اعلان حالة الطوارئ القصوى في لوس أنجلوس والحرائق تلتهم المدينة- صور زحام شديد في منفذ الوديعة ومئات الأسر عالقة هناك انهيار قياسي للعملة اليمنية.. الدولار يصل حاجز 2100 للبيع ''أسعار الصرف'' مصادر عسكرية: فرار مليشيا الحوثي تحت ضربات الجيش في جبهات مأرب والجوف وتعز استعادة كنوز ملكية ثمينة مخبأة منذ الحرب العالمية الثانية عاصفة شتوية تعطل آلاف الرحلات الجوية في جنوب الولايات المتحدة إيران تكشف عن قاعدة صاروخية تحت الأرض هاجمت منها إسرائيل أميركا تستهدف قطاع النفط الروسي بعقوبات شديدة و تكبدها مليارات الدولارات شهريا للمرة الخامسة غارات إسرائيلية وبريطانية جديدة على 3 محافظات يمنية الكشف عن 4 بنود وضعت للرئيس اللبناني بين الجلستين النيابيتين قبيل انتخابه
أستمع إلى خطابات صالح فلا أجد أحدا أكثر قدرة منه على تعرية نفسه.
صالح يقدم نفسه كما هو، ويخدم خصومه كثيرا، والذي لا يعرفه ما عليه سوى الاستماع الى هرطقاته ليعرف الرجل عن قرب.
يتمادى في الحديث عن ولع خصومه بالسلطة وكأنه لم يحكم طيلة 3 عقود ونيف، يتحدث وكأنه قادم من ساحات الثورة، أو كأنه خرج للتو ينفض عن نفسه غبار السجن الذي قضى فيه ردحا من الزمن.
من يستمع إلى خطابه الأخير يظن أن الإصلاح الذي تحدث عنه الرجل -بحقد دفين- كان حاكما طيلة 3 عقود وحينما ثار عليه الشعب قلب عليهم صحن المجن.. وكأن الاصلاح ظل يحكم ويتوعد ويهدد ويرعد ويزبد ويردد: "أنا ومن بعدي الطوفان.. علي وعلى أعدائي.. الكرسي أبعد عليهم من عين الشمس.. اللي ما يعجبه يشرب من البحر"..
شخص مثقوب الذاكرة، مصاب بانفصام الشخصية، ولا مشكلة لديه في تبني الشيء ونقيضه.. تخونه الحسابات، ويسلك الطريق ذاته الذي سلكه المستبدون الذين طويت صفحاتهم.. يلجأ لاتهام خصومة بالحرص على السلطة وأنهم مقابل ذلك دمروا البلد وهو لا سواه من دمر البلد مقابل وهم العودة الى السلطة التي غادرته إلى غير رجعة.
يقوده الحقد والانتقام إلى حتفه، ولا يتعظ بمصير الذين لفظتهم شعوبهم، وصغار النفوس وحدهم من تحركهم الأحقاد.
الشجاع لا تحركه الضغائن ولا شهوة الانتقام.. حين سقط القذافي وخُلع مبارك اهتز عرش صالح وبحث عن مخرج، لكن تجربة طاغية الشام أغْرَته بالعودة مجددا في عباءة طهران فقدر أن الحوثي هو الجدار القصير الذي بإمكانه امتطائه وأكل الثوم بفمه، وهي الطريقة ذاتها التي يفكر بها الحوثي.
نهمه للسلطة دفعه للتحالف مع الشيطان، وحين انتفش الانقلاب وكان لا يقف في طريقه شيء كان صالح يلوذ بالصمت الأبلغ من الكلام، وكلما ذوت كوابيسه وأحس بأيامه تطوى خرج زاعقا يدعي البطولات وأن بمقدوره القتال سنوات طويلة.
انتهى الفعل فانتقل صالح للقتال بالقول، وكلما اشتد الخناق عليه كلما رفع صوته أعلى وأعلى، ومثلما أضحى محمد سياد بري ذكرى سيئة في حياة شعب الصومال الشقيق فليس بإمكان صالح إعادة الماء المسكوب.. إنه يكتب نهايته المخزية ليس إلا..!!