وزير الكهرباء يحتقر الشعب
بقلم/ مجاهد قطران
نشر منذ: 14 سنة و 8 أشهر و 5 أيام
الأربعاء 10 مارس - آذار 2010 04:54 م

الإحتقار يعني عدم الإحترام ، وعدم الإحترام عادة ما يكون موجهاً من شخص الى من حوله ، وهذا المِحتقر قد يكون فرداً عادياً من أفراد المجتمع فيوجه إحتقاره إما الى زوجته وأفراد عائلته بسخريته منهم وعدم إعطائهم حقهم الكافي من الاحترام والتقدير ، وقد يكون موجهاً الى أهل قريته أو حيّه أو حارته أو زملائه في الدراسه أو العمل .

نتائج ذلك تنعكس سلباً على من يحتقر الناس ، لأنه يصير مكروهاً منبوذاً لا يحبه أحد ولا يكن لهُ أي شخص أدنى إحترام ، وعندها ينتهي به المطاف الى العزله وعدم مجالسة الناس لهُ ، مما يجعله يحس في وجدانه أنه مكروه غير مرغوب فيه ، الى أن يسكن إحدى مصحات الأمراض العقليه والنفسيه .

لكن عندما يكون الإحتقار صادراً من شخص ليس عادياً وإنما هو شخص مسؤول { كوزير الكهرباء في اليمن} فإن اليأس والإحباط وعدم الشعور بالطمئنينه المسببه للأمراض النفسيه والعصبيه لا يُصاب بها ذلك المسؤول بل يُصاب معشر المُحتقرين الذين لا يقيم لهم الوزير وزنا ، ولا يمنحهم أدنى إحترام ، وطبعاً ينتهي بهم المطاف إما الى الممات ، أو الى الجنون ، أو إحدى المصحات العقليه والنفسيه .

ذلك يحدث لنا نحن الشعب اليمني ، والسبب في ذلك هو معالي وزير الكهرباء الذي صارت وزارته أشبه ما تكون بساحة لعب كلاً يعمل ويفعل فيها حسب هواه دون رقيب أو حسيب ، كيف لا ونحن نرى الإنقطاعات المتكرره للتيار الكهربائي عشرات المرات دون تفرقه بين ليل أونهار .

ما أحب قوله لمعالي وزير الكهرباء أن إحتقاره للشعب قد سبّب جنون بعض المزارعين الذين حرموا أنفسهم وذويهم من ما لذ وطاب من أكل وشراب من أجل ان يجمعوا الريال بجانب الريال ليشتروا مضخات مياه يسقوا بها زروعهم ويرووا بها ظمئهم لكن ولسوء حظهم سبّبت إنقطاعات الكهرباء المتكرره والعشوائيه إحتراق مضخاتهم وهو الأمر الذي أفقدهم ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم .

كما أن إحتقار وزير الكهرباء للشعب سبّب اليأس والإحباط للطلاب في مختلف مراحل الدراسه ، وسبّب القلق والتوتر وإماتة الطموح وتفتير الهمم عند الصحفيون والكُتاب .

كما أن إحتقار وزير الكهرباء للشعب سبّب الخساره الماديه لمقاهي الإنترنت ، ودور النشر ، وأصحاب البوفيات ، ومحلات الحلاقه ، ومُلاك ومستأجري مخازن التبريد وأيضاً أرباب المنازل جراء ما يصيب أجهزتهم المنزليه من خراب ودمار .

معالي الوزير قلي بربك هل هناك شي في الوزاره يحسب لك لا عليك منذ توليت الوزاره ؟ ، أم إنك لا تملك رصيداً من الإنجازات ؟ ، أظن الإجابه ستكون وبصوره حتميه أنك لا تملك أي رصيد يحسب لك إستفادة منه الوزاره أثناء فترة توليك لها { أما الرصيد الذي تحقق لك على المستوى الشخصي والأسري فإنه دون ريب قد فاق التوقعات } .

معالي الوزير كنت في الصيف تقول إن المُستهلك من الطاقه أكثر من المُنتج منها وهو ما يؤدي الى الإنقطاعات ، فذهب الصيف وذهب معه حره وإرتفاع درجة حرارته ، وجاء الشتاء وجاء معه البرد ولكن لازالت الإنقطاعات كما هي فلماذا ؟ وليكن في علمك أن الإنقطاعات تحصل في أول الليل وفي وسطه وفي أخره وكذلك الحال بالنسبه للنهار ، فلو كان الأمر مسالة إستهلاك أكثر من الناتج فلماذا تتواصل الإنقطاعات صيفاً وشتائاً ؟ وليلاً ونهاراً ؟ مع العلم أن إستهلاك الطاقه في الليل أكثر منه في النهار ، وفي أول الليل أكثر منه في أخره ، وفي الصيف أكثر من الشتاء .

ذلك كله إن دل على شي فهو دال على أن المسأله ليست مسالة زيادة ونقصان ، وإنما مسألة تسيب وإستهتار، وعدم وجود رقيب يحاسب موظفي الكهرباء على تلاعبهم بمولدات الطاقه ومشاعر المواطنين ، وأيضاً فيه الدلاله على أن الوزاره بأيدي أُناس لا يفهمون الف الوظيفه من يأئها .

معالي الوزير لماذا تحتقرنا وتسخر منا وتستهزى بنا ؟ ، السنا ندفع فواتير الكهرباء كل شهر أولاً بأول ؟ اليس لنا الحق كبشر من لحم ودم اليس لنا الحق في العيش الكريم مرتاحي البال مطمئني السرائر ؟ ألست أنت مسؤولاً أمامنا وأمام الله ؟ ألست مسلماً وقد أمرك الله تعالى أن تؤدي الامانات الى أهلها ؟ ألم يأمرك تعالى بأن تعطي كل ذي حق حقه ؟ ألم يقل رسولنا الكريم عليه واله وصحبه الصلاة والسلام كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ؟ .

معالي الوزير تذكر أن الألآم والأوجاع والأحزان والاسقام التي يعاني منها الشعب في ظلمات الليالي الدامسه بسبب إنقطاعات الكهرباء المتكرره تذكر تذكر تذكر أنك ستعانيها وتكابدها وتعيشها في ظلمات قبرك ، لأن العجائز وكبار السن والمرضعات أطفالهن وطلاب المدارس والجامعات ، كل اولئك يقولون عند إنقطاع الكهرباء اللهم أظلم عليه قبره كما أظلم علينا ليلتنا ، وهم بدعائهم يحسون الظلم ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب .

معالي الوزير ، نحن بشر ولسنا حمير ، فإتق لله العلي القدير ، وأحيي فيك الضمير ، لأن ما تفعله بنا جل خطير ، يجعلنا نحسبك شرير ، فغير نهجك وكن للوزاره أهلاً و جدير ، وأجعل نومك يجافي السرير ، لتسهر على راحة هذا الشعب الكبير ، ليرض عنك الخالق البصير