انفاذا لقرارات مجلس القيادة الرئاسي ..ترتيبات لإنعقاد مجلس الشوري وتشكيل الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد عاجل مباحثات يمنية قطرية يجريها السفير اليمني بالدوحة بخصوص تسريع إدخال محطة توليد الكهرباء القطرية إلى الخدمة في العاصمة المؤقتة عدن مباحثات عسكرية يجريها رئيس الاركان الفريق بن عزيز مع الملحق العسكري المصري شرطة محافظة مأرب تحتفل بتخرج دفعة جديدة من الشرطة النسائية أقوى 10 جوازات سفر عربية لعام 2025 الريال يهوي الى مستوى قياسي أمام الدولار والسعودي ''أسعار الصرف اليوم مصدر مسئول يكشف حقيقة موافقة الحكومة على مد كابل ألياف ضوئية إلى الحديدة لشركة تابعة للحوثيين انفراجة.. قطر تسلم حماس واسرائيل مسودة اتفاق نهائي لوقف الحرب من إيران.. مبعوث الأمم المتحدة الخاص باليمن يعرب عن ''قلقه الشديد'' ويعرض على طهران طلبًا واحداً مجريات ما حدث في الكلاسيكو وتتويج برشلونة بكأس السوبر الأسباني
كمشارك في المؤتمر الجنوبي الأول المنعقد في الفترة 20 - 22 نوفمبر 2011 م بقاهرة المعز لدين الله الفاطمي تحت شعار "معًا من أجل حق تقرير المصير لشعب الجنوب"، لا أجد شيء يعيبني في ذلك او اخجل منه، بقدر ما اعتز وأفتخر لأنها أصبحت لدي رؤية سياسية إستراتيجية تضع خارطة طريق واضحة المعالم لحل القضية الجنوبية من خلال ذوي المصلحة فيها وهم هنا شعب الجنوب بلا استثناء بواسطة حقهم في تقرير مصيرهم دون وصاية من أحد، كما أن القائمين على المؤتمر والمشاركين فيه لم يدّعوا إنهم ممثلين عن أبناء الجنوب، لكنهم جزءاً منهم، ومن حقهم أن يجتهدوا ويعبروا عن رأيهم بصوت عال ومسموع.
ربما هي المرة الأولى التي تخرج فيها وثيقة كهذه بتأييد ومباركة ما يفوق (700) مندوب ومندوبة، يمثلون غالبية الطيف السياسي والاجتماعي في الجنوب، كما أنها لا تمثل حزب سياسي معين، أو تكتل ثوري بذاته، او كما يروّج البعض بأنها رؤية هذا القيادي او ذاك، قولاً كهذا يحمل دلالات استخفاف بالمشاركين في المؤتمر، وكأنهم مجرد قطيع سيقوا إلى مجهول.
من أبجديات العمل الثوري والسياسي القبول بالآخر والإيمان بالتنوع في الأفكار والاجتهادات والاختلاف في وسائل النضال المشروعة، لذا ليس عيباً أن نختلف عن بعض في رؤيتنا للحلول التي نضعها لقضيتنا الوطنية، لكن المعيب أن نجعل من اختلافنا مبرراً للدعاية الرخيصة ضد الآخر، وتشويهه في كل الأماكن والملتقيات والتحريض ضده بكل الوسائل، وان نجرده من وطنيته متجاهلين نضالاته، ونضعه في دائرة العمالة والارتهان لقوى أخرى.
تلك أساليب عقيمة لا يلجئ إليها إلا عديم الحيلة، وصاحب الحجة الضعيفة العاجز عن مواجهة القضايا الوطنية المصيرية بالحقائق التي لا تقبل الشك والتدليس، فلا يجد أمامه إلا أن يسلك اقصر الطرق للنيل من الآخر، مستغلاً المزاج الشعبي السائد، والعاطفة التي تتحكم في تصرفاته وتحدد اتجاهاته، محتفظاً لنفسه بحق الوطنية ومنحها لمن يشاء وطرد كل من يختلف معه وتجريده منها، وكأنها بطاقة عضوية.
إن التعبئة التي ينتهجها البعض ضد المشاركين في مؤتمر القاهرة والمتبنين لرؤيته، لا تخدم الجنوب بتاتاً، وستلقي بظلالها على النسيج الاجتماعي الجنوبي الذي هو أحوج ما يكون اليوم أكثر من أي وقتاً مضى لتكريس قيم التصالح والتسامح والتضامن، والاحتكام إليها في علاقاتنا المجتمعية قبل السياسية. تلك القيم التي عمد البعض على إضفاء الصبغة السياسية عليها، وإفراغها من مضامينها الإنسانية النبيلة، وتحويلها لمجرد مصطلحات تضفي شيء من الجمال على خطابات رنانة هدفها الأول والأخير تهييج المشاعر واستقطاب اكبر عدد ممكن من الجماهير في مواجهة الآخر.
حملة التشويه التي تعرضت لها وثائق مؤتمر القاهرة غير مبررة على الإطلاق، تلك الوثائق التي أكدت على أن الجنوب لكل وبكل أبناءه، و عن حق شعب الجنوب في تقرير مصيره عبر الوسائل الديمقراطية وبطريقة ديمقراطية وشفافه، إنما جعلت من "الفيدرالية" وسيلة وليس غاية، كما هم أصحاب دعوة "فك الارتباط" الذين لم يبلوروا مشروع واضح لتحقيق ذلك نجدهم يتحدثون عن مرحلة انتقالية يجب المرور بها قبل الوصول إلى فك الارتباط بصورته النهائية.
المرحلة الراهنة تتطلب إعمال العقل في الفعل الثوري والسياسي بما يجنب الجنوب وأبناءه مزيداً من الصراعات، فما حدث الخميس قبل الماضي في مدينة "سيئون" بوادي حضرموت، من اعتداء مجموعة من الحراك على مجموعة أخرى كانت تهم بعقد لقاء تشاوري حول مخرجات مؤتمر القاهرة، يكشف عن حالة الاحتقان التي وصل إليها الشارع الجنوبي وعدم قدرته على القبول بالآخر. ما حدث بمثابة جرس يرن في آذان أصحاب منهجية التحريض، فو لم يحكّم أصحاب ذلك اللقاء في سيئون عقولهم ويعملوا على تفويت الفرصة على من يريد جر الجميع إلى مربع العنف والعنف المضاد، لكانت النتائج كارثية، الخاسر الوحيد فيها الجنوب وأبناءه.
لأصحاب مشروع "التحريض" من داخل مقايلهم و مجالسهم: كفّوا أذاكم فالجنوب يتسع لجميع أبناءه بمختلف توجهاتهم السياسية ومشاريعهم.. وفي النهاية ما يصح إلا الصحيح! وكفى.