناير 66م وراح ضحية ذلك الصراع العديد من المناضلين حتى انفردت الجبهة القومية بحكم الجنوب بالقوة وطاردت أعضاء جبهة التحرير وتم اغتيال العديد منهم في الفترات اللاحقة رغم أنهم كانوا من الرجال المخلصين ومن خيرة أبناء الجنوب ومنهم السلطان محمد بن عيدروس العفيفي الذي تم اغتياله بتهمة انتمائه لجبهة التحرير. فهل يعقل الذي يطلق التهم ويخون زملاءه المناضلين ويلمزهم بالعمالة والتبعية للاحتلال حقناً لدماء أبناء الجنوب , فالخلافات وإطلاق التهم والتخوين سيكون له الأثر البالغ في تثبيط معنويات الكثير ممن لا يزالون يعملون بجد واجتهاد لصالح قضية الشعب الجنوبي او قد يتراجع الكثير خوفا من عودة التاريخ للوراء بسبب تلك العقليات التي لم تستفد من الماضي ولم تعِ متطلبات المرحلة الحالية من التصالح والتسامح والأخذ بالإعذار والتغاضي عن الأخطاء ما دام الجميع يعمل من أجل الوطن وقضيته . أن الكثير ممن يؤيدون الحراك الجنوبي قد خفت تعاطفهم بسبب تلك الخلافات وهو ظاهر للعيان من خلال المظاهرات التي تخرج الآن والتي لا تزيد أعدادهم عن المئات بينما قبل سنتين كانت الجماهير تخرج بالآلاف فتهز أركان النظام وتلفت أنظار العالم وليس قولي هذا تثبيطا للمعنويات بل زجرا لمن لم يتعظ ممن أصبح يتحمس حماسا فارغا يضر بقضية شعب الجنوب ولا ينفعها
3. عدم القبول بالتنوع الثقافي والسياسي: رغم أننا في الجنوب العربي اليمني مسلمون مئة بالمائة وليس بيننا خلافات مذهبية كما هو الحال في بعض البلدان إلا أن الظاهر أن كثيرا من قيادات الحراك الجنوبي يفرضون شروطا خاصة للقبول بمن سيشاركهم مسيرة الحراك وعلى سبيل المثال عرض بعض الحضور في اجتماع عقد في يهرانضمام بعض الإسلاميين إلى صفوف الحراك إلا إن العرض قوبل بالرفض والاستهجان من المجتمعين الأمر الذي أظهر أن الحراك الجنوبي خاص بالقيادات الاشتراكية السابقة التي ترفض القبول بالآخر , وهو الأمر الذي أثار حفيظة الكثير ممن ينتمي إلى التيار الإسلامي الجنوبي المعتدل , فالناس تنظر إلى أن الحراك الجنوبي يمثل كافة شرائح الجنوب الاجتماعية والسياسية والثقافية ولا يمثل فئة معينة . وهو ما سيعكس نفسه على شكل الدولة القادمة التي ينوي ينوي إقامتها هؤلاء القادة بعد فك الارتباط .الأمر الذي جعل قيادات التيار الإسلامي داخل الحراك الجنوبي تفكر بإنشاء حركة جنوبية مستقلة , و بالفعل أعلنت حركة النهضة الجنوبية التي توجس الكثير من قيادات الحراك الجنوبي ممن يحمل الفكر الاشتراكي وآثار حولها العديد من التساؤلات رغم أن جميع مؤسسيها وأعضائها جنوبيون مئة بالمائة ومن العاملين في صفوف الحراك الجنوبي منذ انطلاقته في بداية 2006م ومن المعروفين في الوسط الاجتماعي , مثل المؤسس لها فضيلة الشيخ عبد الرب السلامي , والأمين العام هاني شيبان والشيخ الفاضل نادر العمري والأستاذ القدير عادل الجعدي وغيرهم الكثير . إلا أن تاريخهم الدعوي والنضالي لم يشفع لهم عند الكثير من قيادات الحراك الجنوبي ذي التوجه الإشتراكي , فمنهم من يشكك بصدق نواياهم تجاه الجنوب ومنهم من يظن أنهم صنيعة حميد الأحمر وحزب الإصلاح وبعض قيادات الحراك يتهمهم بالانتماء إلى تنظيم القاعدة وظهورهم كفصيل جنوبي يربك حسابات دول الغرب تجاه قضية الجنوب وغيرها من التهم التي تحرض صغار مناصري الحراك من الشباب على العمل ضد التيار الإسلامي الجنوبي وهو ما رأيناه من اعتداء على المهرجانات والندوات التي إقامتها هذه الحركة . مثلما حدث في يافع رصد والحبيلين وعدن من تقطيع وإحراق اللافتات وهو الذي يؤسف له جدا وكان ينبغي ان تقبل فصائل الحراك ببعضها وتوحد صفو فها تجاه الهدف الواحد وهو تقرير مصير الشعب الجنوبي دون تهم ولا تخوين . علماً أن كثيرا من علماء ومشايخ الجنوب يبذلون جهودا كبيرة في سبيل قضية الجنوب مثل الشيخين الفاضلين مناف الهتاري واحمد با معلم , وغيرهم .
4 . التصالح والتسامح
التصالح والتسامح قيمة من القيم الإسلامية النبيلة التي حافظ ليها مجتمعنا اليمني الجنوبي إلا أن مهرجانات التصالح والتسامح التي يقيمها نشطاء الحراك الجنوبي قد أظهرت خلافات قديمة عفا عليها الزمن وطواها النسيان , منها الخلافات المناطقية التي ظهرت مؤخرا على السطح بعد ان كنا تجاوزناها وأصبحت جزءا من الماضي فلوأننا لم نتصالح ولم نتسامح لكنا متصالحين متسامحين وذلك خير من إقامة مهرجانات يرفضها الكثير من أنصار الحراك الجنوبي ويتم فيها إهانة بعض القيادات بإنزالهم من على المنصات ومنعهم من مخاطبة الناس رغم أنهم من القيادات التاريخية للجنوب أمثال ناصر النوبة الذي تم إنزاله بالقوة من مهرجان 30 نوفمبر 2011م وأهانته أمام الآلاف من الجماهير و هو المؤسس الأول للحراك الجنوبي مما جعله يرفض حضور مهرجان التصالح والتسامح في 13يناير 2012م في خور مكسر خشية أن يتكرر ما حدث في نوفمبر الماضي .
أن التصالح والتسامح الذي ننشده هو التصالح على ارض الواقع والذي يعتبر جميع الصراعات السابقة بين أبناء الجنوب جزءا من الماضي الدفين الذي لا يمكن أن يعود أبدا لا بالقول الذي ينافي الحقيقة ويؤجج صراعات جديدة من التخوين والتهديد والطعن في الولاء الوطني وإطلاق التهم جزافا وبدون أي دليل .
أن المجتمع الجنوبي مجتمع شاب تعلم في ظل ظروف جنوبية متسامحة ولم يعلم ما حدث في الماضي إلا من خلال الأخبار والمناقلات , ويسعى نحو المستقبل الذي يضمن العدالة والحرية والمساواة بين جميع أفراد شعب الجنوب . كما أن التصالح والتسامح ينبغي أن يكون مع شعب اليمن الشمالي الشقيق فهم أشقاؤنا ونشترك معهم في الجغرافيا واللغة والدين وما حدث من صراعات قديمة بين الشعبين ينبغي نسيانها والتغاضي عنها وإقامة علاقة أخوية بين الشعبين لا علاقة عداء تؤجج الصراع وتنشر الخوف والذعر ولا علاقة حرب تنشر الدمار والألغام بين البلدين وان ما أصابنا كان من عصابة إجرامية لم تقم دولة في الأصل .
5. الإقصاء والتهميش : وهذا الأمر المؤسف يعرفه قيادات الحراك فيما بينهم خلال الاجتماعات وانتخاب القيادات وتوزيع المهام داخل أروقة مجالس الحراك , والذي تظهر فيه الميول المناطقية حتى داخل بعض المديريات , مثلما حدث في اجتماع يافع بلبعوس والذي أراد من خلاله أبناء يافع العليا السيطرة على الجانب المالي باعتبار أن يافع السفلى غير مساهمة بالدعم بشكل فعال , ولم يبحثوا عن الشخص النزيه الذي يحافظ على المال المقدم من الداعمين والذي يقدم أساسا للجرحى وأسر الشهداء , وكذلك رفض أبناء ردفان انعقاد المؤتمر العام في يافع وقس على هذا بقية مناطق الجنوب .
6. الهمجية والغوغائية وعدم احترام أوامر القيادة : أن الكثير من أنصار الحراك الجنوبي لا يحترمون قياداتهم ولا ينفذون أوامرها كما ينبغي , ويعتبر رئيس مجلس الحراك بالمديرية أو المحافظة رئيساً شرفياً غير مطاع , وهذه هي الهمجية التي يلمزنا بها بعض أتباع صالح والتي تغضبنا وتستفز مشاعرنا غير مستفيدين من انتقاداتهم لنا فنصحح أوضاعنا .
إن إتباع أوامر القيادة لهو العنصر الأساسي والعامل المهم في النصر والتمكين حتى ولو كنا ثلاثة نفر وهو ما أمرنا به رسولنا صلى الله عليه وسلم بالعمل به وإتباعه فالحراك السلمي الجنوبي هو حركة شعبية ينبغي أن تكون لها قيادة مطاعة مهابة تطبق العقوبة على المخالف ولو زجرا بالقول , أفرادها مستعدون لكل طارئ لا أن يصيح بعض الشباب الهمجي لا قيادة بعد اليوم . فمن يقود الجنوب أن لم تكن له قيادة وكثير من من المظاهرات تخرج بدون قيادة ولا تنظيم مما يعرضها للضرب من قطعان صالح الإجرامية ويسقط الشهداء والجرحى ويحدث ما كان ينبغي ألا يحدث , ففي الوقت الذي نجد فيه أنصار الحراك الجنوبي يتحمسون لتصريحات المناضل حسن باعوم نجدهم في المقابل غير آبهين بنصائحه وتوجيهاته التي يصدرها غالبا من داخل السجن والتي تثير الحماس والتعاطف الآني الذي ما يلبث أن يتلاشى مع الوقت , الأمر الذي يظهر أن هؤلاء غير جادين بالالتزام بتوجيهات القيادة وهو ما سيجعل الحراك مجرد ظاهرة صوتية ليس إلا , مما جعل كثيراً من دول الجوار الإقليمي والعالم غير متعاطفة مع شعب الجنوب وقضيته وهو ما نراه جليا من خلال التصريحات والمواقف المعلنة لتلك الدول .
وهناك أخطاء أخرى غير أن التطرق لها في مثل هذا الوقت غير مجد ويجلب شماتة الأعداء بنا وبقضيتنا , وقد اكتفيت بذكر الأخطاء الظاهرة دون الباطنة سعيا مني في المساهمة بتصحيح مسار حركة النضال السلمي الجنوبي وتوجيه دفة الثورة الجنوبية نحو النصر والاستحقاق المنشود بتقرير مصير شعب الجنوب .