آخر الاخبار

الإعلام الأمريكي يكشف عن أوجه الاختلاف بين إستراتيجيتي بايدن وترامب الموجهة ضد الحوثيين؟ الإفتراض الخاطئ الحوثيون يجددون تحديهم للإدارة الأمريكية وترسانتها العسكرية في المنطقة.. عاجل أول أديب يمني تترجم قصصه للغة الكردية وتشارك في معرض أربيل للكتاب وكيل قطاع الحج والعمرة ينهي الترتيبات النهائية بخصوص موسم الحج لهذا العام مع نائب وزير الحج السعودي وزارة الأوقاف اليمنية تعلن صدور أول تأشيرة حج لموسم 1446هـ منصة إكس الأمريكية تتخذ قرارا بإيقاف حساب ناطق مليشيا الحوثي يحيى سريع قرابة ألف طيار ومتقاعد إسرائيلي يقودون تمردا بصفوف جيش الاحتلال.. رسالة تثير رعب نتنياهو   سفير جديد لليمن لدى أمريكا بلا قرار جمهوري مُعلَن موانئ عدن تعلن جاهزيتها الكاملة لاستقبال السفن تزامناً مع القرار الأمريكي بحظر دخول النفط إلى الحديدة اللجنة الأمنية بحضرموت تتوعد كل من يتعاطى مع التشكيلات العسكرية خارج إطار الدولةوتحذر المساس بأمن المحافظة

سوريا الجديدة.. ثورة شعب أسقطت الانقلاب وأرست شرعية الدولة
بقلم/ سيف الحاضري
نشر منذ: شهر و 3 أيام
السبت 08 مارس - آذار 2025 10:34 م
  

لم يكن الانقلاب العسكري في سوريا مجرد تحرك عشوائي، بل كان محكم التخطيط والتنفيذ والتسليح، أعدّ له بدقة لاغتيال الثورة وإسقاط الدولة الجديدة في مهدها. لكن حين أدركت الحكومة السورية الجديدة حجم الخطر ووجوديته، وأن المخطط يستهدف ليس فقط النظام السياسي، بل الثورة والشعب ومستقبل سوريا برمته، خاطبت الشعب مباشرة، محذرةً من خطورة الموقف، ودعت إلى النفير العام دفاعًا عن الوطن.

 

أربع ساعات فقط بعد دعوة النفير كانت كفيلة بتجييش قرابة 400 ألف مقاتل مسلح، خرجوا من مختلف محافظات سوريا، مدفوعين بروح وطنية غير مسبوقة، واستعداد للتضحية من أجل حماية الثورة والدولة. هذا الاستنفار الشعبي الهائل لم يكن مجرد رد فعل، بل كان زلزالًا ضرب كيان الانقلابيين، وأربك من خطط لهم ومولهم ودعمهم.

 

حين تجد الدولة نفسها في حالة التحام كامل مع الشعب، فإنها تدرك أن شرعيتها مستمدة منه، لا من اتفاقيات أو اعترافات دولية. السلطة التي يهبُّ الشعب للدفاع عنها لا يمكن أن تُسمى إلا "سلطة الشعب"، لأنها ولدت من تضحياته، وتجسد إرادته في بناء مستقبل جديد.

 

عمليًا، انتهى الانقلاب العسكري في غضون ساعات، ولم يبقَ منه سوى بؤر متناثرة تتولى قوات الجيش والأمن ملاحقتها وتصفيتها، لضمان استقرار الدولة الجديدة. لكن ما حدث في سوريا لم يكن مجرد انتصار أمني أو عسكري، بل لحظة فاصلة في تاريخ الثورة السورية، أكدت أن سوريا اليوم لا تشبه أي نموذج آخر، لأنها ثمرة إرادة شعب قدم مليون شهيد، وضعفهم من الجرحى، وملايين المهجرين الذين دفعوا الثمن ليكون لهم وطن يليق بتضحياتهم.

 

اليوم، سوريا ليست مجرد دولة انتصرت على انقلاب، بل هي نموذج جديد لسلطة تُبنى بإرادة شعبية خالصة. لم تأتِ هذه الدولة من انقلاب عسكري، ولم تُفرض بوصاية خارجية، بل خرجت من رحم معاناة طويلة، وبُنيت على دماء الأبطال، وإصرار الأحرار، ووعي شعب رفض أن يكون وطنه رهينة لمشاريع الهيمنة والتآمر.

 

إنها سوريا الجديدة.. سوريا التي لا يشبهها أحد.