آخر الاخبار

الإعلام الأمريكي يكشف عن أوجه الاختلاف بين إستراتيجيتي بايدن وترامب الموجهة ضد الحوثيين؟ الإفتراض الخاطئ الحوثيون يجددون تحديهم للإدارة الأمريكية وترسانتها العسكرية في المنطقة.. عاجل أول أديب يمني تترجم قصصه للغة الكردية وتشارك في معرض أربيل للكتاب وكيل قطاع الحج والعمرة ينهي الترتيبات النهائية بخصوص موسم الحج لهذا العام مع نائب وزير الحج السعودي وزارة الأوقاف اليمنية تعلن صدور أول تأشيرة حج لموسم 1446هـ منصة إكس الأمريكية تتخذ قرارا بإيقاف حساب ناطق مليشيا الحوثي يحيى سريع قرابة ألف طيار ومتقاعد إسرائيلي يقودون تمردا بصفوف جيش الاحتلال.. رسالة تثير رعب نتنياهو   سفير جديد لليمن لدى أمريكا بلا قرار جمهوري مُعلَن موانئ عدن تعلن جاهزيتها الكاملة لاستقبال السفن تزامناً مع القرار الأمريكي بحظر دخول النفط إلى الحديدة اللجنة الأمنية بحضرموت تتوعد كل من يتعاطى مع التشكيلات العسكرية خارج إطار الدولةوتحذر المساس بأمن المحافظة

الطفولة المشنوقة وأحلامها المقتولة
بقلم/ صالح المنصوب
نشر منذ: 13 سنة و 8 أشهر و 29 يوماً
الثلاثاء 12 يوليو-تموز 2011 05:35 م

المثير والمحزن الذي يهم كل يمني بل كل إنسان في هذا العالم حال الأطفال في اليمن حال يبعث الشفقة والإنسانية. كيف لا وأنت تشاهد طفلًا في السنة العاشرة إلى اثني عشر يعمل بكل طاقته تاركًا المدرسة والأسرة باحثًا عن مصدر رزق لأسرته.

شدني كثيرًا أن أكتب في هذا الموضوع ذو الملامح الإنسانية, موضوع يبكي له من له قلب رحيم, قلب يحمل معاني وقيم إنسانية, يبكيه إنسان صاحي الضمير.

كيف لا وطفل أسأله: لماذا تعمل بجمع مخلفات البلاستيك؟ وكيف تركت صفوف الدراسة؟ فيجيب, وتجاعيد الحزن تبدو على عينيه: أنا أعول أسرة مكونة من عشرة أبناء؛ لأن والدي توفى وتركنا ونحن بلا راتب, وأعمل لأسد رمقهم.

من سيعولهم غيره؟ سيموتون إن تركهم. قال إن هذا ما أجبره على ذلك.

وأضاف: تركت المدرسة؛ لأنه لا يوجد من يصرف علينا.

هذا الطفل مثل الكثيرين غيره الذين لا يبالى بحالهم أحد, ولا يوجد من يهتم بهم في زمن انعدمت القيم وذبحت فيه الإنسانية وتجرد الناس عن هؤلاء البسطاء الذين لا يجدون من يعولهم, فتسببت في قتل طفولتهم, ولم يتذوقوا حلاوة السعادة, ولم يدخل إلى قلوبهم الفرح, وصارت كل أيامهم حزن وشقاء وبؤس وعمل متواصل لا يعرف فيه راحة أو إجازة في سبيل البحث عن لقمة عيس تسد احتياجات أسرهم.

الكل يتفرج وهم يعيشون العذاب دون مراعاة لهم ولا لحالهم. لم يجدوا من يهتم بهم. تركوا المدارس؛ ليس هروبًا, بل الضرر والهم المعيشي جعلهم يبحثون عن قوت يسد جوعهم.

وفي الجانب الآخر, طفلٌ يعمل طوال اليوم يشق الأرض قادمًا من محافظة أخرى, قاطعًا مسافات طويلة, باحثًا عن عمل, حاملًا بيده منجلًا أكبر منه, يظل طوال اليوم يشق ويحمل التربة وينقلها. جرح عميق أصابني. فسارعت أخاطبه: لماذا تعمل ولماذا لم تلتحق بالتعليم؟ أجاب: كتب لي أن أعمل هكذا. أبي شاخ وأنا ابنه الوحيد, بالله عليك اتركه يجوع؟ خرجت لطلب لقمة العيش, إذا لم تعمل حتى صاحب العمل يصارعك يحاول أن يحولك إلى محرث. حُرمنا التعليم والراحة؛ لأن لقمة العيش أضحت صعبة, ولا يجد من يساعدك على تجاوز حالتك البائسة سوى السخرية والهراء من أصحاب الترف من الناس.

بشر مجردون من الإنسانية غارقون في المال يعبثون ويلهون ولا يدرون ما يمر به الفقراء من الناس, أعطاهم الله مالًا لكنهم لا يدرون كيف ينفقوه, لماذا لا ينفقون على هؤلاء ويساعدوهم؟ تلك ستكون ثمرة لهم لإدخال السعادة على هؤلاء. لكنهم لا يريدون الاقتراب منهم ساخرين, بل ربما مكرمين؛ لأنهم يعملون من عمل أيديهم ويمدهم الله بالقوة, هم يحبون العيش بالترف ومع المترفين الغارقين في رغد العيش مثلهم لا رحمة ولا شفقة تدخلهم؛ لأنهم لم يمروا بذاك الحال. نقول لهم: ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.