آخر الاخبار

إسرائيل تكشف عن 13 قياديا حوثيا وتنشر صورهم ضمن بنك أهدافها.. والمختبئون في الجبال من مقربي عبدالملك الحوثي تحت المراقبة دبلوماسية أمريكية تتحدث عن عملية اغتيالات لقيادات جماعة الحوثي وتكشف عن نقطة ضعف إسرائيل تجاه حوثة اليمن رئيس الأركان يدشن المرحلة النهائية من اختبارات القبول للدفعة 35 بكلية الطيران والدفاع الجوي هكذا تم إحياء الذكرى السنوية ال 17 لرحيل الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر بالعاصمة صنعاء مسيرات الجيش تفتك بقوات الدعم السريع والجيش السوداني يحقق تقدما في أم درمان محمد صلاح في طليعتها.. صفقات مجانية تلوح في أفق الميركاتو الشتوي حلف قبائل حضرموت يتحدى وزارة الدفاع والسلطة المحلية ويقر التجنيد لمليشيا حضرمية خارج سلطة الدولة مصابيح خلف القضبان.... تقرير حقوقي يوثق استهداف الأكاديميين والمعلمين في اليمن الإمارات تعلن تحطم طائرة قرب سواحل رأس الخيمة ومصرع قائدها ومرافقه بينهم صحفي.. أسماء 11 يمنيًا أعلن تنظيم القاعدة الإرهـ.ابي إعدامهم

لماذا استسلم اليمنيون للخوف والموت البطيء؟
بقلم/ د . عادل الشجاع
نشر منذ: 4 سنوات و 6 أشهر و يومين
السبت 27 يونيو-حزيران 2020 05:18 م
 

قال له صاحبه وهو يحاوره : أثبت الشعب اليمني أنه ميت ، ولو كانت فيه حياة لما صبر على هذه الطوابير التي يتجمع فيها عشرات الآلاف يقضون أياما وأسابيع في هذه الطوابير ليحصلوا بعد ذلك على ٣٠ لتر بنزين وبأسعار تفوق الأسعار العالمية عشرات المرات . ولو كان في هؤلاء عرق ينبض بالحياة لاانتفضوا على هذه العصابة السلالية التي صادرت منهم كل وسائل الحياة وجعلتهم يعيشون حياة الأموات .

فرد عليه قائلا : المشكلة ليست في الشعب ، بل في النخب التي تخلت عن مسؤليتها وتعايشت مع الواقع وشكلت تقاعسا وفشلا فكريا سحق القدرات والطاقات الممكنة لرفض الواقع ، مما شكل إحباطا قوض مطالب الناس وأصابهم بخمول مزمن . الشعوب دائما تحتاج إلى قادة يحركون طاقتها ويعملون على تثويرها للوصول إلى حقوقها .

والشعب اليمني فقد هذه القيادة ووقع بين فكي كماشة : الأحزاب من جهة والنخب السياسية من جهة أخرى . لقد أصيبت الأحزاب السياسية بالعجز عن تجديد خطابها فلجأت قيادات هذه الأحزاب إلى ضخ خطاب الكراهية لتشغل قواعدها بالصراع في قضايا ثانوية على حساب القضية الرئيسية وهي الدفاع عن الجمهورية والوحدة .

فأنت ترى خطاب المؤتمري المحمل بالإقصاء للإصلاحي ، وبالمقابل خطاب الإصلاحي المتعالي الذي يحمل المؤتمر كل نكسات اليمن منذ إنهيار سد مارب وحتى اليوم . وتجد على هامش هذان الخطابان ، خطاب الاشتراكي الذي يرتكز على أوهام وخيالات لا توجد في الواقع . جميع الخطابات تغض الطرف عن احتلال الحوثي لصنعاء وتبعيته لإيران ، وتغض الطرف عن احتلال الانتقالي لعدن وسقطرى وتبعيته للإمارات .

مواقف هذه القيادات الحزبية هي التي قبرت الشعب في مهاوي الخوف والانحراف عن الحق وأبعدتهم عن الدفاع عن الحق المقدس . كل حزب أصيبت قواعده بالتخمة في تعظيم قياداتها التي أصيبت بالشيخوخة البدنية والعقلية . ولم تكتف هذه القواعد بذلك ، بل تحاول نقل صراع الماضي إلى الحاضر والمستقبل .

أما النخب التي يقع على عاتقها مسؤلية تثوير الناس ، فقد تعايشت مع خوفها ونقلت هذا الخوف إلى الناس وأجبرتهم على التعايش معه وتخويفهم من أي ثورة أو انتفاضة للمطالبة بحقوقهم . لقد ركنت هذه النخب إلى الطمأنينة المزيفة . لم تدرك هذه النخب أن الأمر حينما يتعلق بالحق والحرية والكرامة ، فلا مجال للمهادنة ولا لأنصاف الحلول .

لذلك أقول ، إنه لا يمكن تبرير مواقف قيادات الأحزاب ولا النخب السياسية المتخاذلة التي كشفت ظهر الشعب وتركته لقمة سائغة للمشروع السلالي في الشمال والمشروع المناطقي في الجنوب . ماهو دور الأحزاب إن لم يكن تحريض الناس على أخذ حقوقهم والانتصار لكرامتهم . لماذا تظهر كرامة المؤتمري أمام الإصلاحي والإصلاحي أمام المؤتمري وتداس هذه الكرامة تحت أحذية الحوثي والانتقالي ؟

أقول بكل وضوح : إن قيادات الأحزاب والنخب السياسية كبلت طموحات الناس بالخوف وأقنعتهم بالذل . هذه القيادات أوقعت نفسها في دائرة الابتزاز الداخلي والخارجي وجعلت من الخوف هاجسا يوميا وقائما كسيف مسلط على رقاب الناس وشوهوا التفكير الثوري .

نحن مدعون اليوم إلى مواجهة الخسة والنذالة والخوف من أجل مستقبل أفضل لنا وللأجيال القادمة . الأحزاب هي سند المقهورين والمظلومين . احضنوا بعضكم البعض مؤتمريين وإصلاحيين قبل أن تتعايشوا مع آلامكم ويحكم عليكم الزمن بتكبدها والتعايش معها ، وتتيهون في الأرض أربعين عاما . ليس من المنطقي أن تهجر كل القدرات والطاقات العسكرية والسياسية والفكرية والثقافية خارج البلد وتبقى طحالب التاريخ المتعفنة هي المتحكمة بالقرار !