آخر الاخبار

الرئيس أردوغان: سنتحد أتراكاً وأكراداً وعرباً لهدم جدار الإرهاب كريستيانو رونالدو يشعل قلوب متابعيه في السعودية بصورة مع الأمير محمد بن سلمان.. تحذيرات دولية من إزدهار القرصنة في البحر الأحمر بسبب سياسات الحوثيين في أول إجتماع بعد عودته من أبوظبي.. عيدروس الزبيدي : المجلس الانتقالي بات رقمًا صعبًا على الساحة وعليكم التمسك بقضية الجنوب ولا تتراجعوا ولا تتطرفوا الرئيس اللبناني مخاطباً وفدا ايرانيا رفيعا: لبنان تعب من حروب الآخرين ووحدة اللبنانيين هي أفضل مواجهة الغارديان.. نتنياهو بات عبئاً على بايدن ولن يتحقق السلام حتى يرحل تيك توك يقوم بتسريح موظفين على مستوى العالم من فريق الثقة والأمان أول دولة عربية تتبنى تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز الخدمات الحكومية الجيش السوداني يصل القصر الرئاسي بالعاصمة الخرطوم .. وقوات الدعم السريع تتعرض لانتكاسات واسعة في عدة مدن سودانية لماذا أعلن الرئيس زيلينسكي استعداده للتنحي عن رئاسة أوكرانيا؟

ملائكة وشياطين
بقلم/ عبدالله محمد شمسان الصنوي
نشر منذ: 9 سنوات و 11 شهراً و 6 أيام
الخميس 19 مارس - آذار 2015 01:10 م

لست، هنا، بصدد التحدث عن رواية دان براون التي تحمل العنوان أعلاه، لكني أتحدث عن واقع وصلنا إليه في صراع الحق والباطل، الصائب والخاطئ، المنطق واللامنطق، مع فارق التشبيه، فمن المستحيل أن يصل مَن أشبّههم، هنا، بالملائكة، لأعمال الملائكة التي لا تخطئ، وليس لها أن تقع في الخطأ. لكن، من المؤكد أن شياطين الإنس فاقوا نظراءها من الجن في مكرهم وغيّهم وفجورهم، وأصبحوا بذلك أساتذة زمانهم، لكن الأسوأ في الأمر حينما يرتدي الشيطان عمامة الدين، ليخفي قرون الشر، ويتحدث بلسان الناصح الأمين، ويهمس في أذنك إني لك من الناصحين وخنجره المسموم في خاصرتك.
لم يعد خافياً على أحدٍ، اليوم، كمية الاستقطاب التي يشهدها الشارع اليمني. فتح الحوثيون باب الاستقطاب المذهبي والطائفي على مصراعيه، بل السياسي الفئوي والمناطقي، ومع هذا الاستقطاب الحاد، يقف اليمنيون على فسطاطين، مع الانقلاب أو ضده، ولكلٍ وسيلته التي يعبّر بها عن موقفه هذا.
لا يمكن التنبّؤ بسيناريو الأيام المقبلة، فالمشهد اليمني معقد، وليس في وسع أحد أن يرسم خارطة طريق للمستقبل، فالمفاجأة كبيرة وسريعة، وتحدث تغيّراً جذرياً في المشهد برمته. أذكر جيداً ليلة سقوط صنعاء. كنت أتابع الأخبار عن طريق \\\"فيسبوك\\\" ومواقع إخبارية، وكانت أخبار المقاومة والثبات المتصدّرة. سهرت، تلك الليلة، إلى ما بعد الفجر، ونمت، وكلي أمل بالنصر على الغزاة المحتلين، وصحوت بعد عصر ذلك، اليوم، ولكن، على خيبة أمل كبيرة. نمت في عهد الجمهورية، وصحوت في عهد الإمامة الملكية الهاداوية.
في دقائق، تساقطت الدولة ومؤسساتها وهيبتها كأوراق الخريف. يومها، لعن اليمنيون اليوم الذي اختاروا فيه هادي ليحكمهم، وكيلت التهم بالجملة للرجل، بالخيانة والعمالة والتواطؤ مع المليشيات وإضاعة الدولة. هو نفسه الرجل الذي نصطف في صفه، اليوم، وندعمه كمستجير من الرمضاء بالنار، أو كالغريق الذي يتمسك بقشة، فإن صحّت تهم الخيانة في حقه، وأنه أحد الذين ساهموا في انقلاب الحوثيين عليه، وعلى الدولة، كما وصفته صحف أميركية يومها، ووصفته بأول رئيس ينقلب على نفسه، كيف نأتمنه، اليوم، على الأقل في الجزء المستقل من اليمن، وإن لم تصح هذه التهم، فهو أقل من أن يعيد الأمور إلى مسارها، في الوضع الراهن والمعقد.
ولأن الزمن لا يعود إلى الوراء، وليس لنا إلا اليوم ننظر فيه، واليوم يقول إن الحوثيين أصبحوا رقماً صعباً، وأي حل سياسي لا يمكن أن يتجاوزهم، هذا ما تدركه كل القوى السياسية، وأي حل عسكري سيدخل البلاد في فوضى عارمة، يصعب وقفها.
مكر الشياطين يتجلى واضحاً، في تحركات الحوثي وحليفهم الاستراتيجي علي صالح، سواء السياسية أو العسكرية، فإذا دخلوا حواراً تحت ظل شرعية هادي التي سيعترفون بها عاجلاً أو آجلا، فهم، بلا شك، سيتصدرون المشهد في المستقبل، ولهم النصيب الأكبر من الكعكة، وسيكون الحوار مخرجاً آمناً للحوثيين وعلي صالح، كما كانت المبادرة الخليجية السابقة، والتي شكلت طوق نجاة للمخلوع وحلفائه، والتي تعد أحد المسببات لما وصلنا إليه اليوم.
في المشهد اليمني المكتنف بالغموض والحيرة، ربما القبائل وحدها التي تعرف طريقها بوضوح، وأقصد، هنا، قبائل مأرب وشبوة والجوف والبيضاء، وهي ملائكتنا المنشودة، والتي حددت مهمتها، وهي إيقاف الحوثيون عند حدهم، في حال إقدامهم على مغامرة غير محسوبة.