علي صالح وشيخ الجامع !!!!
بقلم/ د. أحمد الدبعي
نشر منذ: 13 سنة و شهر و 14 يوماً
الأحد 02 أكتوبر-تشرين الأول 2011 06:13 م

درج بعض حكام العالم الإسلامي على استدعاء علماء الدينار في فترات زمنية ممتدة منذ العصر الأموي, ليس من أجل مشاورتهم فيما يصلح من أحوال البلاد والعباد..بل من أجل تعبيد طريق الحاكم للدكتاتورية والتجبر على الشعوب, بإسم طاعة ولي الأمر ودرء الفتن ماظهر منها وما بطن !!!..

تكونت طبقة من علماء متفيقهين يحصرون الشعوب بين خطين أحمرين..خط طاعة ولي الأمر وخط البدعة ودرء الفتنة !!! تحجرت الأمة وتجمد الدم في تلافيف دماغها , وتسلط الحاكم وأوصل الأمة إلا أقصى درجات الهوان والفقر والشتات..ولم يحرك هؤلاء المتفيقهين ساكناً, غير حرصهم على التأكد من مدى تحقيق طاعة ولي الأمر..!!!!

لدي صديق عربي قال لي أن حادثة مضحكة ومبكية حدثت في بلدته..كان عمدة البلدة قد أعجبته إحدى فتيات البلدة فقرر أن يتزوجها..ذهب ليطلب يدها ففوجئ بأنها متزوجة !!..سأل بكل وقاحة زوجها أن يطلقها !! فرفض الزوج..فما كان من العمدة إلا اللجوء إلى فانوسه السحري..هو شيخ الجامع الذي ذهب بدوره ليقنع ويرهب الزوج مستنداً بقضية طاعة ولي الأمر السحرية!!!!!!!!!!!!!!!!!

علي صالح في خطوته الأخيرة قام بدور هذا العمدة ..وبعض علماء بلاطه قاموا بدور البطولة في لعب دور شيخ جامع البلدة في هذه المهزلة !!!!!

لقد ابتلى الله تعالى الأمة بطبقة من علماء الدينار عبر مر العصور..هؤلاء في أغلب الأحوال في الأصل هم من ضعاف النفوس وتكونت طبقتهم كنتيجة للخلل البنيوي في نسيج الأمة..فمعظمهم كانوا هم الأكثر فشلاً في تحصيلهم العلمي الأساسي والثانوي..أعرف عدداً منهم ..كانوا رمزاً للفشل الدراسي ..ثم تحولوا بعد ذلك إلى علماء !!! نعم هناك خلل بنيوي ..فقد ترك المجتمع تخصص الفقه والإدارة والإقتصاد فريسة للفشلة والخائبين..فتكونت شخصية عالم دين هلامية..عالم دين لا يعرف القياس ويقضي حياته كعامل أرشيف يجتر الفتوى من بطون الكتب بالإقتباس الأعمى دون أي اعتبار لظرفي الزمان والمكان وفقه الواقع, ودون فهم حقيقى للنصوص ولمقاصد الأحكام, والقياس.. رغم أن علماء الرعيل الأول تعاملوا بشكل راقٍ مبهر في النظر في مقاصد الشريعة, فكتبوا في ذلك الكثير من الكنوز المعرفية, مثل كتاب الشاطبي الشهير "عنوان التعريف".

علم الفقه هو أرقى العلوم لكنه للأسف تم تركه لطبقة بغبغائية, تعاني من خصام نكد مع الفهم والإستنباط.

كانت الأمة الإسلامية في أيام ازدهارها تدفع بأنجب أبنائها لدراسة الفقه فتكونت طبقة من علماء بحور في الفقه والحديث كانوا مناراً للأمة رضي الله عنهم..ولما أنقلب الأمر على عقبيه وجدنا علماء علي صالح وعلماء السبعين, قاتلهم الله!!!!!!!!!!!!!!!!

نحن معشر العرب بحاجة إلى نظرة متوازنة للتخصصات العلمية والإنسانية....

أنا شخصيا لم أتفاجأ بفتوى علماء صالح فهم لا يختلفون عن علماء القذافي الذين أسقطوا صوم شهر رمضان عن أتباع القذافي..!! ..

عاد أحد أصدقائي الليبيين الأ ستاذ عبد القادر الفاخري من زيارة قصيرة لليبيا ..قال لي أن أحد علماء القذافي ,المدعو علي الصوة, الذين كانوا يدعون للقذافي ليل نهار ويعتبروه أحد فلتات القدر...عندما تم طرد القذافي من طرابلس, قال هذا العويلم: أما وقد أصبحت اليد العليا للثوار فوجب الآن طاعتهم والدعاء لهم...!!!! هؤلاء هم علماء تحت الطلب يتم شحنهم ببطاقات مسبق الدفع...

أيها الثوار في يمننا العظيم لا تهابوا صالح وفتاوى جوقته ..نصركم الله.

على كل اليمنيين بكل شرائحهم أن يقفوا بالمرصاد لخطط صالح في جر البلد إلى مربع الإحتراب لكي يصفي دموياً كل من خالفه الرأي, الأمر الذي يتقنه ويتفنن فيه صالح..أهيب بكل قوات الجيش والأمن أن يغلبوا تقوى الله ومصلحة الوطن ولا ينجروا بعد خطط النظام لسفك الدماء..صالح عاد ليحرق البلاد والعباد..نصر الله اليمن وحماها.. ..وفي الأخير أهيب بعلماء اليمن الأجلاء أن يبينوا للناس في اليمن والخارج حقيقة فتوى فقهاء صالح, ويعملوا ما بوسعهم لتجنيب اليمن الوقوع في الهاوية لا قدر الله..