حتى يضع السلاح ويصبح الحوثي مواطن .
بقلم/ كاتب/مهدي الهجر
نشر منذ: 12 سنة و شهرين و 29 يوماً
الأربعاء 15 أغسطس-آب 2012 01:34 ص

محافظة أبين منطقة منكوبة ، ونكبتها هم أنصار الشريعة ..

لكن محافظة صعدة نكبتها أعظم ، وجرحها أعمق ، ونزيفها مزمن ، ونكبتها هم أنصار الله .

وبين الأنصار والأنصار روائح البارود والمفخخات والفجور والغدر والموت الذي يوزع بالمجان ولا يستثني أحد .

وللأنصار والأنصار علامة مميزة ، وماركة موحدة ، وطباع تلتقي .

ــــ فالشعار هنا الموت لأمريكا ، وهو هناك الحرب على الأمريكان ، لكن الذي يتجرعه هم أبناء اليمن الركع السجود الأمير منهم والمأمور والكَلَ و المعدوم .

ـــ الأنصار في أبين يستهدفون الجيش بمبرر أنه عميل وأنه صار تبعا للأمريكان ولا حرمة عندهم لأحد عسكري أو مواطن طالما تأكد لدى الأنصار أنه منافقا خالصا حتى ولو أتوا على الجيش كله وثلاثة أرباع الشعب ، فحكمهم حكمهم طالما ربطهم الولاء ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) .

كذلك الأنصار في صعدة فعلى العسكري والصف والضابط واللواء والجيش تدور الدوائر ، وكذلك المواطن الذي في صفهم ..لأن القوم هنا عملاء وأذيال للشيطان الأكبر وإسرائيل ، والموت طبعا لأمريكا واليهود . 

ـــ في أبين استولى الأنصار على الدبابات والمدرعات والأطقم والرشاشات ومختلف السلاح بعد أن قتلوا في الجيش وأسروا وغنموا ..وكذلك فعلها إخوانهم الأنصار في صعدة من قبل حيث استولوا وحصلوا على مختلف السلاح الثقيل والخفيف بعد أن قتلوا واسروا وغنموا .....

 غير أن غنيمة أنصار الله في صعدة كانت أكبر وأوسع وذات نوعية .

ــ الأنصار في أبين تدربوا في أفغانستان والصومال ثم تعززوا بإخوانهم من أنصار اثيوبيا والصومال ومصر والجزائر والجزيرة العربية لأجل تدمير أبين وما جاورها وقتل اليمنيين والجيش ...وكذلك فعلها أنصار الله في صعدة حيث تم تدريبهم في لبنان وإيران والعراق وفي جزر افريقية مختلفة، ثم تعززوا بإخوانهم من أنصار حزب الله ، وجيش المهدي (الصدر ) والحرس الثوري الإيراني ، والمنطقة الشرقية للسعودية لأجل تدمير صعدة وما جاورها وقتل اليمنيين والجيش.

ـــ أنصار أبين أعلنوا عن قيام إمارتهم فحلوا أجهزة السلطة المحلية بعد ان غنموها فساسوا الناس على برنامجهم وأقاموا الحدود ، وجمعوا الواجبات المالية من الرعية ، ثم أعلنوا تصدير إماراتهم إلى مناطق الجوار ...لكن أنصار صعدة كانوا احزم في البسط على أجهزة السلطة المحلية و السيطرة على الناس وسياستهم على منهج آل البيت عليهم السلام و في تصدير أنفسهم إلى محافظات الجوار ، ولم يأخذوا من الناس سوى حقهم في الخمس وما تقتضيه سلطتهم على الناس من واجبات مالية مختلفة والتي لم تتجاوز جبايتها في شهر رمضان سوى المليار والنصف ..

الفارق .... أن أنصار الله في صعدة عليهم السلام تميزوا على أقرانهم في أبين بعدد من المقومات ونقاط القوة :

ــ فيزيدون على أنصار الشريعة بغطاء سياسي جرته عليهم آياتهم (آيات الله ) في صنعاء سواء كانوا في السلطة أو في المشترك ، وآياتهم السياسية تلك قيل أنها من المكر والخبث والدهاء ما تفوقت على إبليس ذاته .

كما يزيد أنصار الله في صعدة على أقرانهم في أبين في أن لهم سند إقليمي ودولي تمثله إيران والتي تتعهدهم باستمرار بدعمها المادي واللوجستي والبرامجي حتى أنها وطأة لهم مناطق كانت في الأصل لهم مغايرة ، واشترت لهم ذمم عدد كبير من النواب والسياسيين والإعلاميين وقيادات سياسية وعسكرية وأمنية ودبلوماسية إلى الحد الذي أصبح لأنصار صعدة الحصانة فلا يسألهم أحد عن ما يفعلوه .

وأصبح الحوثيون (أنصار الشريعة ) أشبه بدولة مستقلة داخل الدولة يفرضون مذهبهم الفقهي والسياسي عنوة، ويتعاملون ببروتكولاتهم السياسية ، ويختصون بمواردهم المالية ، ولا يقبلون ان يمرر على صعدة أمراً إلا عن طريقهم هم .

وكل ذلك تبعا لمشيئة السيد عليه السلام .

ولأنصار الله في صعدة مكرمة أخرى سبقوا بها أقرانهم في أبين .

فلهم حصة الأسد في لجنة الحوار ، ولهم خمسة أحزاب في نسيج النظام السياسي ، وفضائية ، ومثليها صديقة ، ولهم بساط ممتد من منظمات المجتمع المدني ...كلها في ظل رعاية إيرانية ممنهجة وفي ظل سياسة استرضاء من السلطة .

**********************

كما أن أنصار الشريعة في أبين لا يمثلون الحالة العامة هناك ، وحقهم ان يقرعوا بالعصا جزاء وفاقا ، كذلك إخوانهم أنصار الله في صعدة ، وحقهم أيضا أن يقرعوا بالصميل ، جزاء وفاقا .

غير أن أبين أغاثها الله بأبناء بررة منها يمسكون أدوات السلطة ...فهل على الذبيحة صعدة أن تنتظر فرصة مجيء البررة منها لتستعيد عافيتها ؟ أم أنها بعيدة ، بل ربما قد تسبق فرصة الجلاد على فرصة البررة .

لقطة :

كلا الأخوين فساء ولكن شهاب الدين أضرط من أخيه

قرارات مرسي الأخيرة ورد فعل صالح

قرارات مرسي الأخيرة فرصة لن يلتقطها هادي ، بل سيلتقطها صالح بعمليات من الحجم الفظيع لشل اي قرار يستهدف منظومته ، ولإعطاء رسائل واضحة تعزز فكرة سابقة مفادها ..اليمن حالة تختلف ... وأي تجاوز لميزان القوى الحاصل سيقود الى كارثة ..

لذلك ترقبوا ردود فعل صالح السريعة