سَيَظَلُّ القَضَاءُ مُهَاباً!!
بقلم/ محامي/احمد محمد نعمان مرشد
نشر منذ: 11 سنة و 7 أشهر
الأربعاء 17 إبريل-نيسان 2013 05:35 م

عبر التاريخ قديما وحديثا وفي كل الأزمنة والأمكنة وفي جميع الأديان السماوية ! القضاء مهاباً والقضاة محترمون وأصحاب وقار وإجلال وإكرام لان سلطتهم نابعة من السماء قبل أن يكونوا مكلفين من خليفة المسلمين أو إمام الأمة. وأي نظام أو مجتمع أو فئة أو شعب لا يهتم بالقضاء ولا يقدر القضاة يعيش مهاناً ذليلا حقيرا لا يُنصَفُ فيه مظلوم ولا يصل فيه صاحب حق إلى حقوقه ولذا فترى الشعوب تتقدم وترتقي بقدر ما يُعطَى القضاء والقضاة حقوقهم فالدول المتقدمة اليوم في العالم والتي وصلت في تكنلوجياتها وسياستها إلى الذروة من السمو والرفعة هي تلك التي جعلت القضاء يتمتع باستقلالية تامة قضائيا وماليا وإداريا ولا سلطان على القضاة لغير الشرع والقانون وعلى  العكس من ذلك الدول المتخلفة والتي كل يوم تتأخر خطوات نحو الخلف هي تلك  التي لا يعرف شعبها معروفا ولا ينكر منكرا ولا يحترم قضاءً ومهما كنا ومازلنا نعيش في بلدان متخلفة .الحكم فيها للأقوى من أصحاب النفوذ والمتعجرفين ( مشائخ أو ضباط ) أو غيرهم ممن يسعون لسحب بساط القضاء والتقليل من هيبته فان ذلك لن يطول كثيرا ولن يستمر طويلا فالقضاة خلفاء الله في أرضه مهما حدثت الشوائب لاسيما وان ثورات الربيع العربي (2011م) قد غيرت النظم القديمة وأزاحت الكهنوتات وأبعدت (المظلات)واعني بها الزعامات العربية من أصحاب الفخامة والرئاسة الذين كانوا بمثابة ظل للفاسدين  الذين لا يعجبهم الاحتكام إلى القضاء ولا التسليم به ولا تطبيق الشرع والقانون ومع سقوط تلك الأنظمة الاستبدادية والمجيء بأنظمة جديدة وشخصيات منتخبة أو توافقية. لإدارة البلدان إلا أننا ما زلنا نعيش واقعا مريرا من بقايا الفاسدين الذين يسيئون إلى القضاء والقضاة ويعتدون  على حماة العدالة والمحاكم الشرعية  (لكن) مظلات الفساد التي كانت تحميهم وتمنع تجريدهم من الحصانة لمحاكمتهم قد سقطت وأُزيحت عن نظام الحكم والرئاسة 

ومن المؤسف جدا ما حدث ويحدث من اعتداءات متكررة على القضاة وأعضاء النيابة والمحامين في أماكن مختلفة من ربوع يمننا الحبيب فلم يمضي سوى ما يقرب من شهر ونصف على اعتداء إحدى النقاط العسكرية ما كان يسمى ( بالحرس الجمهوري) سابقا في مدخل مدينة إب على خط العدين إب وذلك على القاضي /أنور العولقي قاضي محكمة غرب إب إلا وتفاجأنا باعتداء صارخ قذر على القاضي نفسه هذا الأسبوع وذلك من قبل شيخ نافذ (عضو في البرلمان ) حيث دخل مسلحا مع مرافقيه بالقوة إلى داخل المحكمة وأهان القاضي وهدده بسحبه والاعتداء عليه وهو ما أدى إلى استنكار واسع على مستوى السلطة القضائية وعامة الشعب وتوقف القضاة عن أعمالهم حتى تسحب الحصانة البرلمانية عن المذكور ويحاكم وقد صدر بيان بما حدث وتم إبلاغ جميع السلطات المختصة لتحمل مسئوليتها واتخاذ إجراءاتها القانونية إزاء ذلك أما في العاصمة صنعاء فقد وقع اعتداء على رئيس محكمة شرق الأمانة وتقوم النيابة الجزائية المتخصصة بالتحقيق مع المتهم الذي قام بالاعتداء وبنفس العاصمة أيضا قامت سيارة حبة باختطاف المحامي احمد عبدالله الصبري من حي الصافية وتمت ملاحقة الجناة حتى أفرج عنه وما من شك أن هذه الاعتداءات والإرباكات تعرقل سير العدالة والقضاء وتؤثر على المتقاضين الذين تتوقف قضاياهم عن النظر بسبب توقف القضاة وتعليق العمل في المحاكم بسبب ما يحدث هنا أو هناك بين آونة وأخرى وهذه عبارة عن نماذج وأمثلة لما يحدث في يمن الإيمان والحكمة من انتهاكات للحقوق واعتداءات على الحريات مما ورثناه من التركة السيئة الثقيلة من النظام السابق ومع كل ذلك فالقضاء سيظل مُهابا ولن يؤثر عليه مؤثر مهما كانت الظروف طال الزمن أو قَصُر.