فَاتَكَ القطار يا صالح ..وقُنبلة اللواء علي محسن لم تعد كافية!
بقلم/ د.علي مهيوب العسلي
نشر منذ: 13 سنة و شهر و يومين
الأربعاء 12 أكتوبر-تشرين الأول 2011 05:30 م

بعد أن عاد صالح من السعودية في جنح الظلام وما رافق ذلك من لغط حول عدم رضا و معرفة القادة السعوديين بذلك ،كونه خرج إلى المطار فقط ليودع بعض المسئولين ..ما هذا الهراء يا هؤلاء ! أما زلتم لم تتعلموا من الدروس بعد كل هذه الشهور ولم تفهموا ما الذي تريده الشعوب وان إعلامكم وكذبكم لم يعد صالحا في هذا الزمن الذي استيقظت فيه الشعوب من سباتها فلما كل هذا الاستهبال بها وهم الذين سينتصرون في نهاية المطاف حتماً ؟ !!

نعم لقد عاد وليته لم يعد .. فقد عاد ليفجر الأوضاع ويعكر المشهد السياسي والاجتماعي والديني والأخلاقي أكثر مما هو فيه ،ويعود بالوطن إلى بداية حكمه المشئوم !

لقد اصدر قرارات واستشارات اقل ما يقال عنها أنها في الوقت الضائع , فبعد عودته دعا صالح إلى اجتماع العلماء لإصدار فتوى في الوضع ،غرضه في ذلك استخدام الدين فيما يرتكب من مجازر ،وهو بذلك يقلد حكام آل سعود وليته قلدهم بما ذهبوا إليه ،فهم استأنسوا بالعلماء ليشركوا المرأة في الحياة العامة والانتخابات بينما علماء الدفع المسبق أفتوا له بقتل النساء وذبحهن فيا للمفارقة العجيبة ، حتى انه لم يتعلم من أسياده ! لكن العالم الحر كان له ولأمثاله بالمرصاد عندما قطفت بنت اليمن جائزة نوبل للسلام وكان هذا هو الرد الأول له وللملك السعودي ، فلم يعد لك من الوقت يا صالح لتلعب غيرها ، وفي كل دقيقة تمر عليك في السلطة تخلد فيها ذيل قائمة قادة العالم السيئين جزاءاً لما اقترفت في جعل اليمن في ذيل دول العالم في شتى مناحي الحياة .

اجتمع العلماء وأفتوا له ما يريد ليوسدوه على الطريقة الدينية .طبعا هذه الفتوى غرضها الرجوع إلى الخلف ، أي إلى ما قبل الديمقراطية كتوطئة لاجتماعه القادم مع ما تبقى له مما يسمى بمجلس الشورى والنواب الذين خطب فيهم محذرا ومتوعدا لقوى الثورة ، واهم ما لفت انتباهي في الحديث انه سيتنازل عن الحكم خلال أيام ،ولا ادري لماذا بعد أيام ؟ وقد استطاع أن يلم ما تبقى له من بقايا إذا كان يؤمن بهم وبالمؤسسية كما يدعي , كان الأجدر به أن يتنازل في هذا الاجتماع إذا كان يحترمهم فعلاً لا قولا. لكن مخطط صالح كما يبدو هو الإعداد للانقلاب على نفسه ،إذ يتوقع أن يعلن مجلسا شكليا يضمن عدم محاسبته على غرار المجلس العسكري في مصر! ولذلك أنبه وأحذر ما يسمون بالعقلاء والمحايدين من أن يكون مطية لهذا الملعوب الذي يلوح بالأفق أمثال القائد الجايفي والقمش وأبو حورية وغيرهم ،وعليهم أن يعلنوا موقفهم بوضوح الآن وليس غدا .إما أن يختاروا الثورة أو يختاروا صالح وعائلته ،وحتما أنهم سيختارون الثورة. وما لفت انتباهي كذلك عندما أعلن انه لا يخاف من الموت، وقال لقد مت خمسة عشر يوما وكان من المفترض أنني أموت بعد الثورة ولا ندري ماذا يقصد بعد الثورة ! أهي ثورة الشباب أم ثورة سبتمبر أم ماذا ؟! المهم انه أكد انه بعد الحادث مات خمسة عشر يوما وهو بذلك قد فند كذب دهاقنته في الإعلام الرسمي وما نسب له من خطاب بعد الحادث المدان الذي تعرض له .

ومما قاله أيضا أن الديمقراطية كانت خطأ وان المجتمع لا يريدها وهو بالفعل الذي لا يريدها إلا إذا جاءت على هواه ليستمر في الحكم وليورث أيضا، وكأنه يتمنى أن يعود به الزمن ليلغي الديمقراطية ويورث بكل هدوء وذلك من خلال إشارته كم عدد أسرتي حتى يقولون أن علي عبد الله صالح يريد أن يورث . وهنا يستحضر أسرة آل سعود وعددهم إلى ما هنالك من جمل متناقضة بعضها يصف خصومه بالمجانين وهم من كانوا يقاسموه الحكم بل ويحموه طوال تلك الفترة المشئومة التي حكم فيها! ومما جعلني اضحك وهو يمدح ويسخر في آن من الفريق الركن عبد ربه منصور والمعارضة الذين لم يتمكنوا من الحكم في غيابه الذي دام أكثر من 112 يوم , حتى انه سخر من قطع المعارضة للكهرباء على الأخ النائب آسف الرئيس الفعلي في تلك الفترة ! وقد كان استياء الفريق عبده ربه منصور من الخطاب واضحا حتى انه اخذ القلم من أمام صالح وكأنه يخاطبه اقرأ ما هو مكتوب أحسن ، فالقلم يشير إلى العلم والعقل . وهكذا يستمر القطار فى سرعته عبر أكثر من (17) ساحة(محطة) من ساحات في التغيير وتستمر القصة لتنهي مشهد الحكاية في القريب العاجل بإذن الله ولتبرهن أن علي صالح قد فاته القطار بالفعل لأنه أسرع في التغيير من ألاعيبه ومراوغاته في بلد لا يعرف عن القطار إلا ممن حكمه قرابة ثلاثة وثلاثين عام خلت .

وجاء الرد الفوري من اللواء علي محسن قائد الفرقة الأولى والموالي للثورة الشبابية الشعبية على خطاب صالح المجتمع مع بقايا نظامه ليفجر القنبلة التي أحس بها المهرج الجندي وهو المعني بذلك كونه أعلن النتائج قبل انتهاء الفرز .ولكن السؤال المهم كيف أن الأخ اللواء علي محسن أكدها الآن ، وما قيمة ذلك وقد دوخوا الدنيا بالشرعية الدستورية واللواء لم يحرك ساكنا !

لقد جاءت هذه الشهادة القنبلة في وقت ينتظر ممن أدلاها أن يخاطب العالم بان شرعية صالح التي يتشدق بها هي في الأساس باطلة ، وان قوى الثورة قد عقدت العزم على الاضطلاع بمسؤوليتها التاريخية لتنهي حقبة صالح نهائيا من الحكم. إن أهمية هذه الشهادة تأتي في وقت حرج للغاية ولكنها ليست كافية ،بل يتوجب إعلان الأوراق الأخرى المتوفرة لدى الأخ علي محسن ليسهم في تغيير الصورة كليا في المشهد المحتقن الآن ولم يعد مقبولا التقسيط أيها القائد المناصر في مثل هذه الأوقات من الحسم ،إذ أن الشباب قد نفد صبرهم .أيها اللواء الذي نرى فيه رجاحة العقل وتجاوزه لعقلية الأحزاب ارفع الغطاء أنت قبل غيرك على المبادرة الخليجية واكشف كل الأوراق إن وجدت أو اترك الشباب ليختاروا الحسم الذي يريدون وبالكيفية التي يرغبون تنال حب الشعب وعظمة التاريخ .وأخيرا وليس بأخر الم تصلك وتصل أبناء سنحان الشجعان رسالة حرائر تعز ،أظن أن الرسالة قد وصلت إليكم فلما التأخير أثابكم الله !

alasaliali@yahoo.com