أسباب وخفايا الصراع بين فرعي العائلة الملكية في قطر وقصة الجوهرة الماسية التي فجرت الخلافات توجه لإلغاء تقنية الفار من مباريات كرة القدم واستبدالها بـ(FVS).. ماهي؟ حمدي منصور لاعب نادي السد بمحافظة مأرب ينتزع ثلاث ميداليات ذهبية ويحقق أعلى النقاط في بطولة الأندية العربية للووشو بالأردن صورة.. هل ظلم الحكم الإماراتي المنتخب السعودي أمام استراليا؟ مع تواصل انهيار العملة.. الرئيس يبحث هاتفيا مع رئيس الحكومة خطة الانقاذ الإقتصادي وتدفق الوقود من مأرب وحضرموت ترامب يرشح أحد الداعمين بقوة لإسرائيل في منصب وزير الخارجية بـ 21 قذيفة مدفعية.. أردوغان يستقبل أمير قطر في أنقرة تفاصيل من لقاء العليمي برئيس أذربيجان إلهام علييف على هامش قمة المناخ 5 من نجوم الكرة اليمنية القدامى يشاركون في خليجي 26 بالكويت ماذا يعني قرار مجلس الأمن الأخير بشأن اليمن؟
مأرب برس ـ خاص
عشرون قمة عربية على مدى ستة عقود ونيف عقدت حتى اليوم، مند بداية تأسيس الجامعة العربية عام 1945م، ولا جديد يلوح في الأفق، بما يبعث على الأمل والتفاؤل، سوى تكريسا للفشل، وتعميقا لحدة الخلافات والانقسامات داخل الصف العربي، وإذكاء لمشاعر الخزي والعار والذل والهوان والهزيمة والانكسار في نفس رجل الشارع العربي العادي، وعزف مكرر على أوجاعه وجراحة الغائرة، ونزيفه المتخثر، وتقوية لشوكة العدو الصهيوني الغاصب للأراضي العربية المحتلة في المنطقة!! و"ما أشبه الليلة بالبارحة"!!
قمة دمشق المنتهية، هي نفسها القمة المزمعة المقرر انعقادها في العاصمة القطرية الدوحة.. نفس الديباجة، لنفس أعضاء لجان الإعداد والصياغة والمراجعة والإقرار ..نفس الأجندة، لنفس البنود والبيانات الختامية "المعلبة" والخجولة والمعدة سلفا والمنتهية المفعول والصلاحية، يتم استدعاءها من مكانها في مخزنها بالارشيف، حيث الرفوف والأدراج الصدئة، بعد أزاحه غبار الزمن من عليها، وتعديل المكان والزمان، لتخرج الينا في شكلها وصياغتها النهائية ولغتها الروتينية الرتيبة، والمعتادة بالنسبة لنا جميعا.. ندب، وشجب، واستنكار وأدانه، مواربة أو صراحة وعلانية، وربما توسل وتسول، وصفع ولطم على الخدود، ورثاء على الأطلال.. و"لو به شمس كان من أمس" كما يقال!!
كذلك هو الحال بالنسبة للتمثيل والمشاركة في أعمال القمة السابقة واللاحقة، ومن قمة إلى أخرى من القمم الموعود بها واقعنا وحالنا العربي المتأزم، دون أن نكترث لها، أو تثير فينا أي فضول لمتابعة سير أعمالها، عدى "الفرجة" على ما بات يخيم على صالاتها –كتقليعة جديدة- من أجواء الخلافات والملاسنات الكلامية، التي تنقل عبر الفضائيات والشاشات، لتثير سخرية وتندر البعض منا، وتؤكد للبعض الآخر –من بقية أعضاء المجتمع الدولي- الحقيقة المرة والمؤلمة أن العرب لن يوفقوا تاريخيا في بناء أراده واحدة عبر تاريخهم المعاصر..و"اللي ما يشتري يتفرج"!!
نفس الوجوه، ونفس السحنات والكروش المصابة بالتخمة، لنفس أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والسيادة والعظمة، منها من سيختلق المبررات لتخادلة –كالعادة- وللفت الانتباه إليه "كرجل مواقف"وأن كان لا يحسد عليها طبعا، ومنها من سيعلن حضوره وبما أن في دلك تحقيقا لحساباته ومصالحة القطرية الضيقة، وفي كل الأحوال، يكفي أن نشعر بحضور من حضر، وغياب من تغيب وخفف على نفسه التغريد خارج السرب وجعل نفسه محط سخرية الآخرين! بأن الوضع العربي بخير والحمد لله!! وأن الزعامات العربية هي نفسها ما تزال تنعم بخير وصحة جيده!! وأنه لم يطرأ أي جديد يستدعي اتهامها بالشيخوخة والعجز، وأحالتها على المعاش!!
وكالعادة يتوافد الضيوف للبلد المستضيف لإعمال هده القمة أو تلك، البعض من باب إسقاط الواجب وتجنب اللوم، والبعض الآخر للاستعراض والظهور أمام عدسات الكاميرات، مواكب رئاسية يعلو دوي صفير سياراتها الأمامية في بعض الشوارع، اختناقات مرورية في البعض الأخر لإغلاق بعض الخطوط في إجراءات احترازية، أزمة غلاء خانقة ومفاجئة في أسعار اللحمة والخضار بسبب أعمال القمة، وحالة تأهب أمنية قصوى غير معلنه، يحل معها الضيوف أهلا وينزلون سهلا، ينعمون بطيب الإقامة وكرم الضيافة، أعيره نارية من واحد وعشرين طلقة أو يزيد تكون في استقبالهم قبل أن يقفون أمام عدسات الكاميرات لالتقاط الصور التذكارية، وقبل أن يطلقون بيان نعينا في مصابنا الجلل، وكما يقول المثل الشعبي الشهير:"يا راقصه في الغدراء ما حد يقلك ياسين "
وبعد تجاوز كل الملفات الساخنة والملتهبة التي تعيشها منظومتنا العربية، والقفز على جميع الحلول الناجحة أو حتى المحاولات التي تبعث على إحياء الأمل فينا، واثبات المؤتمرين أنه لا يمكنهــم إن ينتصروا لأنفسهم دولا وشعوبا فـــي معالجة حالات التمزق والتشظي والاحتلالات والانقسامــات والصراعات التي تعصف بالمجتمعات العربية، والتأكيد في ظل تدخلات إقليمية سافرة، وتحالفات ثنائية معلنة، وأجندة دولية فاضحة، بجواز غياب بعض الزعامات عن القمة واختباء البعض الأخر ودفن رؤوسهم في التراب مثل النعام خوفا من الزعل الأمريكي المتصهين، وتفويت الكثير من الفرص التاريخية للعودة الى أحضان الشعوب المسحوقة .. فرص تبني مشروع عربي حقيقي يحقق أحلام الشارع العربي من المحيط الى الخليج ..فرص الوقوف بوجه الطغيان الأمريصهيوني .. ينفض المؤتمرين معلنين انتهاء أعمال قمتهم، مؤكدين في كل مرة، يحزمون فيها أمتعة السفر عودة إلى بلدانهم، تفكك المنظومة العربية وانقسامها على بعضها، وتحقيق أهداف القوى الإمبريالية وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل التي يرقص قادتنا على موسيقاها! ووحده الصخب والضجيج ما يبقى لنا من قمم تثبيط الهمم!" ومعزية بعد شهرين مذكره كل الأحزان"!!