النابغة الشيباني
بقلم/ عبد السلام المكردي
نشر منذ: 14 سنة و 6 أشهر و 14 يوماً
الجمعة 30 إبريل-نيسان 2010 04:09 م

أما بعد فقد أثار أشجاني الرائع الوفي علي عبد الله الغيل، صاحب مقالة (خباز بني شيبان)على صفحات هذا الموقع المبجل ،ثم هيج شجوني أكثر "خباز بني شيبة" وهو يسرد مقالته (اللمعة في ذكريات زملاء الدفعة)...هذه هي المقدمة، وأحاول بتعبير بسيط وسهل أن أكتب الرد،بعضاَ وقليلاً من الوفاء لزملاء كنا معاً في دفعة واحدة في جامعة صنعاء، قسم اللغة الإنجليزية، سميتها (دفعة الوفاء)من 1986-1990...

هذه هي كلماتي المتواضعة والتي أحاول فيها تصوير المشاعر الجياشة التي أحملها لدفعة الدراسة، "دفعة الوفاء"،كلمات سهلة لعلاقة ود واحترام وتنافس جميل كان بيننا،أسردها بإيجاز وبلغة سهلة، هكذا كانت دفعتنا، دفعة الزمن الجميل،أجمل أربعة أعوام، قراءة وعلم وصداقة، توج هذا الوفاء امتداداً من نهر الغيل في مناخة الى نهر بني شيبة في تعز.. ..

كلماتي أن أتقدم بالشكر الجزيل للكاتب البليغ عبد المنعم الشيباني، والى الفارس المغوار ورح الروح - وبكل فخر- علي عبد الله الغيل..فهو غيل المحبة ونهر الصداقة وبحر الوفاء، هذه ألقاب من نهر الوفاء غرفناها للغيل، وهو أصل منبع الغيل، ومنبع أنهار الوفاء، ويستحق كل ذلك عن جدارة،لأنه جدد وأحيا في قلوبنا معاني الوفاء والمودة الخالدة التي لم تنتهِ بتخرج الدفعة عام 1990....وأتمنى من القارئ الكريم أن يغفر لي زلاتي وضعف كلماتي التي لاتقارن من حيث الصياغة والتعبير بكلمات علي الغيل ،البحر الزاخر ولا الشيباني،خباز البلاغة،وعجان الصياغة،و(فتات)الشعر مع عسل الكلمات،يجعل من الكلمات مائدة مثقلة بالفتة والعسل،ويتحفنا برشوش صور البلاغة حين يسكب عليها قليلاً من عسل الود وسمن المحبة والعشق للجمال.. أحاول –أيها القراء الكرام- إيصال رسالتي بطريقة متواضعة،وأسلوب عفوي بسيط...عند قراءتي لموضوغ ((النابغة الشيباني))-بدلاً عن النابغة الذبياني- ذرفتُ دمعي على كل سطر وكل كلمة وكل حرف، فالكلمات التي كتبها الأديب الشاعر "النابغة الشيباني" يجب أن تنقش على كل صخرة و كل قلب ينبض.

يا أحبتي......... يادفعتي ..........أيها القراء الأعزاء:

  هيا بنا نحلق في أجواء بلادي ونرسل الفل والياسمين والأرجوان الى القلب الطاهر والفؤاد الحائر والعقل الناشط،عقل وفؤاد وطهر كل واحد في أرجاء بلادي من الوفاء الى الوفاء ومن الطهر الى الطهر ومن الغيل الى الغيل........ أكتب هذه الكلمات المتواضعة لأطلب الصفح من الشيباني الذي يكن كل الحب لي ولأصدقاء الدفعة،ولم نكن نعلم أنه يسكنه قصص((قهر أهل صنعاء لأهل تعز))،وهذا سوء فهم ومن تركات العهود البائدة التي كرست الهيمنة،أو هي ثقافة بالية خارج نطاق الزمن،وليبقى الحب صنعانياً شجياً وفياً وتعزياً أكثر وفاءً....

يا خباز الوفاء،لقد أخجلتني كلماتكَ الفذة وأسلوبكَ الرائع في وصفكَ لي وزملاءالدفعة الأوفياء،وأبكاني وقوفكَ على أطلال "أنسام" بعد عشر سنوات مضت من التخرج،بكيتُ كل الدموع وكل دمعة كتبتْ قصيدة...هل تعلم يانابغة أني أحكي القصص عنكَ في معظم فصول الدراسة التي أدرس فيها الإنجليزية...؟ هل تعلم أني أتكلم عنك في المجالس، أتكلم بكل فخر عن رمز من رموز اللغة الإنجليزية...؟ هو أنتَ أيها الخباز البسيط،وهكذا تعلمنا من الخباز كيف يكون الحب والتواصل...

هل تعلم -ويعلم كل من يقرأ هذه السطور العفوية -أن كلماتي ليست خيالية، بل هي بكل سرور أدبية وواقعية،وشاعرية ببساطة اللغة وسهولة التعبير. إني وبكل فخر أذكر كل الصفوة الزملاء من دفعة الوفاء:الغيل وشايع وجيلان.. أني وبكل فخر أذكر كل دقيقة مرتْ عليكً يانجل الفرزدق وياأخا الأعشى ويا فارس بني شيبان، ياروعة الكتان، ياأخا المهلهل، وصهر عنترة بن شداد وشقيق الزير سالم كُليب الذي قتله جساس ولكن لم يستطع أن يقتل فيه روح الشعر وعبقرية القصيدة وحنينه للصنعانية "بعيدة المنال"........

ليتني كنتُ مخرجاً سينمائياً لدعوتُ أشهر الفنانين أن يقوموابأداء وتمثيل أكبر فيلم في العالم تحت عنوان " روحانية الشيباني في بحور الغرب والفرنجة"...سأصنع منكَ ولكَ فيلماً أشهر من فيلم(فارس بني حمدان) و(عنتر يغزو الصحراء).. ولجمال هذه المناسبة العظيمة دعني أيها الخباز (العنتري)أهدي لكَ ولكل زملاء الدفعة –كلهم لا أستثني منهم أحداً أبدا- طوقاً من الياسمين،وإكليلا من الحنين ،سلامي عبر كلماتي للعرامي – ومعصار وشائع – والريمي – وطه– وخالد – والحارثي – والمصباحي – وجيلان – والغيل، ولن أنسى-وهيهات هيهات هيهات أن أنسى بالطبع زميلتنا الفارعة المصرية، ذات البسمة الفرعونية الساحرة من عائلة توت عنخ امون، ووفيات يمنيات من خيرة الزميلات(من غير اسماء) فأسماؤهن في القلوب منقوشة،وعلى افئدة من الصفاء الطاهر مفروشة،هن زميلات الوفاء، ولهن تُكتب الأشعار والقصائد.... وليسمح لي الخباز شاعر بني شيبان وفارس بني حمدان أقتبس شيئاً من رشوش قصائده وأشعاره أختتم بها المقالة وأهديها للقراء والزملاء وله- خبازاً أبدياً - ولكل الزملاء:

على بُعد عا شقةٍ في الزجاجِ المقابلِ يرصدني قمرٌ

كلما رحتُ ألمحهُ يتوارى وراء الكتابْ

وهل قمرٌ فارغاً للقراءةِ

أو مغرماً بالتذكرِ

أو مجهداً وقته بالحسابْ...؟؟

أم الحبُ نرسله من وراء السطورِ

وعبر الثغورِ

ومن خلفِ ساترةٍ أوحجابْ ...؟؟