خيبة أمل ....
بقلم/ خليل بن عبدالله الباشا
نشر منذ: 12 سنة و 4 أشهر و 17 يوماً
السبت 30 يونيو-حزيران 2012 04:46 م

نراقب الوضع المصري وانتخاب رئيس من أبناء الشعب البسطاء فنتهلل فرحاً.. ونسعد بذلك لأم الدنيا وحضارة السبعة ألاف سنة ..

فلما نيمم وجهنا لوطننا الحبيب نرى أصحاب الرتب والعساكر والهمج من القبائل ما زالوا ممسكين بالحكم يمصون البلاد ويرضعون الثروات ويفسدون في الأرض..

نرى ابن هادي يعطي الهبات بلا حدود لأصحاب الوجاهة ناهبي الثروات ومقابل ذلك نرى مجاعة تسحق الكثير من أبناء الشعب اليمني..

نرى وزراء مخلصين ومقابل ذلك وزراء مقيلين..

نرى كهرباء مقطوعة ومياه ممنوعة وأموال مسروقه والسبب عدم الحماية والحرس العائلي يستمر في قصف أرحب وبني جرموز..

نرى ضياع الجنوب بيد الحراك يوماً وبيد القاعدة أخرى.

نرى صعدة في يد العبث الطائفي الحوثي تقتل هذا وتشرد ذاك وحكومتنا تستجديهم تعالوا للحوار..

نرى اعتقالات في سجون المشايخ في العدين وغيرها وكأنهم دول مستقلة..

نرى أموراً كثيرة يعجز الشخص عن سردها ولكن المبكي المحزن أننا لا نرى العلاج ولا نرى الحل من قبل حكومة جاءت على أكتاف الثورة!!

أين وعود الإصلاح السريع ؟!! أين وعود الحلول السريعة والطارئة ؟!! أين وعود إنقاذ اليمن ؟!!

لا نريد أن يأتينا الإنقاذ من المجتمع الدولي (فما علينا من مديونيات تكفينا فلا نريد المزيد من التسيب والتساهل في التدخل الخارجي ) نريد أن يأتينا الإنقاذ من ثروتنا المنهوبة واقتصادنا المباح يأتينا الإنقاذ من أخوة لنا في الدين والوطن.

نريد أن يثبت لنا أبن هادي بأن مسمى حق أبن هادي قد تغير وألا وجود للمحسوبيات..

لا نريد الهبات الدولية التي تعطي باليمين وتغلق سفاراتها وقنصلياتها باليسار .. لا نريد من يمنحنا ثم يستولي على موانئنا.. لا نريد من يعطي ليستغل فقرنا .. لا نريد من يشحت بنا في الدول.. .. لا نريد ممن يقصف أرضنا بالطائرات..

نحن شعب كريم غني .. شعب أصيل حيي .. لدينا من الخيرات ما يفي ويكفي .. ما نريده هو الرجل الأمين ..

لم تقم الثورة في اليمن كي تستمر المعتقلات .. لم تقم الثورة في اليمن كي يستمر انقطاع الكهرباء.. لم تقم الثورة في اليمن كي يرتفع سعر البنزين والديزل أو ينعدم .. لم تقم الثورة في اليمن كي تستمر الاتفاقيات الباطلة التي تهلك الاقتصاد اليمني ..

السياسة – أتفق الساسة على ألا يتفقوا .. إعلامنا – محلك قف - .. اقتصادنا – للخلف در - .. الأمن – الحجر من القع والدم من راس القبيلي - ..

فما الذي صنعته ثورة اليمن؟

منحت القاتل الحصانة ! منحته السكن بقصره الخاص وسط حراسة مشددة ! منحته جموع ووفود تروح وتأتي تسبح بحمده ! منحته قنوات ومواقع وصحف تعظمه وتقدسه ! منحت الشعب رئيس بلا رئاسة! وجيش بلا حراسة !

لا ننكر أن هناك تغير وتحسن ولكن الشعب لا يحتاج مشي السلاحف بل يحتاج سباق الخيول..

ثورتنا في اليمن تحتاج لرجال لينقضوا على الفساد والفاسدين ويوردوهم أسفل السافلين.. فهل نجد ذلك في ثوار اليمن؟؟