أسباب وخفايا الصراع بين فرعي العائلة الملكية في قطر وقصة الجوهرة الماسية التي فجرت الخلافات توجه لإلغاء تقنية الفار من مباريات كرة القدم واستبدالها بـ(FVS).. ماهي؟ حمدي منصور لاعب نادي السد بمحافظة مأرب ينتزع ثلاث ميداليات ذهبية ويحقق أعلى النقاط في بطولة الأندية العربية للووشو بالأردن صورة.. هل ظلم الحكم الإماراتي المنتخب السعودي أمام استراليا؟ مع تواصل انهيار العملة.. الرئيس يبحث هاتفيا مع رئيس الحكومة خطة الانقاذ الإقتصادي وتدفق الوقود من مأرب وحضرموت ترامب يرشح أحد الداعمين بقوة لإسرائيل في منصب وزير الخارجية بـ 21 قذيفة مدفعية.. أردوغان يستقبل أمير قطر في أنقرة تفاصيل من لقاء العليمي برئيس أذربيجان إلهام علييف على هامش قمة المناخ 5 من نجوم الكرة اليمنية القدامى يشاركون في خليجي 26 بالكويت ماذا يعني قرار مجلس الأمن الأخير بشأن اليمن؟
تجاهلوا تاريخ قامات شامخة إبداعاً حفرت إسمها بمداد دمها في قلب وجسد الوطن عموماً وليس في قلب وجسد الصحافة اليمنية وحسب.
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة رئيس الجمهورية/ الوالد علي عبدالله صالح المحترم
تحية طيبة وبعد..
سيادة الرئيس لم أجد نفسي متعوداً على كتابة رسالة مباشرة إليكم من قبل.
ومع ذلك أجد نفسي اليوم مرغماً على كتابة رسالتي المباشرة هذه إليكم بصفتي إبناً قبل أن أكون مجرد مواطن والقلب يعتصر ألماً من شدة الظلم الذي ألاقيه بتجاهل تاريخ والدي رحمة الله عليه فقيد الأدب والصحافة إبراهيم محمد حسن الكاف.
لن أضيف شيئاً إلى معلوماتكم حول ما تعرض له الفقيد من ظلم بعد إحالته إلى التقاعد دون أن يحصل على حقوقه إذ أنه من المفترض أن تم احاطتكم علماً بالأمر، مع أنني أشك في أنهم قاموا فعلاً بمدكم بالمعلومات الصحيحة كما ينبغي؛ على الرغم من أن الفقيد يرحمه الله كان من الصحفيين الذين لهم بصمات واضحة في تاريخ الصحافة اليمنية بشكل عام بل ومن مؤسسي الصحافة العسكرية سواء في الشرطة أو القوات المسلحة في الشطر الجنوبي من الوطن حيث أسهم الفقيد إبراهيم محمد الكاف بحسب شهادات من عاصروه إسهاماً كبيراً في تطوير صرح الصحافة المدنية والعسكرية والأمنية خلال فترة عمله الممتدة لنحو أكثر من أربعين عاماً بخلاف كونه أحد مؤسسي نقابة الصحفيين اليمنيين واتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين.
يقول الأديب المعروف عبدالرحمن عبدالخالق عن الفقيد إبراهيم الكاف في ذكرى أربعينيته التي أحياها اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بعدن "لاغرو أن قلنا إن إبراهيم الكاف يعد من أبرز الصحافيين اليمنيين المحترفين، أعطى جل عمره للصحافة، وكان لصحيفة «14أكتوبر» التي ارتبطت بهذه المدينة وتاريخها منذ فجر الاستقلال حتى اللحظة النصيب الأوفر من جهده، فتدرج في سلالمها بخطى واثقة معززة بالكفاءة والاقتدار، وقادها من خلال موقعه كـ(رئيس مجلس إدارة مؤسسة 14أكتوبر للصحافة والطباعة ورئيس للتحرير) في ظروف صعبة واستثنائية إلى بر الأمان ليجازى جزاء (سنمار)!".
سيادة الرئيس سأترككم وحسب أمام الخبر التالي المنشور بتاريخ 19/3/2009م في عدد من وسائل الإعلام المحلية لتعرفوا إلى أي مدى ما وصل بنا الحال حين نكتشف أن بعضنا يقدمون معلومات غير دقيقة إلى سيادتكم كرئيس للجمهورية بحيث يظهركم وكأنكم من عمد إلى تجاهل قامات إعلامية سامقة كان لها الأثر الملموس في تأسيس الحركة الصحفية والإعلامية في الوطن اليمني.
يقول الخبر: "كرمت وزارة الإعلام أمس أكثر من 300 شخصية من الإعلاميين الرواد الذين كان لهم الأثر الملموس في تأسيس الحركة الصحفية والإعلامية منذ ما قبل الثورة اليمنية والمراحل المختلفة التي مر بها الإعلام اليمني".
لكن إلقاء نظرة على صور المكرمين الذين قابلتهم يا فخامة الرئيس عن مؤسسة 14أكتوبر في صحيفتها اليومية الصادرة بتاريخ 20/3/2009م نكتشف خلوها من إسم الفقيد والدي إبراهيم محمد الكاف رحمة الله عليه، مع أن بعض المكرمين في مثل سن أولاده، وتتلمذ بعض منهم على يديه، بل وتاريخ أغلب المكرمين عن هذه المؤسسة لا يرقى مطلقاً إلى تاريخ والدي وحجم عطاءاته.
لعل هناك خطأ ما تم ارتكابه عن غير قصد سيادة الرئيس. حسناً ليكن الأمر كذلك.
لكن بمطالعة الكشف الذي نشرته صحيفة "السياسية" اليومية الصادرة عن وكالة "سبأ" الحكومية الأحد الفائت 22/3/2009م العدد(20597) يكتشف المرء بسهولة وجود استهداف مع سبق الاصرار والترصد.
يقول عبدالرحمن عبدالخالق أيضاً: "بدأ إبراهيم الكاف الصحافة شاباً في صحف الرابطة، وتسنم رئاسة تحرير إحدى صحفها «الفاروق» في أواخر ستينات القرن الماضي".
سيادة الرئيس: أتركوا لو سمحتم ومن فضلكم مرحلة الستينات جانباً. بدلاً عن ذلك احصوا معنا مرحلة السبعينات والثمانينات والتسعينات.
لا تنسوا: صرنا الآن في العام 2009م.
ألا يشفع ما جاء بعاليه للتساؤل؟
أكاد أجزم سيادة الرئيس أنه لو كان ملف المُكرمين بيد الأساتذة الزملاء عبده بورجي أو نصر طه مصطفى أو سامي غالب أو حتى نبيل الصوفي - الذي يصغرني بنحو أربع سنوات- لما ظهر بهذه الصورة المشوهة والظالمة..!
إنني على ثقة من أنهم استغلوا ثقتكم بهم، وخدعوكم بتقديمهم معلومات غير دقيقة إليكم؛ فعدد الذين يستحقون التكريم إلى جانب والدي في مؤسسة 14أكتوبر كثيرون، بل وبعضهم والحق يُقال تاريخهم الصحفي يفوق التاريخ الصحفي لوالدي أو يكاد يوازيه؛ ومع ذلك تجاهلوهم.
نعم.. سيادة الرئيس تجاهلوا تاريخ قامات شامخة إبداعاً حفرت إسمها بمداد دمها في قلب وجسد الوطن عموماً وليس في قلب وجسد الصحافة اليمنية وحسب.
بدلاً من الاعتذار عن هذا العمل المشين الذي اقترفوه بحق هذه القامات؛ راح يا سيادة الرئيس المعنيون بملف التكريم يضيفون بعضهم كـ"لحقة" وكأننا في مطعم شعبي!، وصار عدد المُكرمين 412 حتى دون أن يشعروهم..!
إن عطاء هؤلاء القامات - سواء الذين أضافوهم كلحقة أو استمروا في تجاهلهم- هو تاريخ إنساني وطني بحت خدم الشعب عامة وليس حكومة بذاتها أو حزباً بعينه قبل أن يكون تاريخاً إبداعياً يُشار إليه بالبنان.
ثم قبل أي شيء وكل شيء يا سيادة الرئيس: من هم هؤلاء أصلاً حتى يقرروا أن لا يكرموا قامات صحفية باسقة أفنت جل عمرها في خدمة الوطن عموماً والصحافة خصوصاً؟
هلا أرشدتمونا من فضلكم إلى هذه المعايير التي وضعتموها أساساً للتكريم..؟!
فضلاً عن ذلك؛ هل ثمة أساس في الأصل استندوا إليه.. ما هو؟ ومن هي اللجنة التي وضعته..؟!
سيادة رئيس الجمهورية لقد عرفناكم بسعة صدركم كأب، وأفقكم الكبير في محطات سابقة، فأنتم من كرّم والدي يرحمه الله حين كسرتم قاعدة أن يكون رئيس مجلس إدارة مؤسسة صحفية في جنوب الوطن من الحزب الحاكم وذلك بتعيينه رئيساً لمجلس إدارة مؤسسة 14أكتوبر رافضين اعتراضات كثيرين من حولكم وما أكثرهم، فكيف برجل مثلكم قام بمثل هذا العمل المحترم والشجاع لا يقوم بتكريم من أعطاه ثقته؟
كيف لا يُكرّم الرجل كغيره ممن كرمتهم في يوم الإعلاميين وهو الرجل الذي أنقذ المؤسسة العريقة من الانهيار وجعلها تقف مجدداً على رجليها بحنكة واقتدار بعد أن فقد كثيرون الأمل ببقائها على قيد الحياة..؟!
كيف لا يُكرم الرجل الذي ترك الأثر الملموس في تأسيس الحركة الصحفية والإعلامية منذ ما قبل الثورة اليمنية والمراحل المختلفة التي مر بها الإعلام اليمني ورحل عن هذه الدنيا بلا أدنى ضجيج وبراتب تقاعدي بلغ من الحقارة حداً بحيث لا يمكن ذكره هنا مع أنه حاصل على درجة نائب وزير ومستحق درجة وزير..؟!
سيادة الرئيس لا أطلب منكم شيئاً غير إحقاق الحق فما حدث ممن أوليتهم ثقتكم أمر يسيء إليكم تماماً؛ أما إليهم - هؤلاء الذين أساءوا إليكم قبل أن يسيئوا لنا وإلى تاريخ الصحافة اليمنية والوطن بالضرورة- فيبدو الأمر سيان..!
* يُنشر بالتزامن مع "النداء"