آخر الاخبار

أحزاب التحالف الوطني بمحافظة مأرب تعلن رفضها القاطع لقرار الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على حميد الأحمر وتحذر من الانحناء إعصار مدمر يهدد حياة 22 مليون أمريكي  بولاية فلوريدا كأسوأ كارثة طبيعية منذ 100 عام وبايدن يناشد السكان بالفرار فورا البنك المركزي الإسرائيلي يكشف عن خسائر مخيفة ورقم فلكي لكُلفة الحرب خلال عام 20 صاروخاً من لبنان تجاه تل أبيب يشعل المواجهات من جديد.. وحزب الله يعلن تصديه لمحاولتي تسلل هي الأعنف اشتعال الحرب وبدءاً من اليوم..وكوريا الشمالية تعلن قطع الطرق والسكك الحديدية مع الجارة الجنوبية جبهة نزاع تجارية جديدة للصين مع تركيا موقع عالمي يسرب وثائق خطيرة تفضح كيف ساعدة القوات البريطانية للجيش الإسرائيلي الكشف عن تفاصيل خطيرة حول ضرب إيران في مباحثات هاتفية بين بايدن ونتنياهو اليوم أول دولة خليجية تعلن حبس وزير سابق لمدة 4 سنوات وغرامة مالية بتهم الفساد تقرير إسرائيلي خطير ينشر لأول مرة عن قدرات حماس القتالية العالية

حين تشاركنا السياسة وسائدنا
بقلم/ سليم خالد
نشر منذ: 12 سنة و 10 أشهر و 28 يوماً
الخميس 10 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 03:54 م

كل شيء هنا وهناك يعجُّ بضجيج السياسة، بدءاً بالرصيف الملتهب، وانتهاءاً بعالم افتراضي أصبح حقيقة تقاسمنا الوقت والاهتمام، وبين الرصيف الملتهب والعالم الافتراضي مساحات ممتدة من الأزمنة والأمكنة، يستوطنها البسطاء بحضورهم الباهت، واهتماماتهم المختنقة بالوجع، وآمالهم المرتجفة كالطفولة الخائفة.

من حولي عشرات الأقلام، تشاهدونها الآن، جَلَب لها أصحابها صداع السياسة بالمجّان، من شدّة الضجيج الذي يملأ كل الفراغات، تصادفنا مفردات السياسة كما تصادفنا مفردات التحية والمجاملة، والترحيب والتوديع، تقفز إلى مسامعنا، تنزلق من ألسنتنا، تخطر على هواجسنا، تتبطن ثيابنا ، وتجتزئ قسطاً من وسائدنا، نخلطها بعبارات التهاني، نمضغها مع القات، ونهضمها مع الفحسة وفول الجرة.. الربيع العربي، الثورة السلمية، الأنظمة الدكتاتورية، المظاهرات، الزحف، الحسم.. تصبحون على وطن، جمعتكم نظال، شهركم مبارك، وعيدكم طنطاوي.

بائعات السياسة صرن من صديقاتنا الأثيرات، ربما انشغلنا بمجالستهن عن مجالسة زوجاتنا وأبنائنا، نتناول قهوة الصباح مع العربية، ووجبة الغداء برفقة البي بي سي، ونقضي أوقات العمل بصحبة الحياة والشرق الأوسط والمصدر والأهالي، مقيلنا مع الجزيرة وأخواتها، وأسمارنا على صفحات الفيس بوك ونوافذ اليوتيوب، وربما جاءتنا كوابيس المنام على هيئة الفضائية اليمنية أو قناة سهيل.

صارت المهنة المحببة للجميع هي مهنة (المراسل) ، الجميع يمتهنا تطوعاً وبدون أي مقابل، الكل يقف في أي مكان، ويغطي كل حدث، لا يعجز أحد عن سرد تفاصيل أي واقعة، شهدها أم لم يشهدها، مراسل على متن حافلة ينقل الصورة من تعز، ومراسل يحلل زيارات الزياني وهو يحتسي كوب الشاي في المقهى المجاور، ومراسل تعينه نشوة القات على توقع مآلات الأحداث، مراسل يؤكّد، ومراسل ينفي، ومراسل يتكهّن، ومراسل ينهي تقريره على أعتاب غرفة النوم، وربما تجاوز الأعتاب.

ضجيج السياسة غزى البيوت، فأفقدها طمأنينتها، وملأ المدارس فشوّه وقارها، وغشي الأعمال فخفتت روعة إنجازها، وتسلل إلى المواعظ فلوّث طهرها. كأنه مسخٌ تجنّى على موازين الحياة حتى أصابها بالقلق، وأفسح للفوضى مكاناً تستلقي فيه بقبحها المقيت.