مدير مكتب وكالة سبأ بمحافظة مأرب يتعرض للاعتداء ويوجه بلاغا لعضو مجلس القيادة اللواء سلطان العرادة والنائب العام عاجل قبائل البيضاء: المليشيات الحوثية تنسيق مع الجماعات الارهابية وتزودها بالإمكانيات وتسهل اعمالها لتحقيق هذه الأهداف الرئاسي اليمني يتطلع إلى شراكة أوسع مع أميركا لردع الحوثيين تركي آل الشيخ يثير الجدل بصورة.. هل نشاهد محمد صلاح في الدوري السعودي؟ القبض على رئيس كوريا بعد اشتباك بسيط مع حراسته.. الرئيس المعزول يقول أنه سلم نفسه ''حقناً للدماء'' سبب واحد متعلق باليمن.. لماذا يرغب ترامب في انجاز صفقة غزة قبل توليه منصبه رسميًا؟ المبعوث الأممي يقدم إحاطة جديدة أمام مجلس الأمن بشأن آخر المستجدات في اليمن مع استمرار تدهور العملة بشكل مخيف.. البنك المركزي اليمني يعلن عن مزاد لبيع 50 مليون دولار وزارة الداخلية.. إحالة مسئولين في رئاسة مصلحة الأحوال المدنية إلى المجلس التأديبي وترقية موظفين آخرين مجلس القيادة.. اقرار خطة الإنقاذ الإقتصادي وخطة إعلامية وتوجيهات أخرى تخص حضرموت
ليس بغريب على الجماعات والعناصر المسلحة أن تنفذ عملية نوعية ضد العسكر والقادة كالأخيرة في مأرب، بل وتدأب إلى ما هو أعظم من ذلك وأكبر حجماً وضرراً.
وليس بغريب على جهاز الأمن والمخابرات أن يفشل في كشف ورصد هذه العملية، فقد فشل في كشف ماهو أعظم، كما حصل في السبعين من مجزرة دموية.
ولكن الغريب هذه المرّة ردّة الفعل الحكومية التي استهدفت قرى ومساكن المدنيين، مما أسفر عن سقوط أعداد بين قتلى وجرحى من شيوخ ونساء وأطفال.
عملية للجيش هي الفريدة من نوعها شارك فيها الطيران الحربي وراجمات صواريخ أستهدفت أحياء سكنية، ليس في إدلب ولا حمص وريفها وليس في سوريا ككل، بل في اليمن بمأرب، المنفذ ليس الجيش السوري النظامي بأمر من الجحش فاقد الشرعية بشار، بل الجيش والطيران اليمني بأوامر عليا من القادة الشرعيين.
القصف العشوائي والمتعمد بالطيران والكاتيوشا دون مبرر ولا سابق إنذار، يشبه في الحال ما يقوم به جيش بشار وشبيحته من قصف واستهداف للمدنيين في مساكنهم، كما حصل بمنطقة العرقين من إستهداف لمنزل المواطن والشيخ المسن عبدالله المصري العقيلي مما أسفر عن إستشهاده وأحد أقاربه وإعاقة إبنه وجرح خمسة أطفال آخرين وامرأة، وأشبه بهذا بمناطق أخرى بوادي عبيدة.
مهما بلغ حجم الضرر، واستمد عدوان تلك العناصر، فلا مبرر لما قامت به القوات المسلحة من ردة فعل بهذا الشكل، لكون المعركة لم تكن بين دولتين أو جهه بعينها، بل كانت مع عصابات، والمعركة مع العصابات لا يستخدم فيها الطيران والكاتيوشا، بالذات دون تحرّي أو متابعة ورصد لأماكن تواجد تلك العناصر.
ومن المعلوم أيضاً أن العناصر التي قامت بقتل القادة والعسكريين لاذت بالفرار بعد أن غنمت الأطقم العسكرية وفرت إلى مناطق بعيداً عن رصد الأعين تختبي فيها، وقد فشل جهاز الإستخبارات في متابعتها ورصدها، وكرّس فشله أيضاً في نقل المعلومات عن أماكن تواجدها إن كان الاستهداف متعمد لمنازل المواطنين الأبرياء .
كما أن نتائج الغارات التي استهدفت منزل الشهيد المصري تشير إلى أن الاستهداف كان متعمداً وليس عن طريق الخطأ، ويأكد ذلك كثافة الغارات والصواريخ التي استهدفت المنزل وما جاوره من منازل، ولا عذر للحكومة من التحقيق في الحادث ومحاكمة المتورطين في الجريمة، سواء من أعين على الأرض أو قادة في غرف العمليات أو طيارين.
فهل بقتل المدنيين الأبرياء من شيوخ وأطفال ونساء قضت الحكومة على الارهاب أم أنها أضافت إليه إرهاباً آخر؟ وهل المهم لديها أنها تقتل بعد مقتل العسكريين كان من كان؟!.
من المعلوم أنها أضافت إليه إرهاباً آخر، وبإمكانها القضاء على الإرهاب واستئصاله بأقل تكلفة، عندما تكون هناك مساعي حثيثة وموحدة في طريقة التحري ودقة المعلومات، وعدم التهور والانزلاق في مثل هذا الحدث العبثي، هذا إذا كانت هناك نوايا صادقة في بسط الأمن والاستقرار، والحفاظ على الأرواح المدنية والعسكرية والممتلكات العامة.
وللحفاظ على أرواح الأبرياء من مدنيين وعسكريين يجب كشف الغطاء عن الإرهابيين المندسين في الأجهزة الأمنية والوحدات العسكرية، الذين يقدمون أبناء القوات المسلحة المخلصين لقمة صائغة لتلك العناصر، ومن ثم يقومون بدورهم بتنفيذ ضربات متعمدة على أهداف مدنية، ومن يعمل منهم بجهاز المخابرات يقوم بنقل معلومات إستخباراتية مغلوطة ومضللة للإيقاع بالحكومة في استهداف مدنيين أبرياء، لتفتح عليها أبواب جهنم من ردود أفعال أهالي الضحايا لتوسيع نطاق التخريب والعنف.
هناك طرف ما مستفيد من هذه المآسي، يقف ليس ببعيد عن غرف إدارة الحرب استطاع بنفوذه اختراق القيادات العسكرية والأمنية ما لم تكن هي بعينها ذلك الطرف، فأزهقت العديد من الأرواح المدنية والعسكرية، وتضررت المصالح العامة، وسيبقى هذا الطرف يتلاعب بالأرواح اليمنية ويسفك المزيد من الدماء، ما لم يتم إلقاء القبض على عناصره ومحاكمتهم، أو حتى إبعادهم عن المؤسستين العسكرية والأمنية.